tag:blogger.com,1999:blog-55490816225758366022024-03-13T14:31:11.210-07:00أصبوحةأصبوحة هو عنوان العمود الأسبوعي الذي أنشره في جريدة الراي الكويتية, حيث ينشر كل يوم أحد, ونشره في هذه المدونة قد يسهم في اتساع قاعدة القراء والحوار حول الموضوعات المنشورة, ولكن ذلك لا يمنع من تنويعه لاحقاً واستخدام ما تقدمه التكنولوجيا وثورة المعلومات من فوائد.وليد الرجيبhttp://www.blogger.com/profile/15108913723601336868noreply@blogger.comBlogger220125tag:blogger.com,1999:blog-5549081622575836602.post-39812523822086896672010-09-28T23:05:00.000-07:002010-09-28T23:07:10.201-07:00الصراع الأزلي<div align="right"><br /><br /><strong>إن الصرع بين التقدم والتخلف، بين التشدد والانفتاح والتسامح في الكويت، قديم قدم ترسخ الثقافة على هذه الأرض، فالمجتمع الكويتي مثله مثل كل المجتمعات البشرية، التي لا بد وأن تمر بتحولات وتشكيلات اجتماعية اقتصادية، ذات ضرورة موضوعية تاريخية.<br />ولذا فالكويت تكاد تكون الوحيدة بين دول الخليج، التي رفضت واستهجنت الدعوة الوهابية السلفية، وقاومت حملات الاخوان في خمس هجمات على الكويت، في سنوات 1793 و 1794 و 1797م و 1808م إضافة إلى حرب الجهراء عام 1920م، لكن الأخوان لم يستطيعوا السيطرة على المجتمع الكويتي، وحرف فكره المتسامح والمنفتح، مثلما فعلوا مع بقية الكيانات الخليجية مثل البحرين وعمان وقطر، حسبما يشير د. خليفة الوقيان في كتابه القيم "الثقافة في الكويت".<br />والصراع بين التقدم والتخلف، هو صراع أزلي وفي سياق تطور التاريخ، كصراع الأجيال، والقديم والجديد، لكن حسب منطق العلم والتاريخ، فالنصر يكون دائماً للجديد، مهما قاوم القديم جديد العصر والزمن.<br />ففي القرون الأخيرة، مر المجتمع الكويتي بصراعات فكرية، بين دعاة التشدد ودعاة الانفتاح والاستنارة، وتصدى علماء الكويت وشعرائها لدعاة الغلو والتشدد، بل إن شعراء الجهراء العاميين أطلقوا وصف الخوارج على الإخوان، وقالوا شعراً كثيراً فيهم، وكان من شعراء الكويت صقر الشبيب وعبدالله الفرج وعبد اللطيف النصف، ومن العلماء ورجال الدين المستنيرين والإصلاحيين، الذين حاربوا التشدد والغلو، ودعاة رفض التقدم والحداثة، مثل الشيخ مساعد العازمي والشيخ عثمان بن سند والشيخ عبدالعزيز الرشيد والشيخ يوسف بن عيسى القناعي، والنوخذة عيسى القطامي، هؤلاء "يرون أن هناك تعارضاً بين الدين الحق والأفكار المتزمتة، التي تحرم ما أحل الله، فضلاً عن قناعتهم بعدم جواز تكفير المسلمين لمجرد الاختلاف معهم بالرأي حول الفروع أو الأمور الثانوية التي لا تتصل بصلب العقيدة" (الثقافة في الكويت ج1 ص228-خليفة الوقيان).<br />وقد كان من أشد المحاربين للتقدم هو الشيخ عبدالعزيز العلجي الذي كتب قائلاً:<br />يا عاتباً منا الجمود وطالباً منا التمدن إنك الحيران<br />إن التمدن لو علمت فخسة جاءت بها الأورب واليونان<br />بل إن رجل دين متشدد آخر غضب لاشتراك عائلة الخالد بمجلة "المنار" لأن الشرع –كما يرى- لا يبيح لهم مطالعة تلك الصحف، التي تجمع "العقائد الزائفة والآراء المبتدعة" (نفس المصدر ص 231).<br />وما أشبه اليوم بأمس، ففي القرون الثامن عشر والتاسع عشر والعشرين، دافع العلماء والشعراء في الكويت عن الحرية والثقافة والتقدم، وفي القرن الحادي والعشرين، ترتفع نفس النبرات ضد حرية القراءة والمطالعة، وضد التقدم ومنطق العصر، لكن الأكيد أن التقدم سينتصر بالنهاية، وكما هي عادة التاريخ.<br /><br />osbohatw@gmail.com<br /><br /><br /></strong></div>وليد الرجيبhttp://www.blogger.com/profile/15108913723601336868noreply@blogger.com2tag:blogger.com,1999:blog-5549081622575836602.post-23383826548526731082010-09-26T22:40:00.000-07:002010-09-26T22:41:55.321-07:00المجزرة السنوية<div align="right"><br /><br /><strong>تقترب الذكرى السنوية لمجزرة الفكر والكتاب، دون أن تطرف عيني الحكومة أو تنتفض لسمعة الكويت الثقافية والأدبية والفنية، ملبية أوامر حكومة الظل بل حكومة الظلام، التي ما فتئت تصدر فرامانات القيود على المواطنين، وصكوك الغفران لفتاوي الشر والتكفير والتخلف، لتعود بنا إلى عصور الظلام القديمة، عندما كانت الكنيسة تجرم كتب العلم والفلسفة والأدب.<br />هل هي سادية يمارسها أصحاب مشروع التخلف؟ أم نقصاً في القيم الإنسانية مثل الحرية والديموقراطية والمحبة؟ أم شعوراً بالنقص ورهبة من أجواء الانفتاح والحرية والسلام الاجتماعي؟<br />في الوقت الذي يضع فيه وزير الإعلام، حجر الأساس لأول وأكبر مشروع ثقافي كويتي في الهند، تعمل وزارته بنفس الوقت، كصبي الجزار الذي يأتمر بأمره وينفذ تعليماته، تمسك بجسد الحرية، وتتركهم ليقتاتوا من دمائها.<br />في الهند؟! لا بأس ما دامت الهند بعيدة، حيث لا يوجد لديهم ناخبين، ولن يكون من الاستراتيجي السيطرة على الهند، لكن في الكويت فلتخسأ الحرية والثقافة، لا عودة لما يسمى بعصر النهضة الكويتي، ولا عودة لأوهام الستينيات والسبعينيات.<br />ولد جيل في الكويت، لا يعرف معنى أو يصدق أن الكويت كانت تسمى جوهرة الخليج ومنارة للفكر العربي، فكل ذلك إدعاء وكذب من التغريبيين الذين يرمون إلى نشر الفساد والرذيلة والأفكار السامة، لا يصدق هذا الجيل أساطير الستينيات والسبعينيات وتخاريف آبائهم وأوهامهم، بأن الكويت كانت معبراً للنهضة والمحبة والتسامح والانفتاح والتقدم، فآبائهم يصورون الكويت، كمدينة أتلانتس التي غرقت وابتلعها البحر.<br />يالا تخاريف الآباء، فالكويت لم تكن يوماً بلاد العرب، ولم تكن يوماً إلا سجناً كبيراً للفكر والثقافة، وجلاداً ملتحياً متجهماً بيده سوط التأديب لمن خرج عن الطوع، لم تكن قط واحة للحرية، لم تكن مركزاً للإشعاع والنور والنهضة الفكرية والفنية والمسرحية والرياضية، كل تلك تخاريف الأولين وأوهام الآباء والأجداد الذين كانوا على ضلال.<br />فليمت اتحاد كتاب مصر بغيضه، ولن يجد احتجاج واستنكار المثقفين العرب أي صدى لدى الحكومة، التي صدقت أن التكنولوجيا وثورة المعلومات، لا تستطيعان أن ينتصرا على سيف التسلط، ولا تقوى على كسر القيود على المعرفة، فحجاب التخلف أعتى من العلم.<br />فهنيئاً لمعرض الكتاب، الذي كان ثاني أكبر وأهم معرض عربي، هنيئاً له بهذه المكانة الجديدة، التي تغيظ العدا الذين يريدون عودة ما يسمى بكويت الحريات والرفعة والعزة، وليظلوا بأوهامهم وبأساطير الستينيات والسبعينيات، ولتهنأ الطائفية والقبلية والفئوية، فالبيئة ما زالت صالحة ومهيئة للاشتعال.<br /><br />osbohatw@gmail.com<br /></strong></div>وليد الرجيبhttp://www.blogger.com/profile/15108913723601336868noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-5549081622575836602.post-71045510091858115362010-09-24T23:46:00.000-07:002010-09-24T23:47:33.836-07:00عودة الحرب الباردة<div align="right"><br /><br /><strong>قلت في مقالات سابقة، أنه ليس أمام الولايات المتحدة، لتخطي الأزمة الاقتصادية الكبيرة التي تعصف بها، إلا بافتعال حرب عالمية، كما حدث أبان أزمة الكساد الكبير عام 1929م، والتي كانت الحرب العالمية الثانية إحدى طرق تجاوزها، أو افتعال بؤر توتر وحروب، وتدخل عسكري مباشر، كما حدث في البلقان والقرن الأفريقي وأفغانستان والعراق، تضمن لها تدفق ثروات هذه المناطق والدول.<br />وفي ظل تنامي أقطاب جديدة في الساحة العالمية، مثل الصين التي ارتفعت معدلات نموها في مقابل انخفاض معدلات النمو الأمريكي، وكذلك روسيا والهند والبرازيل، والتغيرات الاشتراكية التي بدأت تبرز في دول أمريكا الجنوبية، وأزمة تكدس السلاح الأمريكي، فليس أمام الولايات المتحدة إلا تسويق "الستوك" من السلاح، وخلق أحلاف لمواجهة تنامي الأقطاب المتعددة الجديدة.<br />ولعل فشل المشروع الأمريكي في أفغانستان وفي العراق التي كانت تريده قوة في المنطقة تشكل ثلاثياً هلالياً مع تركيا وإسرائيل، جعلها تتجه إلى سحب قواتها العسكرية لتكبدها خسائر تقدر بمليارات الدولارات، وآلاف الأرواح، سببت تذمراً شعبياً أمريكاً، لتحل محلها الشركات اللوجستية، كي يستمر تدفق النفط إلى مصانعها، مع خدمات تدريبية لحرس الحدود وشرطة النفط، يقدمها حلف شمال الأطلسي (الناتو) كما عبر وزير الداخلية العراقي جواد البولاني بعد اجتماع وزراء داخلية دول جوار العراق (الراي 24 /9/2010).<br />وحسب جريدة الفينانشيال تايمز، فإن دول مجلس التعاون أبرمت صفقة لشراء أسلحة أمريكية بقيمة 123 مليار دولار، تحت ذريعة مواجهة القوة العسكرية الإيرانية، وبهذا نعود إلى أجواء الحرب الباردة في ثمانينات القرن الماضي، ابان الحرب العراقية الإيرانية، حيث تم تكديس ترسانة ضخمة من الأسلحة في دول مجلس التعاون، وأنفق عليها مليارات الدولارات، رغم أنها لم تأت بفائدة كبيرة لهذه الدول، اثناء الغزو العراقي على الكويت.<br />فصفقة الأسلحة التي أبرمتها أخيراً المملكة العربية السعودية وتقدر ب60 مليار دولار شملت طائرات مقاتلة، ليست لها فعالية كبيرة، فحسب مصادر أمريكية، فإن إسرائيل تشعر بارتياح كبير، لأن هذه الطائرات لا تحتوي على نظم أسلحة بعيدة المدى، مثل الطائرات التي حصلت عليها إسرائيل من الولايات المتحدة، (القبس 14/9/2010).<br />ولو قبلت الولايات المتحدة مطلب إيران، كي تكون شرطي المنطقة، وتقاسمت النفوذ فيها، لقل التوتر والخطر في المنطقة، ولكن في المقابل ستطول الأزمة الاقتصادية الأمريكية وستتعمق، فلا حل إلا بحلب ثروات المنطقة.<br /><br />osbohatw@gmail.com<br /><br /><br /><br /></strong></div>وليد الرجيبhttp://www.blogger.com/profile/15108913723601336868noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-5549081622575836602.post-37082322756499287132010-09-21T22:27:00.000-07:002010-09-21T22:29:29.660-07:00التخلف سبب الآفات الاجتماعية<div align="right"><br /><br /><strong>الآن، وبعد أن تم سحب الجنسية من ياسر الحبيب، الذي اعتبر مزدوج الجنسية، إضافة إلى جريمة إثارة الفتنة الطائفية، هل تم اخماد جمر الفتنة ومنابعها ووجودها الكامن؟ هل قضينا على بيئة التخلف الثقافي والاجتماعي، الحاضنة لجذور الفتنة، هل أصبحنا دولة مؤسسات وقانون؟ هل رفعت الحكومة من سقف هيبتها أمام جميع أطياف المجتمع؟ هل أصبحت عصية على الضغوط والابتزاز السياسي الرخيص؟ هل أعادت ثقة الناس بها وبقراراتها؟<br />إن إطفاء اللهب لا يعني إخماد الجمر، وتخفيف الاحتقان الطائفي لا يعني القضاء عليه وعلى أسبابه نهائياً، ومعالجة العرض لا تعني معالجة المرض، إذ لا بد من حلول جذرية للقضاء على التعصب الطائفي والقبلي والفئوي في مجتمعنا، المتسم تاريخياً بالتسامح الديني والثقافي والاجتماعي.<br />إن الإجراء الحكومي السريع نسبياً، لمعالجة تداعيات الأزمة الأخيرة، يدل على ضرورة تدخل الحكومة لحفض الأمن الاجتماعي والسياسي، لكن ليست ردة الفعل هي المطلوبة، بل المبادرة وقراءة الواقع واستشعار الحدث للوقاية قبل الاستفحال.<br />إن أسباب أي مشكلة ثقافية أو اجتماعية أو نفسية أو اقتصادية، لن تكون وحيدة البعد حسب منطق العلم، ولكنها عادة تكون ذات أبعاد وجوانب متعددة، وأن جميع هذه المشكلات تؤثر على بعضها بعلاقة متبادلة، والفتنة تشترك فيها أطراف وليس طرفاً واحداً.<br />وها هم بعض أعضاء مجلس الأمة، يملون شروطهم على الحكومة، ويوغلون بالتمادي، رغم تحقق هدفهم بسحب جنسية ياسر الحبيب، فالبعض يعطي مهلة 24 ساعة للحكومة كي تسحب الجنسية وإلا..، والبعض يريد مكاسب أبعد تصل إلى "اجتثاث هذا الفكر الخبيث"، وهنا يصبح الأمر ملتبساً إذا لم يكن يعني التعصب والتطرف بجميع اشكاله وباختلاف مصادره، والبعض يحذر وزير الأوقاف من منع الدروس الدينية في المساجد، رغم أن بعض هذه الدروس استخدمت في كثير من الأحيان، لغسل أدمغة شبابنا، وزرع فكر الغلو والتطرف، مما يذكرني بالمثل المصري:" تدي له صباعك ياخذ دراعك".<br />لا سبيل لأمن المجتمع وتقدمه إلا بالقضاء على التخلف الذي استشرى من بعد التحرير وحتى هذه اللحظة، يجب رفع الوعي الاجتماعي والشعور بالمساواة في الحقوق والواجبات، وتقديم الولاء للوطن على الطائفة والقبيلة، والتعامل مع هذا الولاء حسب القانون، بما فيها قضية ازدواج الجنسية، ووضع مناهج دراسية تواكب العصر، وإشاعة أجواء ثقافية مستنيرة، كل تلك هي ضمانات للعودة إلى كويت العز والتقدم، واستقرار المجتمع.<br /><br />osbohatw@gmail.com<br /><br /></strong></div>وليد الرجيبhttp://www.blogger.com/profile/15108913723601336868noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-5549081622575836602.post-12360931666789288742010-09-21T22:26:00.000-07:002010-09-21T22:27:32.125-07:00هذه ليست مقابل تلك<div align="right"><br /><br /><strong>الاختيار بين الفتنة وقمع الحريات، ليس اختياراً صائباً ولا منطقياً، بل أنه يزيد الطين بله، ويزيد الأمر تعقيداً وتصعيداً، فالأمن الاجتماعي يرتبط جدلياً مع الحريات والديموقراطية.<br />فإذا كان التأجيج الطائفي والقبلي والفئوي، سيدفع الحكومة للتشدد وتقييد الحريات، فتلك هي مرامي من يقف وراء هذا التأجيج، سواء المتخلفين من داخل مجتمعنا أو من خارجه، أو من مراكز القوى، الذين تؤذيهم الديموقراطية وتؤذي مصالحهم.<br />ما زلنا مع تطبيق القانون وفرض هيبته، للحفاظ على أمننا الاجتماعي، لكننا بالتأكيد ضد ردود الفعل غير المدروسة والمبالغة، في تطبيق القانون، فما حفظنا منذ قرون هو سمة الحرية التي هي أغلى ثرواتنا، وسمة الاختلاف والتعدد ضمن الوحدة، والتي هي مصدر قوتنا.<br />إن حكم المحكمة الدستورية بعدم دستورية قانون الاجتماعات العامة، هو حكم ملزم ولا يجوز العودة لتطبيقه، ولكن بيان وزارة الداخلية في شأن الندوات والتجمعات وتطبيقها له يشيان بأن هذا القانون ما زال سارياً، وهو مخالفة دستورية سافرة، والخشية أن تستغل هذه الفتنة بإحياء محكمة أمن الدولة، والتشدد في قانون المطبوعات والنشر، وإدخال تعديلات قمعية على قانون المرئي والمسموع، ناهيك عن قانون مراقبة المواقع الألكترونية، الذي يجري الاعداد له.<br />إن طريق تطبيق القانون، ودرء أخطار الفتن طريق معروف ومجرب، يكمن أولاً بمسطرة الدستور والقانون، وإرساء مبادئ العدالة والمساواة على الجميع، وثانياً التخفيف من قبضة قوى الإسلام المتشدد على المجتمع، ورفع الحكومة يدها عن رعاية هذه القوى، وثالثاً البحث عن البؤر الخبيثة والمؤججة لجميع النعرات، ومحاسبتها قانونياً، ورابعاً إعادة الاعتبار للتربية الاجتماعية، المبنية على التسامح واحترام الاختلاف.<br />إن حالة التخلف الثقافي والاجتماعي، هي بيئة حاضنة للعصبيات الطائفية والقبلية والفئوية، ولا يمكن القضاء على التخلف وتبعاته، إلا بإعادة بناء كيان الدولة الحديثة ومقوماتها، الذي بدأ في خمسينيات وستينيات القرن الماضي ثم توقف، والبدء فوراً بعمليتي الإصلاح السياسي، واستكمال الديموقراطية، والتصدي للفساد وأركانه.<br /><br />osbohatw@gmail.com<br /></strong></div>وليد الرجيبhttp://www.blogger.com/profile/15108913723601336868noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-5549081622575836602.post-79922183578307610592010-09-21T22:24:00.000-07:002010-09-21T22:25:44.813-07:00التخبط<div align="right"><br /><br /><strong>إننا نرى وحسب معطيات الساحة السياسية الكويتية، أنه لا أفق لنجاح خطة التنمية كما عرضت بالطريقة الوردية، فالتخبط هو العنوان الرئيس للسلطة التنفيذية، رغم حيازتها على أغلبية برلمانية.<br />فلا توجد سياسة واضحة للحكومة تجاه القضايا والملفات العالقة، ولا تتخذ قرارات مدروسة جيداً، بل اعتمدت في كثير من الأحيان على ردود الفعل، وعلى قرارات فورية دون تمحيص أو تروي، يليقان بحكومة تدير مصالح شعب وتسعى إلى تأكيد كيان دولة ديموقراطية حديثة.<br />فمرة تضع خطة تنمية مليارية، ثم تتورط في مصادر تمويلها، هكذا دون دراسة كافية، ومرة تقرر تطبيق قوانين الرياضة، ثم تحل مجلس إدارة الهيئة العامة للشباب والرياضة، ومرة تعين الجزاف رئيساً للهيئة، ثم تعين الفلاح بدلاً منه، أو العكس، ومرة تقرر سحب جنسية ياسر الحبيب، ثم تتراجع عن قرارها، ومرة تتشدد في مسألة حرية الرأي والتعبير، ثم تتساهل حيال محطات فضائية وصحف تشعل فتنة، ومرة تقرر مراقبة هواتف البلاك بيري، ثم تتراجع والأمثلة المشابهة كثيرة.<br />هذا بغض النظر عن النوايا الطيبة، فالنوايا لا تصنع دولة حديثة، بل تصنعها سياسات مدروسة وصائبة، وقرارت تستند على الدستور والقانون، ولا تستند على الفردانية ومراكز القوى.<br />ولا نعفي أعضاء مجلس الأمة من هذا التخبط، فلم يعد غالبية الأعضاء معنيين بمستقبل البلد، بعدما أفسدوا بالهبات والعطايا والمناصب والمنازل والامتيازات خارج القانون، ومبدأ المساواة بالحقوق وتكافؤ الفرص، وتحول هؤلاء من واجب الدفاع عن مصالح الشعب، إلى تنفيع أبناء الجماعة والقبيلة والطائفة.<br />كما أننا لا نعفي القوى الوطنية، التي إنكفأت على نفسها، وركزت جهودها على الجوانب الانتخابية، وتجاهلت القضايا الاجتماعية للشعب، وتمزق شملها بعدما تضاربت مصالحها الاقتصادية، وبرز فيها فرزاً طبقياً، فبعض عناصرها لها مصالح مرتبطة بالحكومة ومشاريع التنمية، وهذا ينطبق على تنظيمات الإسلام السياسي أيضاً.<br />في ظل كل هذا التخبط في السلطتين التشريعية والتنفيذية، وفي ظل تصاعد وتيرة وحدة الصراع الطائفي والقبلي والفئوي، يصبح وضع البلد مقلقاً، لا يدعو للتفاؤل والطمأنينة، ويصبح المستقبل غامضاً رمادياً.<br /><br />osbohatw@gmail.com<br /><br /></strong></div>وليد الرجيبhttp://www.blogger.com/profile/15108913723601336868noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-5549081622575836602.post-84800507880477880382010-09-21T22:22:00.000-07:002010-09-21T22:23:47.860-07:00على شفا فتنة<div align="right"><strong><br /><br />قلت في مقالي السابق، أن أحد السياسيين اللبنانيين قال:" أن إثارة الفتنة تحتاج إلى طرف واحد، لكنها تحتاج إلى طرفين أو أكثر لتنفيذها"، وهو ما يحصل في الكويت، فلم يتم احتواء وإيقاف الشرارات الأولى للفتنة، بل تركت الأطراف الأخرى لتأجيجها، وكل يدعي أنه يدافع عن الحق، والكل يدعي المحافظة على الوحدة الوطنية بالتصعيد والتأليب، وتركت النار ليرتفع أوارها، وكأنه يراد للفخار أن يكسر بعضه.<br />إن التحرك الحكومي الأخير، لقطع الطريق على مثيري الفتن، والإجراءات القانونية التي قام بها سمو رئيس الوزراء بالإنابة وزير الدفاع الشيخ جابر المبارك، وقانون الوحدة الوطنية الذي يعد له في مجلس الوزراء والمجلس الأعلى للتخطيط، كلها كانت إجراءات مستحقة منذ زمن بعيد.<br />فالفتن لا توقف إلا بتطبيق دولة القانون تطبيقاً حازماً، ولا تشتعل الفتنة بين شعب واع، فهي ليست من الأمور التي يستهان بها، بل هي أخطر على الشعوب من الحروب العسكرية المباشرة، وهي سلاح العدو الأمضى لتقويض الدول، وتفتيت الشعوب.<br />لقد تهاونت الحكومة فيما مضى، مع خطر مباشر وواضح لتمزيق النسيج الإجتماعي، عبر الإعلام المرئي والمكتوب، ووقف القانون مشلولاً ضعيفاً أمام الفرز القبلي والطائفي والفئوي، بدءً من المناهج الدراسية المتخلفة، إلى الانتخابات الفرعية المخالفة للقانون، التي تكرس الولاء الأصغر على حساب الولاء الوطني الأكبر، إلى تقسيم الكويتيين إلى بدو وحضر وشيعة وسنة، وزرع الكراهية في نفوس الكويتيين ضد بعضهم.<br />وتعاملت الحكومة وكأن الأمر عابر، وغمامة طارئة، بل ركزت جهودها ضد من ينتقد سياساتها وأدائها، مخلصاً للوطن وقلقاً على مستقبله، وترك الوطن في مهب ريح الطائفية والقبلية، وتقوضت كل مكتسابات الشعب الكويتي المدنية والقانونية والحضارية.<br />في هذه الأجواء الجنونية، وفي ظل الأخطار المحدقة بالمنطقة، تصبح التنمية بلا معنى، فأي تفكير في خطط تنموية يجب أن تبدأ بالإنسان، فهو الأولوية ومنه تبدأ وإليه تنتهي.<br />فقبل تعمير المباني والشركات، يجب بناء شعب متحد، ملتف حول وطنه وقضاياه، تربطه المواطنة والولاء للوطن، يرفل بالحرية والمساواة تحت الدستور والقانون، والبدء بتطوير المناهج، وتدريس وتكريس الوحدة الوطنية منذ الصغر.<br />وإذا كان لابد من شركة إعلامية لترويج خطة التنمية، يتم من خلالها نهب المال العام، فالأولى تكريس الإعلام العام والخاص، لغرس الوحدة الوطنية، ومكافحة كارثة الفتنة والتمزيق لأبناء الوطن.<br />وهنا أدعو الكتاب والمثقفين ذوي النفس الوطني المخلص، لجعل قضية المواطنة الدستورية والوحدة الوطنية، أولوية في كتاباتهم وتحركاتهم، وأن تبدأ حملة وطنية شاملة، حكومية وأهلية للحفاظ على ما تبقى من نسيجنا الاجتماعي، ومحاربة كل دعوة متخلفة أو مشبوهة لتفتيتنا.<br />والبركة بالشباب.<br />osbohatw@gmail.com<br /><br /></strong></div>وليد الرجيبhttp://www.blogger.com/profile/15108913723601336868noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-5549081622575836602.post-59146176739137107232010-09-16T23:44:00.000-07:002010-09-16T23:46:15.961-07:00يراد بنا شراً<div align="right"><strong><br />لا أحد يعرف مدى خطورة النزاع الطائفي والمذهبي، مثل الذي اكتوى بناره، فإذا دخلت الطائفية بلداً دمرته، وتظل نارها موقدة لسنين وقرون، ولا أحد يخرج من هذا النزاع البدائي منتصراً، بل أنه يؤخر البلدان لسنين، ويحطم خلال فترة قصيرة، ما بناه الإنسان في قرون طويلة.<br />وهو يعكس تخلف الإنسان وعصبيته البدائية، وانتماءاته الضيقة على حساب الانتماء الأشمل والأنبل، كما يعني غياب العقل والتفكير، وتضخم العاطفة والغريزة ويعني الكراهية للآخر المختلف، فقط لأنه مختلف.<br />استخدمت الطائفية عبر تاريخ البشرية الطويل، للسيطرة على الشعوب، ولعل أول من توصل إليها كسلاح للسيطرة، هو الاستعمار البريطاني، من خلال سياسته المعروفة (فرق تسد)، فالشعوب الواعية واليقظة، تعرف أن قوتها في وحدتها، وفي تفويت الفرصة على المتآمر، من خلال وحدتها الوطنية.<br />وعلى حد قول أحد السياسيين الوطنيين اللبنانيين، : "الفتنة قد يشعلها طرف واحد، لكنها تحتاج إلى طرفين أو أكثر لتنفيذها"، فالطرف الواعي هو الذي ينتبه إلى مرامي الفتنة وأبعادها المستقبلية المدمرة.<br />فإذا أرادت إسرائيل أن تضعف الجانب المقاوم لحزب الله، فإنها تضرب جانبه المذهبي، عبر فتنة طائفية مثلما حصل في حادثة برج أبي حيدر، فإن لم ينتبه الطرفان إلى خطورة المؤامرة، سيدخلان في لعبة التدمير الذاتي، فإسرائيل تدرك استحالة الانتصار على شعب موحد.<br />وكيف إذاً يمكن السيطرة على بلد شاسع مثل العراق؟ دون تفتيته واشعال فتنة طائفية ومذهبية فيه؟ فالطائفية تنسى المشروع الوطني الديموقراطي، وتنشغل في حرب بدائية تعصبية تصفوية.<br />فهل نحن بعيدون عن مثل هذه الأمثلة؟ هل نحن محصنون ضد الفتنة؟ هل نحن واعون لما يحاك ضدنا؟ وما يراد لنا؟<br />لعله من التكرار أن نقول أن وحدتنا في وجه الاحتلال، كانت حصانتنا ضد مشروع الشر، الذي قاده صدام حسين، لابتلاع وطننا وطمس هويتنا، وزوال صدام لا يعني زوال الشر.<br />إن الشرر الذي بدأ يتطاير في وطننا منذ بضعة أشهر وبشكل ملحوظ، لم يكن مصدره طرف واحد، كما أنه لم يكن كله عشوائياً أو تلقائياً، فبعضه مخطط له جيداً، وبعضه يؤججه التخلف ونقص التفكير والمواطنة الدستورية.<br />هناك من يريد بنا شراً، من الداخل والخارج، هناك من اكتشف نقطة ضعفنا، ومستوى تفكيرنا وعقليتنا، وشغفنا باللعب بالنار.<br /><br />osbohatw@gmail.com<br /><br /><br /></strong></div>وليد الرجيبhttp://www.blogger.com/profile/15108913723601336868noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-5549081622575836602.post-69228967942128666312010-09-13T00:13:00.000-07:002010-09-13T00:15:28.649-07:00يوم اختفى التسامح الديني<div align="right"><br /><br /><strong>ذكر لي الدكتور خليفة الوقيان، حكاية ومثال من الأمثلة الكثيرة، عن التسامح الديني لدى الكويتيين، قال:" كان الشيخ عبدالله النوري، وهو شيخ دين، والشيخ عبد العزيز حماده، وهو قاضي الكويت، والشيخ أحمد عطية الأثري، وهو أيضاً قاض، كانوا يذهبون في يوم 25 ديسمبر من كل عام إلى بعض الأسر الكويتية المسيحية، ليقدموا لها التهاني بمناسبة أعياد الميلاد (الكريسماس)، كما أن الشيخ يوسف بن عيسى القناعي، وهو أيضاً قاضي ومفتي ورجل دين، كان معروفاً باحترامه للديانة المسيحية واحترامه ليهود الكويت، الذين كانوا يكنون له احتراماً كبيراً.<br />لكن الزمن تغير بذهاب المسلمين المستنيرين والمتسامحين من الكويت والعالم، تذكرت ذلك عندما حلت يوم السبت الماضي، ذكرى كارثة 11 سبتمبر اللاإنسانية، والتي قتل خلالها أكثر من ثلاثة آلاف شخص برئ وبدم بارد، هذه الجريمة التي شوهت وجه الإسلام، وربطته بالإرهاب والقتل والدمار والكراهية للأديان الأخرى.<br />ولكن ماذا كانت نتائج هذه الجريمة؟ هل انتصر الإسلام؟ هل تغيرت أحوال المسلمين إلى الأفضل؟ أظن أنه حدث العكس تماماً، فقد ازدادت الكراهية للإسلام والمسلمين في العالم، وارتد العديد من المسلمين الأجانب عن الإسلام، ومنهم شخصيات معروفة، واستغلت الولايات المتحدة هذه الجريمة، ودفعت بجيوشها إلى بعض الدول الإسلامية، بذريعة الحرب على الإرهاب، وامتصت ثرواتها، ورتبت أوضاع محاورها وتحالفاتها، بصفتها القطب الأوحد في العالم، وفتت شعوباً، وأيقظت فتناً طائفية، وأشعلت بؤراً قد لا تنطفئ في عالمنا الإسلامي والعربي.<br />ولأن التعصب يقود إلى التعصب، والعنف يولد العنف، هددت كنيسة صغيرة في فلوريدا بحرق مصحف، كما تعرض بعض المسلمين لاعتداءات في أمريكا وبعض الدول الأوربية، وتعرض أمن الجاليات المسلمة في هذه الدول للخطر.<br />وقد كان من المقرر أن تنطلق مظاهرة في هذه الذكرى، تضم أمريكيين من جميع الديانات سماوية وغير سماوية، في مسيرة تسمى "مسيرة الوحدة"، تعبيراً عن الاستنكار لهجمات سبتمبر، ورفضاً لحادثة حرق المصحف، وتأكيداً على أخوة وتسامح الأديان، وهو المنفذ الحضاري للسلام بين الشعوب.<br />فهل سينقذنا التسامح في النهاية؟ وهل سنحظى بسلام حلمنا به طويلاً؟<br /><br />osbohatw@gmail.com<br /></strong></div>وليد الرجيبhttp://www.blogger.com/profile/15108913723601336868noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-5549081622575836602.post-57983782882591650942010-09-10T23:04:00.000-07:002010-09-10T23:06:19.704-07:00يراد بنا شراً<div align="right"><br /><br /><strong>لا أحد يعرف مدى خطورة النزاع الطائفي والمذهبي، مثل الذي اكتوى بناره، فإذا دخلت الطائفية بلداً دمرته، وتظل نارها موقدة لسنين وقرون، ولا أحد يخرج من هذا النزاع البدائي منتصراً، بل أنه يؤخر البلدان لسنين، ويحطم خلال فترة قصيرة، ما بناه الإنسان في قرون طويلة.<br />وهو يعكس تخلف الإنسان وعصبيته البدائية، وانتماءاته الضيقة على حساب الانتماء الأشمل والأنبل، كما يعني غياب العقل والتفكير، وتضخم العاطفة والغريزة ويعني الكراهية للآخر المختلف، فقط لأنه مختلف.<br />استخدمت الطائفية عبر تاريخ البشرية الطويل، للسيطرة على الشعوب، ولعل أول من توصل إليها كسلاح للسيطرة، هو الاستعمار البريطاني، من خلال سياسته المعروفة (فرق تسد)، فالشعوب الواعية واليقظة، تعرف أن قوتها في وحدتها، وفي تفويت الفرصة على المتآمر، من خلال وحدتها الوطنية.<br />وعلى حد قول أحد السياسيين الوطنيين اللبنانيين، : "الفتنة قد يشعلها طرف واحد، لكنها تحتاج إلى طرفين أو أكثر لتنفيذها"، فالطرف الواعي هو الذي ينتبه إلى مرامي الفتنة وأبعادها المستقبلية المدمرة.<br />فإذا أرادت إسرائيل أن تضعف الجانب المقاوم لحزب الله، فإنها تضرب جانبه المذهبي، عبر فتنة طائفية مثلما حصل في حادثة برج أبي حيدر، فإن لم ينتبه الطرفان إلى خطورة المؤامرة، سيدخلان في لعبة التدمير الذاتي، فإسرائيل تدرك استحالة الانتصار على شعب موحد.<br />وكيف إذاً يمكن السيطرة على بلد شاسع مثل العراق؟ دون تفتيته واشعال فتنة طائفية ومذهبية فيه؟ فالطائفية تنسى المشروع الوطني الديموقراطي، وتنشغل في حرب بدائية تعصبية تصفوية.<br />فهل نحن بعيدون عن مثل هذه الأمثلة؟ هل نحن محصنون ضد الفتنة؟ هل نحن واعون لما يحاك ضدنا؟ وما يراد لنا؟<br />لعله من التكرار أن نقول أن وحدتنا في وجه الاحتلال، كانت حصانتنا ضد مشروع الشر، الذي قاده صدام حسين، لابتلاع وطننا وطمس هويتنا، وزوال صدام لا يعني زوال الشر.<br />إن الشرر الذي بدأ يتطاير في وطننا منذ بضعة أشهر وبشكل ملحوظ، لم يكن مصدره طرف واحد، كما أنه لم يكن كله عشوائياً أو تلقائياً، فبعضه مخطط له جيداً، وبعضه يؤججه التخلف ونقص التفكير والمواطنة الدستورية.<br />هناك من يريد بنا شراً، من الداخل والخارج، هناك من اكتشف نقطة ضعفنا، ومستوى تفكيرنا وعقليتنا، وشغفنا باللعب بالنار.<br /><br />osbohatw@gmail.com<br /><br /><br /></strong></div>وليد الرجيبhttp://www.blogger.com/profile/15108913723601336868noreply@blogger.com1tag:blogger.com,1999:blog-5549081622575836602.post-86697884445663142502010-09-07T22:52:00.000-07:002010-09-07T22:54:39.287-07:00رجال الدين والخدمات الاجتماعية<div align="right"><br /><br /><strong>لدي أصدقاء قساوسة مسيحيون لبنانيون منذ سنوات طويلة، منهم الدكتور الأب إيلي كسرواني، وهو شخصية لبنانية مرموقة على مستوى لبنان والعالم، وهو صاحب علم ومؤلفات في النصوص الموسيقية الآرامية، التي قضى زمناً من عمره في البحث عنها من خلال الآثار، وقد يكون هذا التخصص من النوادر، ولديه اهتمام كبير بالموسيقى، فالآراميين نحتوا النوت في الصخور، وأولوا الموسيقى أهمية مثلهم مثل جميع الحضارات البشرية، بما فيها الحضارة الإسلامية، التي كانت أول من استخدم الموسيقى في العلاج النفسي.<br />لدى القساوسة المسيحيين تقسيم للعمل الاجتماعي فيما بينهم، إضافة إلى واجباتهم الدينية، فمن المعروف أن رهبان الأديرة، كانوا يوفرون منتجاتهم الغذائية ذاتياً، أي كانوا وما زالوا يزرعون الخضروات والفواكه، وينتجون الحليب من الماعز والأبقار التي يربونها، وما يفيض يوزعونه على القرى والضيع، أو يبيعونه بأسعار رمزية، علماً بأن كل إنتاجهم عضوي.<br />وهم زاهدون بالمال والثراء، إلا ربما قلة غير ملتزمة، ولكنهم يفعلون المستحيل لمساعدة المحتاجين من كل الديانات والطوائف، سواء مسلمة من كل المذاهب، أو مسيحية من كل الطوائف، سواء كانت مساعدات معنوية أم مادية، فهم إن دعت الحاجة، يعملون كمعالجين نفسانيين.<br />فإذا كان الأب كسرواني يدرس في الجامعات، ويطوف بفرقته الموسيقية لجمع التبرعات، فإن الأب بول الميكانيكي الماهر، يشتري السيارات المعطوبة، ثم يصلحها بيديه، ويبيعها بسعر أعلى لصالح إحدى الأسر المحتاجة، كما أنه يدرس تطوعاً الموسيقى لأطفال الفقراء، وهناك الكثير من الخدمات الاجتماعية، تقدم كل حسب اختصاصه أو قدراته.<br />وقد كنت موجوداً بالصدفة، عندما اتصلت سيدة مسلمة، أرادت مساعدة لابنها "علي"، لكي يحصل على عمل ليعيل والدته وأخوته، كما كنت موجوداً أيضاً عندما طلبت إحدى الأسر المسلمة مساعدة، كي يكمل إبنها تعليمه، وعمل أحد القساوسة سمسار عقارات، عندما أرادت إحدى الأسر الهجرة من لبنان، وكان لديها عقار أرادت أن تبيعه، وحتى أن القساوسة قدموا خدمات بتنظيف الشواطئ والشوارع.<br />واهتمت الكنيسة اهتماماً استثنائياً بالعلم، فأول مطبعة في الشرق جلبتها الكنيسة اللبنانية عام 1610م، كما أن أول جامعة لبنانية "الجامعة اليسوعية"، كانت من تأسيس الكنيسة في القرن التاسع عشر، كما أن الرهبان حرصوا على المحافظة على اللغة العربية، في ظل الاستعمار العثماني، فعلموها لأبنائهم في الأديرة.<br />الغريب في الأمر، ورغم معرفتي الطويلة بهؤلاء القساوسة، لم تتم محاولة تبشيري بالدين المسيحي، بل كانوا يحرصون على تهنئتي بالمناسبات الدينية الإسلامية، مثل شهر رمضان والأعياد، والمولد النبوي.<br />كانت مناسبة المقال، هو قدوم عيد الفطر المبارك، أعاده الله علينا بالخير والسلام والمحبة.<br /><br />osbohatw@gmail.com<br /></strong></div>وليد الرجيبhttp://www.blogger.com/profile/15108913723601336868noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-5549081622575836602.post-78249848105055353052010-09-05T23:01:00.000-07:002010-09-05T23:03:04.621-07:00أي سلام يريدون؟<div align="right"><br /><br /><strong>إن أي معاهدة سلام بين طرفين، لا بد أن تكون عادلة، وإلا اعتبرت خضوعاً واستسلاماً لشروط المنتصر، والمستسلم يكون عادة ذليلاً وخانعاً، وقابلاً لأي شرط يفرضه الطرف الأقوى أو المنتصر.<br />فإذعان السلطة الفلسطينية، للشروط الأمريكية الإسرائيلية، للعودة للمفاوضات المباشرة دون شروط مسبقة، وفي نفس الوقت متوافقة مع المقاسات التي أصرت عليها حكومة نتنياهو، يعني الموافقة على إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي لصالح الدولة الصهيونية، وتخل عن حقوق الشعب الفلسطيني الأساسية في العودة وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.<br />ومن دون شروط فلسطينية مسبقة مثل العودة، ورفع الحصار عن غزة، ووقف بناء المستوطنات وتهويد القدس، وإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، ستكون المعاهدة بمثابة تصفية للقضية الفلسطينية، ومسح لتاريخ طويل من النضال الفلسطيني، وتسليم مصير الشعب الفلسطيني بيد التعنت والعدوان المستمر لمحو وإلغاء الهوية الفلسطينية والعربية.<br />بينما في المقابل، فرض نتنياهو شروطه المسبقة، قبل الدخول في مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين، مثل شرط اعتراف الفلسطينيين والعرب طبعاً، بأن إسرائيل هي دولة الشعب اليهودي، دون تقديم ضمانات حقيقية لعدم التوسع وبناء المستوطنات، واستمرار السياسة العدوانية.<br />هذه المفاوضات لا تحظى بموافقة الشعب الفلسطيني، كما أنها لا تمثل سائر الفصائل الفلسطينية، أو منظمة التحرير الفلسطينية، والتي تضم فصائل هامة مثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والجبهة الديموقراطية، وحزب الشعب الفلسطيني، هذه الفصائل التي يجب أن تشكل الطرف الثالث، في ثنائية حماس وفتح، رفضت المفاوضات المباشرة دون ضمانات لوقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتزام إسرائيل بقرارات الشرعية الدولية، ومن ضمنها الانسحاب من الأراضي التي احتلتها عام 1967، وحقوق الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة، وعاصمتها القدس، واعتبرت هذه الفصائل، أن قبول الدعوة الأمريكية المجحفة، يعني تراجعاً خطيراً عن موقف الاجماع الوطني، الذي تكرس بقرار المجلس المركزي الفلسطيني في ديسمبر الماضي.<br />ويبدو أنه لا طريق أمام الشعب الفلسطيني لاسترداد حقوقه، إلا بخيار المقاومة بكل أشكالها، فالتاريخ يعلمنا أن إسرائيل الخارجة عن القانون الدولي، لا يرهبها شيء سوى سماع كلمة "مقاومة"، ولا يردعها شيء إلا سلاح المقاومة.<br /><br />osbohatw@gmail.com<br /><br /><br /></strong></div>وليد الرجيبhttp://www.blogger.com/profile/15108913723601336868noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-5549081622575836602.post-35370895703698431092010-09-03T08:27:00.000-07:002010-09-03T08:29:31.673-07:00الألمان لا يفضلون الخصخصة<div align="right"> <strong>تحت عنوان " الألمان يفقدون ثقتهم بالرأسمالية"، نشرت الجزيرة نت في صفحة الاقتصاد والأعمال يوم الأربعاء 25 أغسطس 2010، تقريراً حول نتائج استطلاع أجراه معهد "إمنيد" المتخصص في قياس استطلاعات الرأي العام، ووردت نتائجه في دراسة لمؤسسة بيرتلمسان البحثية الألمانية المرموقة.<br />أظهر هذا الاستطلاع أن أغلبية الألمان فقدوا ثقتهم بالنظام الرأسمالي، وأنهم يتمنون زواله، وحلول نظام اقتصادي أكثر عدالة مكانه، وعلى رغم البيانات الرسمية التي تؤكد على تعافي الاقتصاد الألماني من تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية، إلا أن 88% من الذين استطلع رأيهم، قالوا أن النظام الرأسمالي الحالي لا يهتم بأمور جوهرية وضرورية، مثل حماية البيئة، وترشيد استخدام الموارد، والتكافل الاجتماعي.<br />ويعتقد أكثرية الألمان بأن العدالة الاجتماعية والسلام وحماية البيئة، والصحة والرعاية الاجتماعية، -وليس الاستهلاك- تشكل أهم مقومات الحياة الشخصية الجيدة.<br />ونبهت الدراسة إلى أن تركيز السياسة الاقتصادية الحكومية المتبعة في السنوات الأخيرة، على تحرير الأسواق بشكل مطلق، والتقليص المستمر لمخصصات الرعاية الاجتماعية، أدى إلى التذمر من الرأسمالية وسياسة الحكومة بشكل واسع، واستذكر الألمان رأسمالية السبعينيات والثمانينيات، والتي تسمى رأسمالية المجتمع، حيث دور الدولة أساسي في الرعاية الاجتماعية، والاهتمام بالفرد، وتوفير مستلزمات الحياة له، مثل الصحة والتعليم ورعاية المسنين.<br />هذا في ألمانيا، الدولة الرأسمالية العتيدة، والتي تعد من أقوى الدول الأوربية اقتصادياً، والتي تعتمد على صناعات ثقيلة ودقيقة، اضطرت منذ بدء الأزمة الاقتصادية العالمية، أن تنتهج نهجاً تقشفياً، وتسعى إلى تقليص دور القطاع العام في الدولة، وإعطاء القطاع الخاص زمام المبادرة، وتسليمه مستقبل الشعب الألماني.<br />فما بالك بالكويت، والتي تعتمد اقتصاداً ريعياً طفيلياً غير منتج، يرتكز على مصدر وحيد للدخل هو تصدير الثروة النفطية الآيلة للنضوب، واستيراد كل شيء من الخارج، دولتنا التي كانت تمتاز بالرعاية الاجتماعية، وكان شعبها يرفل بالرخاء، بدأ قطاع الدولة فيها بالتخلي عن دوره الأصيل، ورفع دعمه عن المواطن، لصالح قلة من المتنفذين والمنتفعين.<br />نحن مقدمون على خصخصة كل شيء، وعلى خطة تنمية قد تستنزف المال العام، بدلاً من أن تنمي الاقتصاد، وسيكون نتيجتها ثراء فاحش للقلة، وتدهور ومعاناة معيشية، للفئات محدودة الدخل، وتلاشياً تدريجياً "للطبقة الوسطى".<br /><br />osbohatw@gmail.com<br /></strong></div>وليد الرجيبhttp://www.blogger.com/profile/15108913723601336868noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-5549081622575836602.post-35373574030417792192010-08-28T22:30:00.000-07:002010-08-28T22:32:12.758-07:00اليد على الزناد<div align="right"><br /><br /><strong>إن حادثة الاشتباك المسلح، التي نشبت يوم الثلاثاء الماضي، بين أفراد من حزب الله الشيعي، وجمعية المشاريع الخيرية السنية (الأحباش)، في منطقة برج أبي حيدر أبي حيدر ببيروت، لها إنعكاسات وتداعيات خطيرة، على الشعب اللبناني والعالم العربي.<br />ففي لبنان أي تلاسن بين طرفين، أو خلاف على موقف سيارة، يمكن أن يؤدي إلى استخدام السلاح، الذي يمكن أن يتطور إلى حرب أهلية، يتم فيها تدخل إسرائيلي أو سوري، فحالة الخوف والتشنج بلبنان في حدهما الأقصى، رغم محاولات التهدئة المستمرة، والتحذير من مخاطر استغلال مثل هذه الحوادث، من قبل إسرائيل، خاصة مع التقارير والتحليلات الإسرائيلية والدولية، التي تشير إلى أن لبنان على شفا حرب قد تبدأ في الشهر القادم.<br />هذه الاحتقانات الطائفية والسياسية، قد تعود بلبنان إلى أجواء 1975م، تلك التي قادت البلد في حرب مدمرة إمتدت لخمس عشرة سنة، تخللها اجتياح إسرائيلي، وتدخل سوري، وأكلت من أبنائها عشرات الآلاف، ودمرت فيها البنى التحتية.<br />ولا يستبعد في اشتباكات برج أبي حيدر، والتي امتدت لمناطق أخرى، وراح ضحيتها أربعة أفراد من الحزبين، لا يستبعد أنها كانت استدراج إلى لعبة التجاذب، أو استعراض للعضلات وإثبات وجود، أو كما قال نائب البرلمان الممثل لحزب الله، أن هذه الحادثة قد كشفت "سيناريوهات وبروفات"، رغم أن قيادتي الحزبين أكدتا أن الحادث هو سلوك فردي، ليس له أبعاد سياسية أو طائفية، علماً بأن الطرفين حلفاء، وفي معسكر واحد.<br />لكن الحادث كشف من جوانب أخرى، تسلح هذه الطوائف بأسلحة قد تفوق أسلحة الجيش اللبناني، ومن هنا تبدو الخطورة، فهذا السلاح غير شرعي وغير مرخص من السلطات الرسمية، غير أنه اكتسب شرعيته الضمنية بصفته سلاح المقاومة ضد العدو الإسرائيلي.<br />لقد أستخدمت في هذه الاشتباكات المؤسفة، أسلحة رشاشة خفيفة وثقيلة، واستخدمت كذلك قنابل يدوية وصاروخية (آر بي جي)، بينما يشتكي الجيش اللبناني من عدم امتلاكه أسلحة، تليق بالمؤسسة الرسمية الشرعية.<br />وفي ظل الاحتقان الدولي والعربي، والتهديد بضرب إيران، وتهديد إيران بتوسيع رقعة الحرب لتطال الكرة الأرضية على حد قولها، وبالأخص إسرائيل والدول التي تحوي قواعد عسكرية أمريكية، في ظل كل ذلك فلننتبه إلى ما يحدث داخل الكويت، من فرز واستقطاب طائفيين، ومحاولات غير مسؤولة لتمزيق الوحدة الوطنية، التي لا نملك سواها لاستمرار وجودنا كشعب وككيان صغير، محاط بالأخطار من كل الجهات.<br />وإذا كان الخوف بالسابق من اللبننة، أصبح الآن الخوف من العرقنة، ونخشى أن تصبح الكوتتة مثال أضافي للتمزق الطائفي والقبلي، ولنتذكر أيضاً أن السلاح منتشر بين الكويتيين وبكميات كبيرة.<br /><br />osbohatw@gmail.com<br /></strong></div>وليد الرجيبhttp://www.blogger.com/profile/15108913723601336868noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-5549081622575836602.post-56183248381276699762010-08-25T03:09:00.000-07:002010-08-25T03:10:47.611-07:00التراث الوطني الساطع<div align="right"><strong> صادف يوم الأثنين الماضي 23 أغسطس، الذكرى العاشرة لوفاة المناضل الوطني الكويتي سامي المنيس، وهو من العلامات البارزة في تاريخ وتراث الحركة الوطنية المشرق، الذي بدأ منذ بدايات القرن الماضي.<br />وسامي المنيس، الذي كان نائباً في مجلس الأمة، ومنذ بدء العمل البرلماني، كان مثال الصلابة والثبات على المبدأ، ولم يهادن فيما يخص الشعب الكويتي وحقوقه ومكتسباته، وكان مكافحاً لحماية الدستور، ومدافعاً عن الحياة الديموقراطية، وكان مثالاً ساطعاً للنزاهة الوطنية ونظافة اليد والقلب، كما تميز بعفة اللسان وسمو الأخلاق، متمسكاً بأدب الاختلاف.<br />عمل في مقتبل عمره في شركة نفط الكويت، وتلمس منذ ذلك الوقت معاناة ومطالب العمال، مما صقل وعيه السياسي، فأصبح مدافعاً عن حقوق العمال، وساهم لاحقاً بتأسيس نقابة عمال النفط، والاتحاد العام لعمال الكويت، واتحاد الطلبة ونادي المعلمين.<br />وانخرط مبكراً في حركة القوميين العرب، وحمل هموم أمته العربية، من أجل التحرر والديموقراطية والرخاء، مدافعاً عن حقوق الشعب الفلسطيني، في العودة وحق تقرير مصيره، وبناء دولته المستقلة على أراضيه، ثم انخرط في حركة التقدميين الديموقراطيين، التي تطورت عن حركة القوميين العرب التقليدية، وكان له دور مؤسس لنادي الثقافة القومي، ونادي الاستقلال.<br />ومنذ بدء الحياة النيابية، نجح وزملائه في كتلة "نواب الشعب"، التي ضمت الدكتور أحمد الخطيب، والأستاذين عبدالله النيباري وأحمد النفيسي، في انتخابات مجلس الأمة، وخلال نضاله البرلماني دافع عن ثروات الشعب الكويتي، وعمل مع زملائه على تأميم النفط، ليغدو ثروة خالصة للشعب الكويتي، كما كان مواجهاً صلباً ضد محاولات تنقيح الدستور في بداية الثمانينيات، وضد تزوير الانتخابات قبلها.<br />رأس تحرير أهم جريدة في تاريخ الحركة الوطنية الكويتية، وهي جريدة "الطليعة"، وكان صاحب الامتياز لها لسنوات طويلة، هذه الجريدة التي لفت حولها القوى الوطنية بجميع أطيافها، وعملت بها شخصيات ثقافية عربية مرموقة، مثل الشهيد غسان كنفاني، ورسام الكاريكاتير الشهيد ناجي العلي وغيرهما، كما كان المنيس أول رئيس لجمعية الصحفيين في الكويت.<br />وشارك بعد التحرير عام 1991، بتأسيس المنبر الديموقراطي، وانتخب أميناً عاماً له، وظل في هذا المنصب لسنوات، ولعل سامي المنيس كان الشخصية الوطنية الأولى، التي غطي جثمانها بعلم الكويت، إذا لم تخني الذاكرة.<br />بعد مرور عقد على وفاته، لنر ما آل إليه العمل البرلماني، وما آلت إليه الحركة الوطنية من ضعف وتشرذم، فتحول البرلمان إلى ساحة للبذاءة والمزايدات، والابتعاد عن هم الشعب، وجرى إفساد وشراء لبعض أعضائه.<br />وهنا أدعو الشباب إلى استلهام والاسترشاد، بروحه النضالية، وحبه المطلق وتفانيه للوطن، الذي أفنى جل عمره من أجله.<br /><br />osbohatw@gmail.com<br /></strong></div>وليد الرجيبhttp://www.blogger.com/profile/15108913723601336868noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-5549081622575836602.post-35916035923695378132010-08-23T09:46:00.000-07:002010-08-23T10:06:00.918-07:00مخترقون حتى النخاع<div align="right"><br /><br /><strong>لم يكن مفاجئاً لي الخبر المنشور في القبس يوم السبت 21 أغسطس الجاري، عن إلقاء القبض على شبكة تخريبية، تضم أكثر من 250 عنصراً من قبل الاستخبارات البحرينية، والتي أبلغت الكويت عن وجود من 40 إلى 50 مجموعة مشابهة في الكويت، مسلحة ومدربة على العنف والتخريب، تنتمي إلى جهة عسكرية في دولة إقليمية.<br />ولم أستغرب دخول الصحفي الإسرائيلي الداد باك، الذي ينشر مقالاته في جريدة "يدعوت احرانوت" الإسرائيلية، إلى الأراضي الكويتية، ولن أستغرب وجود عناصر من الاستخبارات الأمريكية والبريطانية، وحتى استخبارات لدول عربية.<br />فنحن مخترقون حتى النخاع، ومنذ زمن بعيد، ولعل كارثة الغزو والاحتلال، بينت لنا كم نحن مخترقين ومستباحين، من قبل الاستخبارات العراقية، التي استخدمت الساحة الكويتية، للاغتيالات السياسية وأعمال التخريب، ونشر الجواسيس والعملاء، والوصول إلى الأهداف الحيوية بسهولة ويسر.<br />نحن مخترقون لأننا مشغولون بنهب المال العام، وتنفيع القلة على حساب الشعب، ولأننا مشغولون بإعلاء شأن الطائفة والقبيلة على حساب الوطن، والمواطنة الدستورية، ولأننا سمحنا بأن يفرقنا ويفتت شملنا، الفاسد والمتخلف واللا مسؤول، ولأننا لا نكترث لتحديث الدولة، لأننا متهافتون على جر البلد والمجتمع إلى مهاوي التخلف والانحطاط الفكري والحضاري، لأن الدستور ليس أولوية لدينا، وتراث ثقافة مجتمعنا المنفتح والمتسامح، تحول إلى ثقافة الغلو والتشدد الديني، لأن هدف الجميع، تنظيمات إسلامية سياسية، وسلطة تنفيذية هو تكميم الأفواه والتضييق على الحريات، لأن القوى الوطنية متناحرة، وبدلاً من نشر الوعي الوطني، ننشر فتاوي ليس لها علاقة بالدين الحنيف، ولأن شبابنا وشاباتنا الرائعين والمبدعين في آخر الأجندات لكل الأطراف، ولأن التقدم خطيئة.<br />فهل نفاجأ إن باعت لنا أمريكا "ستوك" صواريخ، لم تثبت فعاليتها، وفي كل مرة تريد التخلص من مخزون أسلحة أو حتى أدوية، تفتعل أخطاراً أو أمراضاً؟<br />هل نفاجأ عند اكتشاف شبكة إرهابية أو جاسوسية، ونحن نعمل ضد مصلحة وطننا وشعبنا، ونحن نرفض النصيحة والنقد والاعتراض والتنبيه لسياساتنا، من قبل أبنائنا المخلصين؟ ونسمع نصيحة ذوي المصلحة والأغراض الشخصية؟ ونحن ننسى العدو الحقيقي، ونركز على أعداء وهميين؟<br />نحن مخترقون حتى النخاع، وسنظل كذلك إذا لم نفهم ماذا تعني التنمية الحقيقية، وإذا لم نفهم معنى الوحدة الوطنية الحقيقية، وإذا لم نلتزم على الأقل بدستور 1962، دستور الحد الأدني، فهل سنعي الدرس؟ أم سنرفض الاستيقاظ من أوهامنا؟<br /><br />osbohatw@gmail.com<br /></strong></div>وليد الرجيبhttp://www.blogger.com/profile/15108913723601336868noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-5549081622575836602.post-86187275311469238752010-08-22T02:03:00.000-07:002010-08-22T02:05:15.288-07:00أوباما والإسلام<div align="right"><br /><br /><strong>في حفل إفطار أقامه الرئيس أوباما الأسبوع الماضي في البيت الأبيض، حضره دبلوماسيون من دول إسلامية، وأعضاء الجالية الإسلامية في الولايات المتحدة، أعلن أوباما عن دعمه لبناء مسجد ومركز ثقافي إسلامي، قرب موقع هجمات 11 سبتمبر 2001.<br />هذا المشروع الذي عارضه المحافظون الأمريكيين، واعترض عليه 53% من سكان نيويورك، وأيده رئيس بلدية نيويورك، يلاقي جدلاً في الولايات المتحدة، مستذكراً قتل 2750 شخصاً، بجريمة إرهابية نفذها تنظيم القاعدة الإسلامي المتطرف.<br />ورغم أن أوباما أكد أن القاعدة ليست مرادفة للإسلام، وجعل أحد أركان سياسته الخارجية هو تحسين العلاقة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي، كما أكد خلال كلمته التي ألقاها في القاهرة عام 2009، مشدداً على أن حرب أمريكا هي مع الإرهاب.<br />كل ذلك جميل جداً، لكن فلنتذكر أن الإرهاب في أفغانستان، وتحديداً الفصائل الأفغانية المسلحة، تلقت مساعدة أمريكية، بل حارب بعض المرتزقة الأمريكان، مع الأفغان ضد الوجود السوفييتي، وعندما انتهى دورها في الخطط الأمريكية، انقلبت على هذه الفصائل واعتبرتها شراً يجب القضاء عليه.<br />وهذا بالضبط ما حصل عندما دعمت الولايات المتحدة صدام حسين، في حربه ضد إيران عندما قدمت له مساعدات استخبارية ولوجستية، وبعد تحرير الكويت، توقفت القوات الأمريكية في جنوب العراق، ولم تمض لاسقاط صدام كما نصح القادة العسكريين، وهو ما أصاب الكويتيين بالاحباط.<br />لكن أكبر تناقض في توجهات أوباما، هو دعمه المطلق واللا محدود لإسرائيل، وعدم اتخاذ أي إجراءات رادعة أو حتى منتقدة، للممارسات الوحشية ضد الشعب الفلسطيني المسلم، وضد عمليات التهجير والتهويد، وهو أمر لا يتفق مع الدعوة لتحسين العلاقة مع العالم الإسلامي، أو الدعوة لمحاربة الإرهاب، سواء كان إرهاب أفراد أم منظمات أم دول.<br />وفي الحفل ذكر أوباما أن التعديل الأول في دستور الولايات المتحدة، أكد على حرية الأديان، ولكن من الواضح أن وجود دساتير تدعو إلى حريات ومساواة، مثل حرية التعبير والرأي، وحرية الاعتقاد، لا يبدو كافياً لكي يكون رادعاً لتشريعات وممارسات ضد ما جاء في هذه الدساتير.<br />فالدستور الكويتي مثلاً، وهي دولة تنتهج النهج الديموقراطي منذ أكثر من 47 سنة، ينص على حرية الرأي والتعبير والاعتقاد، ولكن تشريعات أعضاء مجلس الأمة، وممارسات السلطة التنفيذية، جاء بعضها مخالفاً لما جاء بالدستور، وهذا غيض من فيض.<br /><br />osbohatw@gmail.com<br /></strong></div>وليد الرجيبhttp://www.blogger.com/profile/15108913723601336868noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-5549081622575836602.post-56942734277839561452010-08-22T02:01:00.000-07:002010-08-22T02:03:25.026-07:00وداعاً أحمد السقاف<div align="right"><br /><br /><strong>صافحني واحتفظ قليلاً بكفي ثم قال: "يدك باردة كأيدي الأئمة"، سألته: "لماذا أيدي الأئمة باردة"؟ قال: " من كثرة الوضوء".<br />لهذا الرجل الجليل محبة خاصة عندي، ليس لها علاقة بشعره الجميل والعميق، وليس لها علاقة بمواقفه القومية الثابتة، أو بدوره التاريخي الأدبي والفكري والتربوي، بل لها علاقة بشخصه المفعم بالإنسانية والمبدئية.<br />أحمد السقاف كان أحد رواد النهضة الأدبية والثقافية في الكويت، وقدم خدمات جليلة في مجال التربية والتعليم، إذ عمل مدرساً ومديراً لمدرسة المباركية، ثم المدرسة الشرقية في أربعينيات القرن الماضي، ثم عمل وكيلاً لوزارة الإرشاد والأنباء عام 1962، ثم عضواً منتدباً للهيئة العامة للجنوب والخليج العربي.<br />وفي مجال النهضة الثقافية، كلف بالسفر إلى الدول العربية، للتعاقد مع طاقم لإصدار مجلة ثقافية، فتعاقد مع أحمد زكي، وأصدرا مجلة العربي عام 1958م، إضافة إلى أنه كان من مؤسسي رابطة الأدباء في الكويت عام 1964، وهناك الكثير ليحكى عن هذه الهامة العالية، ولا يتسع لها المجال هنا.<br />في سنوات التسعينيات، توثقت علاقتي به رغم فارق السن بيننا، واقتربنا من بعضنا بود واحترام كبيرين، ولم يكن الأمر بسبب الهم الأدبي والثقافي المشترك، رغم وجوده، ولكنه كان شيئاً آخر له علاقة بتواصل روحي شفاف، فقد كان كبيراً بأخلاقه وتواضعه، وهو الأمر الذي يميز العظماء، لم يكن مدعياً بل كان مترفعاً نائياً بنفسه عن الإسفاف والتفاهة، كان صديقاً رائعاً لن ينسى، وكنت مقصراً في زيارته في أيامه الأخيرة.<br />سعد رحمه الله كثيراً، عندما طلبت منه في العام 1997م، أن يقوم بتقديمي على المسرح، قبل إعلان تسلمي جائزة الدولة التشجيعية، وفرحت بمشاركته لي أكثر من الجائزة ذاتها، وفي آخر لقاء بيننا، أخبرته أني أهديت له مجموعتي القصصية التي لم تنشر بعد، فطلب مني أن اقترب كي يقبلني.<br />ويبدو أن الأسبوع الماضي، كان أسبوع فقد أصدقاء ورجال عظام، فقد توفي قبل أيام الصديق الأديب الجزائري الكبير، الطاهر وطار، الذي جمعتني وإياه صداقة جميلة على مدى سنوات، كما توفي الشاعر والدبلوماسي البارز غازي القصيبي.<br />في مثل هذه الصداقات ينزاح ويتحيد الهم الأدبي والفكري المشترك، ويتعزز الهم الإنساني، بهالة الحب والاحترام، وتغدو صداقة بلا شروط، رغم الاختلاف.<br />حزنت كثيراً لفقد هذين الصديقين المميزين، وحزنت أكثر لفقد الحركة الثقافية والأدبية، لقامتين من الصعب تعويضهما في ظل هذا الانحدار الثقافي والحضاري، في الوطن الأصغر والوطن الأكبر.<br /><br />osbohatw@gmail.com<br /></strong></div>وليد الرجيبhttp://www.blogger.com/profile/15108913723601336868noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-5549081622575836602.post-84118906950061728752010-08-22T01:59:00.000-07:002010-08-22T02:01:31.657-07:00أول مطبعة لم يأت بها نابليون<div align="right"><br /><br /><strong>تعلمنا في المدارس، أن أول مطبعة دخلت الشرق، جاءت مع الحملة الفرنسية على مصر عام 1798م، واصطحبت معها الكثير من العلماء الفرنسيين في مختلف مجالات البحث مثل البيئة المصرية والشعب المصري والعادات والتقاليد والآثار وغيرها، كما أحضرت حملة نابليون معها مطبعتين واحدة فرنسية، والثانية عربية.<br />وعندما نتحدث عن المطبعة الحديثة، التي سهلت انتشار المعرفة والثقافة، وجعلتها متاحة لقطاعات واسعة من الناس، كانت في عصر النهضة الأوربية، عندما طور مخترع الطباعة الحديثة يوهان جوتنبرج الألماني قوالب الحروف التي توضع بجوار بعضها، ثم يوضع فوقها الورق، كان ذلك في العام 1447م.<br />ولكن أول مطبعة في الشرق وأقدمها، هي المطبعة التي توجد في دير مار أنطونيوس في منطقة قزحيا، التي تقع على وادي قديشا، والذي يعتبر أعمق وأكبر وأجمل وادي في العالم وفي لبنان، ويحوي العديد من منابع الماء العذب، المتفجرة من الجبال.<br />بدأت هذه المطبعة في أوائل القرن السابع عشر، في عام 1610م، أي قبل مطبعة نابليون بمئة وثمان وثمانين عاماً، وطبع فيها بنفس العام كتاب المزامير، وهو بالحرف الكرشوني، أي لغة عربية بالحرف السرياني، وتم تجديد هذه المطبعة عام 1871م بمطبعة أخرى، بعدما تضعضعت هي وحروفها بسبب الغزوات وتقلبات الزمن، التي تعرض لها الدير، وخاصة من الدولة العثمانية، التي اضطهدت الرهبان في لبنان.<br />ولعبت هذه المطبعة دوراً في نشر العلم والثقافة ومبادئ الدين المسيحي، في ظل زمن انتشار الجهل والأمية في البلاد العربية، وما زالت هناك كتب أثرية عديدة، موجودة في الدير أو في المتاحف اللبنانية.<br />وقد رفض علماء مصر وبقية الدول العربية المطبعة الحديثة، خوفاً من ضياع الخطوط العربية الجميلة، التي كان يتم فيها كتابة ونسخ الكتب والمخطوطات، وخاصة القرآن الكريم.<br />ومن المعروف في تاريخ البشرية، أن المطبعة الحديثة، أسهمت بنشر الثقافة وإتاحت الكتب بثمن بخس، وهي سبب ولادة وانتشار فن الرواية، مثلما كانت القصة القصيرة إبنة الصحافة.<br /><br /><br />osbohatw@gmail.com<br /><br /></strong></div>وليد الرجيبhttp://www.blogger.com/profile/15108913723601336868noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-5549081622575836602.post-1153693243539661982010-08-22T01:57:00.000-07:002010-08-22T01:59:16.253-07:00البغدادي<div align="right"><br /><br /><strong>رحل عنا قبل أيام الأكاديمي المستنير الدكتور أحمد البغدادي، وخسرت الكويت بفقده إبناً باراً ومخلصاً، وباحثاً عقلانياً في الشأن الإسلامي، كان هادئ الطرح وبعيداً عن الغلو السائد.<br />وفي أيامنا الغبراء هذه، يكون الخوض في أي من الأمور الإسلامية بعقلانية، سبباً كافياً للتكفير والسجن، ولذا تعرض أبو أنور إلى هجوم وفجور في المخاصمة، من قبل الغلو والتشدد الديني أدى إلى حبسه كأي مجرم أو سارق، رغم أن الرجل كان ملتزماً دينياً، وكان غيوراً على الإسلام المتسامح بصوره المشرقة، وكان ناقداً لمحاولات تشويه الإسلام من قبل التشدد واحتكار الحقيقة، التي ابتليت بها الكويت منذ ثلاثة عقود.<br />والقانون الكويتي يسمح لأي مراهق غر، لا يفقه بالدين غير مظاهره، أن يقدم شكوى ضد مفكر أو أديب له مكانة مرموقة في داخل وخارج الكويت، ولذا فإضافة إلى سجن الدكتور البغدادي، تمت محاكمة الأديب والناقد الكبير الدكتور سليمان الشطي، والأديبة ليلى العثمان، والمفكر محمد سلمان غانم، وغيرهم.<br />واستخدم القانون والقضاء العادل، لتصفية الحسابات السياسية، والاختلافات الفكرية، مما جعل كل مفكر ومبدع، أو أي مختلف سياسي، عرضة للجرجرة في أروقة المحاكم، بدلاً من التكريم والتقدير، حتى تغير وجه الكويت الثقافي والحضاري، ولذا يجب إعادة النظر في مثل هذه الشكاوى ودوافعها، ويجب تحصين المبدعين والمفكرين، وإعطائهم المكانة التي تليق بهم، بدلاً من تعريضهم للإهانة والذل في مجتمعهم.<br />كان الصديق أحمد البغدادي متذوقاً جيداً للفنون والآداب، وكان حريصاً على حضور المهرجانات الثقافية، مثل مهرجان القرين الثقافي، وكان نهماً للقراءة والمتابعة، حتى للأقلام الشابة، كما كان كاتباً تنويراً صادقاً، وصوتاً من الأصوات التي سنفتقدها كثيراً.<br />لكن هذا الزمن يكون الاختلاف فيه خطيئة، وقمع الرأي الآخر سمة، والحوار مرفوضاً، والتسامح غائباً.<br />وما دمنا أمام استحقاق التنمية، والتي لا يمكن أن تتم بغياب رفع وعي الإنسان ومشاركته في بناء المستقبل، يجب أن يولى اهتمام خاص بمبدعي ومفكري هذا البلد، حتى لا يقود الخوف من الإبداع والرأي الحر، مجتمعنا إلى التخلف.<br />وكل عام وأنتم بخير، أعاده الله عليكم بالأمان والسلام، والرخاء والتقدم.<br /><br />osbohatw@gmail.com<br /><br /></strong></div>وليد الرجيبhttp://www.blogger.com/profile/15108913723601336868noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-5549081622575836602.post-9280235118016749202010-08-22T01:55:00.000-07:002010-08-22T01:57:15.246-07:00الضعف يقود إلى الهزال<div align="right"><br /><br /><strong>واحدة من أسباب ضعف الحركة الوطنية العربية، وعدم قدرتها على الاتفاق على مشروع نهضوي في بلدانها وفي العالم العربي، هو تشرذمها وتناقضها مع بعضها، بل تناحرها في كثير من الأحيان، أي خلل في الظرف الذاتي، دع عنك الموضوعي.<br />فما زال يطغى على المواقف التحليل العاطفي، والابتعاد عن التحليل العلمي المنطقي، حتى أصبح الشعار التاريخي لبعض هذه القوى "نحن وهم"، أي قوى وطنية ضد قوى وطنية، متناسين أو مغيبين القضايا الوطنية المشتركة، ومستنزفين طاقات يمكن أن توظف لصالح أوطانهم، لصالح قضايا الديموقراطية والعدالة والحرية والخبز.<br />هم لا يرون المشهد الكبير الدولي والعربي والوطني، كل ما يرونه هو النظرة الضيقة الأنانية، والتنافس غير المشروع أو الضار بين الفصائل والمجاميع الوطنية، بل يصل الأمر إلى تخوين بعضها.<br />وصل التشرذم والتفتت في الوطن العربي، وفي كل دولة من دوله، إلى درجة جعلت الحركات الوطنية والاجتماعية هشة بلا برامج على أرض الواقع، بل تعمق بشكل خطر جداً، الفرز الطائفي والقبلي والفئوي، ووصلت هذه العدوى إلى القوى الوطنية، لتقدم خدمة مجانية، لكل من يريد ضرب الوحدة الوطنية، وإضعاف قواه الحية في بلدانها.<br />من خلال متابعاتي لبعض المدونات الشبابية الكويتية، وجدت إن النفس الذي كان سائداً بين صفوف الحركة الوطنية في الماضي، بدأ بالانتقال إلى صفوف الشباب، وهم الفئة التي يعول عليها في الاصلاح وخدمة مجتمعها، وسادت مماحكات ليست في مصلحة العمل الوطني ولا في مصلحة الكويت، التي تعيش ضمن محيط قلاقل وأخطار اقليمية، وضمن تراجع في مشروعها التحديثي المدني والحضاري.<br />الشباب الذين استطاعوا بوحدتهم، رغم اختلاف أطيافهم، احداث تغيير سياسي أساسي في الكويت، تمثل في تغيير الدوائر الانتخابية، عادوا اليوم ليزيدوا تشرذم وضعف الحركة الوطنية، واستعداء بعضهم لبعض، على أمور ثانوية وليس على قضايا وطنية، مثل قضايا التنمية والحياة المعاشية للكويتيين.<br />إن الجانب الأكثر وعياً بين هذه التجمعات الشبابية، هو الذي ينتبه لمحاولات جر الأرجل إلى معارك تافهة ودونكيشوتية، هو الذي يسعى بكل جهده إلى لم الشمل للعائلة الوطنية، وعزل المؤججين لنار الخلاف، فالوضع لا يحتمل، والأفضلية للحكمة والحوار والوحدة الوطنية.<br /><br />osbohatw@gmail.com<br /></strong></div>وليد الرجيبhttp://www.blogger.com/profile/15108913723601336868noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-5549081622575836602.post-15886221344774321452010-08-22T01:53:00.000-07:002010-08-22T01:55:35.540-07:00شاعر الأرض<div align="right"><br /><br /><strong>تمر اليوم الذكرى الثانية لوفاة الشاعر الفلسطيني المميز محمود درويش، الذي وافته المنية يوم 9 أغسطس 2008م، بعد عملية القلب المفتوح في الولايات المتحدة، دخل بعدها في غيبوبة أدت إلى وفاته.<br />ويعتبر درويش من أهم الشعراء الفلسطينيين والعرب في عصرنا الحديث، حيث ساهم في تحديث القصيدة وأغنى مضامينها بعمق ورصانة، وارتبط اسمه بالثورة الفلسطينية، فسمي شاعر الثورة، وشاعر الأرض المحتلة، بسبب تكريس شعره ونضاله السياسي والثوري لقضية شعبه الفلسطيني.<br />ولد محمود درويش عام 1941م في مدينة الجليل أو قربها، وعاش في المنافي مثل بيروت وباريس وتونس، وبعد الدراسة الثانوية انتمى إلى الحزب الشيوعي الإسرائيلي راكاح، وأعتقلته السلطات الإسرائيلية عدة مرات لنشاطه السياسي ولشعره المقاوم، وعمل في صحافة الحزب، مثل نشرة "الاتحاد" وأشرف على تحريرها، وأسس مجلة الكرمل الثقافية، كما كان رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين.<br />إنتمى لاحقاً لمنظمة التحرير الفلسطينية، وهو من كتب وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطيني، التي أعلنت في الجزائر، وكتب العديد من الأشعار الجميلة والخالدة، التي لن تتكرر في التاريخ، فلا أحد يستطيع تكرار التاريخ الذي يكتبه الشعراء والأدباء العظام.<br />والشاعر محمود درويش، ظاهرة نادرة في الشعر العربي، فهو قد جمع بين جمال الشعر وقوة المعنى، وحلاوة الإلقاء، وعمق التأثير والكاريزما، وكان شكل شعره الفني متطوراً، استطاع إلهاب مشاعر ملايين الناس في الدول العربية، وفي العالم أجمع.<br />ورغم شخصيته الخجولة، كان له حضوراً طاغياً على المنصة، حيث تنساب كلماته بطاقة سلسة وساحرة، ومستعصية بنفس الوقت، ولم يكن شعره منشوراً سياسياً خالياً من الجمال، لكنه كان جميلاً أولاً، وثورياً أولاً، ومثل كل المبدعين الخالدين، كانت كلماته بسيطة، لكنها عميقة التأثير.<br />قام صديقه الموسيقار المبدع مارسيل خليفة، بتلحين العديد من قصائده، مثل "أحن إلى خبز أمي، وقهوة أمي"، وقصيدة "بين ريتا وعيون البندقية"، وغيرها، وحفظ الناس شعره عن ظهر قلب، وحفظه التاريخ كعلامة بارزة في الشعر العربي والثوري.<br />ولأهميته وتقديراً له ولشعره، أعلنت السلطة الفلسطينية حداداً عليه لمدة ثلاثة أيام.<br />osbohatw@gmail.com<br /></strong></div>وليد الرجيبhttp://www.blogger.com/profile/15108913723601336868noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-5549081622575836602.post-80556984168259185902010-08-22T01:49:00.000-07:002010-08-22T01:53:37.401-07:00السياسة والعلاج<div align="right"><br /><br /><strong>قبل بضعة أشهر انتشرت الأكزيما في جسمي، وهو من الأمراض التي يمكن أن تكون وراثية، فاتجهت إلى طبيب الجلدية، ووصف لي إبر كورتيزون، وهو الذي يسمى الدواء السحري، وبالفعل خفت الأكزيما بعد أيام، لكن ظهرت لدي مشكلة جديدة وهي ارتفاع ضغط الدم لدرجة خطيرة، وارتفاع السكر في دمي، مما استدعى أن أتناول أدوية للضغط، وأرفع من جرعة دواء السكر، وما زلت حتى الآن أتابع مع أطباء القلب المشهورين، موضوع انضباط ضغط الدم، بيد أن الذنب لا يقع بتاتاً على الطبيب الذي وصف الكورتيزون، بل على شركات صناعة الأدوية الكبيرة التي ازداد جشعها.<br />عندما انتشرت في الثمانينيات طرق ما يسمى ب"الطب البديل"، مع تحفظي على التسمية، حاربتها شركات الدواء بقوة، واعتبرتها شعوذة، لا تستخدم إلا في الدول المتخلفة، بيد أن هذه الطرق انتشرت في الولايات المتحدة وأوربا، لمعاناة الناس من الآثار الجانبية للدواء الكيميائي.<br />فالمعروف أن الإدارة الفدرالية للدواء والغذاء، مسيطر عليها من قبل شركات تصنيع الأدوية، بل هي التي تدفع رواتب الموظفين، ورواتب المسؤولين عن إقرار صلاحية استخدام أي دواء، ولأن هذه الشركات خاصة، فهي تهدف بالدرجة الأولى للربح من خلال تصنيع الدواء، ففي كتابة It's a brave new world، يذكر هكسلي، أن هذه الشركات قد اقترحت على الكونغرس الأمريكي، إضافة دواء بروزاك وليباتور المضادين للاكتئاب إلى مياه الشرب، وتقول American journal of medicine ، ان جورج بوش وقع مبادرة في عام 2004 لبناء معهد جورج بوش للصحة العقلية، على حساب شركة الدواء العملاقة ille lelly، وسن قانوناً يفرض على كل حامل وجنينها فحص الأمراض العقلية، ومعالجة كل مواطن مريض عقلياً، ومعالجة كل مواطن له علاقة بهذا المريض، مثل الوالدين والأقارب والجيران والأصدقاء والمدرسين، وحتى صاحب البقالة..الخ.<br />وأصبح معروفاً الآن أن مضادات الاكتئاب ليست فاعلة، ولكنها تعمل عمل الدواء الوهمي placebo، ولكن هذه الشركات ولكي تجعل المرضى النفسيين، زبائن دائمين، تقول لهم يجب أن يستمروا باستخدام هذه الأدوية العمر كله.<br />إن هذه الشركات لا يهمها صحة شعوبها وشعوب البشرية، بل كل ما يهمها هو الربح وزيادة الربح فقط، وهناك العديد من الكتب والمجلات الطبية التي تثبت ذلك، فجون هكسلي الذي عالج السرطان بالأعشاب، ونجح بنسبة 80%، لوحق في الولايات المتحدة، فاضطر إلى الهجرة إلى تيوانا المكسيك، وحذر ابنه الذي سار على طريق والده، بأن ينتبه حتى لا تسيطر عليه، الإدارة الفيدرالية للدواء والغذاء، المسيطر عليها بالكامل، من شركات الدواء العملاقة.<br /><br />osbohatw@gmail.com<br /></strong></div>وليد الرجيبhttp://www.blogger.com/profile/15108913723601336868noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-5549081622575836602.post-50195722213664746502010-08-03T21:54:00.000-07:002010-08-03T21:56:20.237-07:00الخطر قادم<div align="right"><br /><br /><strong>هل توقعات الرئيس الكوبي فيدل كاسترو، التي تنبأ بها حول قيام حرب عالمية ثالثة نووية، هي تنبآت رجل خرف؟ وما الذي استند عليه في تنبؤاته؟ وهل يعرف كاسترو الذي تمرس في السياسة لعشرات من السنين، شيئاً لا نعرفه؟<br />إن المتتبع لمسيرة التاريخ، القريب على الأقل يستطيع استقراء المستقبل، في شيء من الحذر، فالظروف الدولية الحالية، تشبه الظروف التي رافقت الأزمة الاقتصادية العالمية عام 1929، والتي سميت "بالكساد الكبير"، والتي لم تكن هناك وسيلة لحلحلتها إلا بافتعال حروب، يتم فيها إعادة اقتسام الثروة، حتى وإن كان ذلك على حساب الشعوب، فلأول مرة تعاني البنوك الأمريكية والبورصة انخفاضاً حاداً، ولأول مرة يهاجم فيها عسكري كبير في الجيش الأمريكي، رئيس الولايات المتحدة وينتقده، ناهيك عن عجز بريطانيا عن الإنفاق على الجيش، وإفلاس الكثير من الشركات الأوربية.<br />وتشير التوقعات أن منطقتنا هي المؤهلة لمثل هذه القلاقل، لما تحويه من ثروة استراتيجية، فلبنان يعيش على فوهة بركان فتنة وحرب أهلية، ثم يتبعه تدخل إسرائيلي عسكري، فهي لا تستطيع أن تبدأ بمغامرة الاجتياح، بسبب تجربتها المؤلمة في حرب 2006، ولذا فاستراتيجية الفتنة والتفتيت، هي المفتاح للدخول العسكري الذي تحضر له منذ أمد.<br />والولايات المتحدة لم تعترض على عمليات حرق القرى الفلسطينية في النقب، وتشريد مواطنيها، ولم تعترض على عمليات تهويد القدس، والتي كان آخرها تدمير عين مريم العذراء، المعلم المسيحي التاريخي، واستعداء المسيحيين والمسلمين في العالم، مما يمهد لنزاعات في المنطقة وبالأخص في لبنان، وإيجاد وطن بديل للفلسطينيين في الأردن والضفة الغربية.<br />وفي سبيل الضغط على أوباما الذي لا يحتاج إلى ضغط، يقوم اللوبي الصهيوني، بالتلويح بخسارة الحزب الديموقراطي، في الانتخابات النصفية في نوفمبر القادم، لمجلس الشيوخ ومجلس النواب الأمريكيين، نقول لا يحتاج إلى ضغط، إذ عبرت وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون، في الذكرى 62 لقيام الكيان الإسرائيلي، أي ذكرى جريمة اغتصاب فلسطين، وقالت:" إن أمن إسرائيل فوق أي اعتبار، وإن تعزيز قوة إسرائيل غير قابل للنقاش".<br />وذلك في ظل تمزق عربي عربي، وتفتيت للشعوب العربية عن طريق التأجيج الطائفي والقبلي فيها، وفي ظل غياب الديموقراطية الحقيقية، وتكميم الحريات وملاحقة المعارضين بهذه الدول، وضعف قواها الوطنية وتشتتها.<br />الخطر قادم، والحذر واليقظة غائبتان.<br /><br />osbohatw@gmail.com<br /></strong></div>وليد الرجيبhttp://www.blogger.com/profile/15108913723601336868noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-5549081622575836602.post-50726746312580137472010-08-02T01:36:00.000-07:002010-08-02T01:37:54.796-07:00الجرح الغائر<div align="right"><br /><br /><strong>تمر اليوم الذكرى العشرين لغزو واحتلال نظام صدام حسين لدولة الكويت، عندما اجتاحت قواته بلادنا وسيطرت على أراضيها يوم الثاني من أغسطس 1990، في غضون ساعات، مدعياً أن ذلك كان تلبية لنداء، ومبرراً هذا العمل البربري تبريراً زائفاً، بأنه تحقيقاً للوحدة العربية.<br />وجرت محاولة شطب الكيان السياسي للدولة الكويتية، وجرت مساومة دنيئة مكشوفة، بربط الانسحاب من الكويت، بانسحاب اسرائيل من فلسطين المحتلة، في محاولة مكشوفة لكسب تعاطف الشعوب العربية، والتغطية على جريمة العصر، مما دفع عدد من الشعوب العربية إلى الخروج بمظاهرات تأييداً لاحتلال الكويت، كما وقعت عدد من الأحزاب السياسية العربية في أوهام الانتصار على الامبريالية والأنظمة الرجعية، وهو ما خلق جرحاً غائراً في نفوس الكويتيين، الذين يشهد تاريخهم، ومنذ عشرينيات القرن الماضي، على دعمهم الدائم والا محدود لقضايا الأمة العربية، واحتضناهم لولادة وتطور فصائل المقاومة الفلسطينية، وقدم لها الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري.<br />لقد عانى الشعب الكويتي من أعمال المحتل، من سرقة واعتقال وتعذيب وقتل، كما عانى من تخلي بعض الشعوب العربية وأحزابها السياسية عنه، فاهتزت لديه قيم العروبة والتضامن العربي، وانهارت كل أحلامه في الوحدة العربية.<br />لقد كان لذاك الاحتلال آثاره المدمرة على الشعبين والبلدين الكويتي والعراقي، وعلى عموم الدول العربية، وما زالت الشعوب العربية تعاني من نتائج هذا العمل المغامر، ذي الأهداف التوسعية الذي يمثل أطماع حزب البعث العربي الاشتراكي.<br />لقد قدم صدام حسين لإسرائيل خدمة لا تقدر بثمن، بتمزيقه الشعوب العربية، وتفتيت التضامن العربي، وقدم خدمة مجانية بخروج العراق من صفوف المقاومة ضد العدو الإسرائيلي.<br />لكن ولعل من إيجابيات الغزو والاحتلال، أنه كشف وبشكل لا لبس فيه، تضامن الشعب الكويتي وإرادته وقدرته على المقاومة، والتفافه حول قيادته ونظامه الشرعي، بوحدة وطنية لا مثيل لها، هذه الوحدة التي تحاول بعض الأطراف وبعد عشرين عاماً على تلك الكارثة، العمل على تفتيتها وإلغاء المكتسبات التي حققها الشعب الكويتي، على مدى قرون.<br /><br />osbohatw@gmail.com<br /><br /></strong></div>وليد الرجيبhttp://www.blogger.com/profile/15108913723601336868noreply@blogger.com0