Tuesday, May 18, 2010

رابطة الأدباء في الكويت



دعى مجلس إدارة رابطة الأدباء أعضائها, إلى اجتماع الجمعية العمومية غير العادية, لمناقشة زيادة رسوم العضوية, وتغيير اسم الرابطة, وذلك يوم الأحد الموافق 23 مايو الجاري.
ومنذ أن انتميت إلى رابطة الأدباء في الكويت, في سبعينيات القرن الماضي, مرت هذه الرابطة بانتعاشات ثقافية, وحيوية متفاعلة مع المجتمع الكويتي وقضاياه, كمؤسسة مجتمع مدني, كما مرت بفترات ضمور ثقافي, وعزلة عن المجتمع الكويتي, رغم تضاعف أعداد العضوية فيها, خلال السنوات الأخيرة, مما جعلها مؤسسة مدنية جامدة, ونقابة باهتة.
وعندما انخرط فيها مجموعة من الشباب, تفاءلت خيراً, لأن تجديد الدماء يخلق في العادة حيوية, كما أن الروح الشبابية روحية مجددة, ومتطلعة إلى الأمام, فأملت بأن يكون في ذلك أحياء وبعث لنشاط الرابطة, وعودة ألقها كمؤسسة مجتمع مدني من ناحية, وكنقابة تعنى بشؤون الأدب والأدباء من ناحية أخرى, خاصة وأن الظرفين الذاتي والموضوعي, كانا مهيئين لذلك, فالآن تشهد الساحة الثقافية زخماً كبيراً من النتاجات الأدبية, وبالتالي العقول والأفكار المختلفة, إضافة إلى حاجة المجتمع الكويتي لإنعاش دور جمعيات النفع العام, والتي كانت رابطة الأدباء في طليعتها, كي تسهم في القضايا التي تهم الناس, وهذا بالطبع في ظل غياب فاعلية المؤسسات الثقافية الرسمية.
لم أكن أريد الكتابة عن استقالة أصدقائي الشباب من مجلس إدارة الرابطة, حتى لا أفهم خطأً, لكن يبدو أن الخوف من الحساسيات, لن يفيد مؤسستنا العريقة, وسيكون تخلياً عن المسؤولية والواجب, الاستقالة المذكورة هي ما يقع في خانة ما يسمى بمرض الطفولة اليساري, أي عندما لا يعجبنا برلمان نقاطعه ولا نشارك به, وعندما لا يعجبنا مجلس إدارة نقابة, نتركها وقد نؤسس غيرها, بدلاً من تغييرها من الداخل, وهو من أسس العمل النقابي, ولكن تلك لم تكن ردة فعل أصدقائي الشباب فقط, ولكنهم شنوا هجوماً على معظم الأعضاء القدامى, ولم يستثنوا سوى ثلاثة, لم أكن منهم, وأسفت وخاب أملي, بعدما انتعش.
ساد بعدها فراغ, أثر على مسيرة الرابطة, وعندما جاء المجلس الجديد في الانتخابات التكميلية, أملنا أن تكون فترة السنة التي سيقضيها, حافلة بالنشاطات والإنجازات النوعية, لأنه يضم من الأصدقاء والزملاء الأعزاء, والأخوة الكبار والناضجين, والذين نكن لهم كل احترام وتقدير, وهم كذلك وجوه عامة في المجتمع, لكني فوجئت بالدعوة لاجتماع الجمعية العمومية غير العادية, لتغيير اسم الرابطة.
أولاً, لماذا جمعية عمومية غير عادية؟ والتي عادة تدعى لأمر طارئ؟ ثانياً لماذا تغيير اسم الرابطة, بعد قرابة نصف القرن على تأسيسها؟ وقد اكتسب بعداً وعمقاً تاريخيين, أنا بالتأكيد لا أقدس الأسماء, لكني أرى شخصياً, أن تغيير اسم الرابطة ليس أولوية, وهو ليس معوقاً لعملها وأهدافها, كما أن اسم "رابطة الأدباء في الكويت", لا يعني أن تضم غير كويتيين في عضويتها, ولا يسمح قانون وزارة الشؤون بذلك, رغم وجود العديد من الأدباء والنقاد العرب, الذين يعيشون في الكويت, ويسهمون بالتفاعل مع قضايانا الثقافية, كما يوجد عدد من العرب وغير الكويتيين يعملون بالرابطة.
لقد ارتأى الزملاء المؤسسون, أن يكون اسم الرابطة أكثر انفتاحاً ورحابة, على غرار التوجهات الثقافية الكويتية الرسمية, التي وضعت باعتبارها أن الثقافة عربية, وانعكس هذا التوجه إيجابياً في مجلة العربي, والمطبوعات الأخرى, وهذا يعزز وطنيتنا ولا يمحيها.
وعلى كل حال, أياً كان اسم الرابطة, فالناس سيشيرون لها بالرابطة فقط, والمهم هو برامجها وأنشطتها, وليس اسمها, واليوم نحن أحوج إلى الحفاظ على المكتساب, أياً كانت ضآلتها, بعدما فقدنا كمجتمع ورابطة الكثير منها
.

No comments: