Wednesday, July 14, 2010

علمني وطني

الآن، وقد بدأت الإجراءات لتنفيذ الخطة التنموية، التي طال انتظارها لعقود، نتمنى أن ينظر إلى الجانب الأهم من موضوع التنمية، والاهتمام بالجانب الأعمق والأكثر ديمومة لهذا الموضوع، وهو الجانب الثقافي، أو المتعلق بالإنسان الكويتي.
فالنهضة تعني نهضة الإنسان لا العمران، وهي منه وإليه، وتعني تحضير أجيال المستقبل لتحمل مسؤولياتهم، في التنمية المستدامة واللحاق بالركب الدولي، في التطور والتقدم بجميع مناحي الحياة، الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية.
وعندما نركز على أمر الثقافة، فنحن نتحدث عن كفاءة التعليم، وهو مطبخ القادة والكوادر والكفاءات، يجب أن يكون تعليماً متطوراً وحديثاً، يركز على تحفيز التفكير والبحث والحوار، وينمي روح الالتزام والمسؤولية البناءة، والمواطنة الدستورية، وحب العمل والوطن.
والتنمية الثقافية تعني أيضاً، السلوك والمشاعر السوية، والحفاظ على اسم البلد، كل في موقعه، سواء في المدرسة، او العمل، أوحتى بسلوك القيادة في الشوارع والطرقات، ورفع المستوى الأخلاقي انطلاقاً من البيت والمدرسة والإعلام، والتدريب على احترام الاختلاف في وجهات النظر.
والجانب التهذيبي في الثقافة، يعني الاهتمام بالتجليات الإبداعية لها، وهي الفنون والآداب، إذ يقال إذا أردنا قياس تحضر بلد ما، فلا بد أن نعرف عدد المسارح فيه، فالإنسان هو أولوية أولى للتنمية والنهضة.

***
كنت من المحظوظين الذين بدأوا تعليمهم في أواخر خمسينيات وستينيات القرن الماضي، وتربوا على كل ما ذكرته سابقاً.
علمني وطني أن أحبه وأفديه، علمني السلوك الراقي، ورفع لدي حس المسؤولية، علمني أن الديموقراطية قيمة بشرية كبرى، علمني لكي أكون كويتياً، يجب أن تكون أخلاقي رفيعة، وأن أحترم الجميع، وكان أبي رحمه الله يكرر على مسامعي:" ما يكبر إلا السمادة، ولا يتعالى إلا الدخان"، وأعطاني درساً في التواضع لم أنسه.
علمني وطني الكثير من القيم النبيلة، التي حاولت غرسها في أولادي وأحفادي، وأعلمهم قليلاً مما علمني هذا الوطن.

osbohatw@gmail.com

No comments: