Sunday, October 12, 2008

ظواهر سلبية




أستغرب من غياب لجنة الظواهر السلبية الدخيلة, عن ظواهر في منتهى الخطورة, بدأت تنتشر في المجتمع الكويتي, وتؤثر على الأمن الاجتماعي والنفسي للمواطن, وخاصة لدى الأطفال.
فمسلسلات وبرامج شهر رمضان, التي تعد انعكاساً ومثالاً واضحاً على الانحطاط الثقافي, بدأ يتضح عام وراء عام, فقد تضمنت بعض المسلسلات مشاهد خطيرة, عن عمل السحر والشعوذة, وإخراج الجن من ظفر الإنسان, وكانت حصيلة هذه المشاهد المتدنية, أن أصيب مجموعة من الأطفال بحالة هلع ورعب وكوابيس, تطلبت جهداً كبيراً لمعالجتهم, أو التخفيف من تأثيراتها عليهم, ناهيك عن أن هذه الأعمال تكشف تخلف المجتمع الكويتي, واهتماماته, وكأنه لم يعد هناك أعمال درامية ناضجة لكتاب كويتيين, وكأننا نعيش في كويت لا نعرفها.
كما انتشرت خلال رمضان, البرامج التي تشوه وتسخر من الشعوب العربية الأخرى, وهي ظاهرة تخلق العداء بين الشعوب الشقيقة, عرضت هذه البرامج دون إحساس بالمسؤولية, أو دون إدراك لخطر الإحتقان الإقليمي, الذي يتطلب نشر ثقافة السلام والمحبة, أليست تلك ظاهرة تستحق الإهتمام من لجنة قمع الحريات؟
والظاهرة الأخرى الخطيرة والسلبية, هي المعارك الشبابية التي حدثت في المجمعات التجارية, أثناء العيد, والتي تطورت إلى التهديد بالأسلحة النارية, وأيضاً ظاهرة التحرش الجنسي الجريئة, دون خوف من رادع قانوني, وكذلك تنامي ظاهرة التعصب والنخوة القبلية, على حساب مجتمع المؤسسات المدنية.
وظاهرة أخرى خطيرة وسلبية وجريئة, يمارسها بعض أعضاء مجلس الأمة, مثل طرح مشروعات بقوانين للاستيلاء على المال العام, وأملاك الدولة, وظاهرة سلبية أخرى بدأت تتنامى, وهي ظاهرة العنف الطلابي أثناء الإنتخابات, ولعلها إنعكاس لما يحصل في المجتمع.
هذه الظواهر الخطيرة, ذات الإنعكاسات المدمرة لمجتمعنا, لا تعني للجنة الظواهر السلبية شيئاً, بل ثبت بأن هذه الظواهر, بدأت منذ أكثر من عقدين, وتحديداً بعد سيطرة التيارات المتأسلمة, وسعيها لكبت الحريات, ومنع وسائل اللهو البرئ للشباب, هذا الكبت هو ما يولد الإنفجار, حسب الحقائق العلمية والفلسفية, هذه القوى هي التي سمحت ونشرت ثقافة السحر, في معارض الكتب والمحطات الفضائية, وحاربت الأدب والأدباء والمفكرين, وما زالت في حرب دون كيخوتية مع التكنولوجيا والتقدم العلمي, وبودها إلغاء الانترنت بصفته ظاهرة سلبية, ولم تعمد هذه القوى إلا لنشر الطائفية المدمرة, والعصبية القبلية, التي كان من أبرز مظاهرها السلبية, العنف والشغب وتحدي رجال الأمن وقوانين البلد, معتبرة أن القبيلة فوق الوطن, ونذكر أن أحد أعضاء لجنة الظواهر السلبية استعان بالنخوة القبيلية عندما حوصر من قبل مناقشات الجمهور في إحدى الندوات.
دافعوا عن سرقات المشاريع التنموية, التي تعد بمئات الآلاف من الملايين, وجاهروا بعدائهم للدستور, وعزمهم على نسف مواده, وخاصة المادة الثانية منه, ركزوا عدائهم على الفرح وحريات الناس, وتقدم العلم, وتركوا مسلسلات السحر والشعوذة, تدمر في النشئ, باركوا العنف والإرهاب بأنواعه, وحاربوا تسامح الإسلام مع الأديان الأخرى, أصيبوا بتخمة الغرور لظنهم أنهم أصبحوا أكثرية, ولاعتقادهم بأنهم استطاعوا تغيير مجرى التاريخ, ونسوا أن هذا الشعب وإن صمت طويلاً فهو لا يقهر, ألغوا الآخر بتعنت, وبالغوا برؤيتهم الشمولية, نشروا الجهل والتخلف والفساد, ومنعوا حرية التفكير والتعبير, حتى ضحكت علينا الشعوب المجاورة.

No comments: