Friday, July 23, 2010

الكويتيون لا يشعرون بالسعادة


أجرى معهد غلوب الأمريكي مسحاً حول مدى سعادة الشعوب، ونشرته مجلة فوربس للمشاهير (جريدة النهار 21 يوليو)، وكانت نتائج البحث أن شعوب شمال أوربا هم الأسعد في العالم، إذ احتلت الدنمارك المركز الأول، وتلتها فنلندا ثم النرويج، وجاءت اسرائيل في المركز الثامن، والولايات المتحدة في المركز 14، والسعودية في المركز 58، والإمارات في المركز 20، أما الكويت فكانت في المركز 23.
وارتكز تقييم المعهد على اجابات منها، "مدى شعور المواطن بالاحترام والتقدير وسهولة الحياة في بلده"، وقد أثار تفاوت مستوى الشعور بالسعادة بين الشعوب، حيرتي واهتمامي بصفتي مختص بالشؤون النفسية والاجتماعية.
فهل يعقل بأن شعب الإمارات أكثر سعادة من شعب الكويت الذي يعيش في ظل الديموقراطية؟ وهل يحصل المواطن الإسرائيلي على الاحترام والتقدير وسهولة الحياة، أكثر من المواطن الكويتي؟
ولأن مهنتي هدفها سعادة ونجاح الناس، فقد انتبهت إلى حقيقة أن "الضغوط النفسية" هي عنوان المشكلات النفسية، التي تصادفني في عيادتي، وهذه الضغوط النفسية تصيب كل البشر، ما دام لديهم جهاز عصبي، ولكن هناك من يحسن التعامل مع هذه الضغوط، بينما يتركها البعض لتتفاقم، وتتطور إلى مشكلات أخرى مثل القلق الشديد والمخاوف.
ومعظم حالات القلق التي تراجعني، تتعلق بالأمان المادي، وبالخوف من المستقبل، والقلق على الأبناء وتعليميهم وصحتهم، والخوف من فقدان مصدر الرزق، وهي مخاوف قد لا يكون لها أساس، ولكنها موجودة بسبب معطيات الواقع، وأخبار الصحف.
فعندما يضرب الفساد أطنابه بالبلد، وترتفع أسعار اللحوم والمواد الغذائية، وعندما تغيب هوامش الحرية، ويتم التلاعب بثروة البلد، مصدر عيش جميع الكويتيين، وعندما تنتشر الجريمة، وتنتشر الواسطة والمحسوبية، ويعين في مؤسساتنا الرسمية أشخاص غير أكفاء، وتتضاعف أعداد حاملي شهادات الدكتوراه المزورة، وعندما يحاط البلد بالأخطار الخارجية، وعندما لا تحمل وعود المسؤولين أي مصداقية، وتزدحم الشوارع، وتكثر حوادث السير، وتنقطع الكهرباء في عز القيظ، وعندما لا يجد المريض سريراً في المستشفى، وغيرها الكثير، فذلك يدعو للقلق المرضي، ولا يدعو للسعادة.
المركز 23 في سعادة الشعوب افضل من غيرها، لكن ماذا عن السنة القادمة، والتي تليها؟ ماذا عن سنوات تنفيذ خطة التنمية؟

osbohatw@gmail.com

No comments: