Saturday, April 25, 2009

اختيار التحضر



هناك مشروع قديم وكبير في جامعة جون هوبكنز, أسمه "مشروع التهذيب", أو civility project, وأحد مؤسسيه هو الدكتور فورني, مؤلف كتاب "اختيار التهذيب" أو choosing civility, الذائع الصيت, والذي يدرس بجامعات العالم.
والكلمة civility تعني اضافة إلى التهذيب, التحضر, الاحترام, تقدير الآخرين, وقائمة طويلة, مبنية على الأخلاقيات, كما يقول المؤلف الذي قضى سنوات طويلة مع زملاء له, لنشر وترسيخ مبدأ التحضر لدى طلبة وطالبات الجامعات, ولدى عامة الناس.
ويشرح فورني بتفصيل القواعد الأخلاقية, التي تقود إلى التحضر, إذ لا يمكن لشخص عالي الأخلاق إلا أن يكون متحضراً, وعلى استعداد للتعلم لمزيد من التهذيب والتحضر, بينما الفظاظة ورفض التحضر هي سمة البدائية والتخلف.
ومن السمات الأخلاقية للتهذيب والتحضر, الصدق والأمانة واحترام رأي الآخرين والاهتمام بفن الاستماع أكثر من الاهتمام بفن الكلام, وعدم علو الصوت, واحترام الوعود والمواعيد, والولاء الوطني أو المواطنة الصالحة, الاعتراض بأدب, عدم التصنع والمبالغة, الوقوف احتراماً للضيف ولكبير السن وللمرأة, واحترام الطريق وآداب القيادة, واحترام الأولوية في الطوابير, والحفاظ على نظافة المكان والممتلكات العامة, وكذلك النظافة الشخصية, احترام القوانين وعدم خرقها عمداً, الحفاظ على مشاعر الآخرين, واحترام شعائرهم الدينية, والتعايش بسلم وتقدير مع الأديان الأخرى, الاستئذان وأخذ مواعيد مسبقة للزيارات الشخصية والرسمية, واستخدام العقل بديلاً عن العاطفة, وتقدير الفن والأدب والثقافة, وقائمة طويلة من السلوكات الإنسانية, التي تشير إلى تحضره وأخلاقه وتهذيبه, إضافة إلى الملامح الودودة, ولغة الجسد.
فمثلاً إشارة اليد التي تعني "تفضل" متحضرة, بينما إشارة اليد التي تعني "طوف خلصنا", فظة وبدائية ومتخلفة, كما أن المزاحمة والتسابق على أخذ مكان في الزحام, هي من السلوك المتخلف, وأتذكر هنا نكتة خليجية في الستينيات تقول, أن الكويتيين مهذبين لدرجة أنهم يعطون إشارة ضوئية قبل الانعطاف حتى لو كان الشارع خالياً تماماً.
وفي المقابل, وعكس التحضر, فإن الفظاظة وإثبات الذات بالصوت العالي, والتدافع والحيلة والكذب والتشطر أو التذاكي للحصول على المنفعة, كلها سلوكات غير متحضرة, وتقترب من سلوك الحيوانات, فللحيوان ردود أفعال, بينما يستخدم الإنسان الفكر وفن الحوار, والاحترام مع المختلفين أو المخالفين له ولآرائه.
الإنسان غير المتحضر, متعصب عرقياً ودينياً ومذهبياً, بينما ولاء المهذب والمتحضر لوطنه, حريص على ثرواته ونظافته وسمعته, وغير المتحضر يكره الآخرين, ويحقد عليهم, ويغار منهم, ويشوه سمعتهم, بينما المتحضر يشيد بأعدائه قبل أصدقائه, ويتصف بالوفاء لأصدقائه وزملائه, وغير المتحضر يفخر بعضلاته وفرض آرائه على الآخرين, وبمخالفته للسلطة الأعلى, سواء كانت سلطة الوالدين أم سلطة القانون والدولة.
ويضفي المؤلف أهمية كبيرة وجوهرية على التحضر, بصفته خالق السلام بين الشعوب, لذا جاب في جولات عالمية, وقدم محاضرات في جامعات ومحافل كثيرة, حول أهمية التحضر والتهذيب, والتي لا تعني الإتيكيت بشكل خاص, ولكنها تعني نمط الحياة الإنساني, الذي يجب أن يسود في كل أرجاء الكرة الأرضية.
ومن هنا يجعلنا الكاتب نفكر في مجتمعنا, وسلوك وأفكار أفراده, هل هو من النوع المتحضر المهذب, أم من النوع الثاني الفظ والبدائي والمتخلف؟ ولنتذكر السلوك من أسلوب قيادة السيارة, إلى المعاملات الوزارية, إلى لغة التهديد والصوت العالي, إلى التعصب الأعمى, وعدم احترام خصوصيات الآخرين وعقائدهم, إلى الرشوة والحيلة والتذاكي, ومخالفة القوانين, وعدم احترام السلطة, والانتقاص من هيبتها.
أليس حرياً بنا تربية أبنائنا على التحضر والتهذيب, بما أنه الطريق إلى التقدم والرخاء والسلام؟ أليس من باب أولى أن نحسن اختيار من يمثلنا في مجلس الأمة, نختار النائب المهذب المتحضر في سلوكه وأقواله, ليقودنا إلى طريق التنمية والتقدم؟
كتاب رائع يستحق القراءة, والتعلم منه, وأتمنى لو يكون ضمن مناهجنا الدراسية, مادة عن ضرورة التحضر والتهذيب, فهل نختار التحضر؟


Monday, April 20, 2009

اليوم التالي لأمس

تردني اتصالات يسألني خلالها الأخوة والأخوات القراء عن روايتي الجديدة, اليوم التالي لأمس, ويستطيع الراغب بشرائها الحصول عليها في فيرجن ميجا ستور بمجمع المارينا مول, كما أنه سيقام حفل توقيع الرواية غدا الأربعاء 22 ابريل برابطة الأدباء بالعديلية
ارجو للجميع متعة القراءة

Saturday, April 18, 2009

نصوت للكويت




هل سنستطيع الخروج من الأزمة اياً كانت سياسية أم اقتصادية؟ بظني نعم نستطيع, فالخيار خيارنا نحن الشعب, نحن الذين اختبرنا الدمقراطية, واستطعنا تمييز مصالحنا ومصالح بلدنا في يوم من الأيام, نحن نختار المستقبل.
فقط علينا التوقف عن التذمر, والتفكير ملياً من كان من النواب يقف مع الكويت, ومن كان يقف مع مصالح قبيلته وطائفته, ومصالحه الشخصية, نستطيع اختيار مصيرنا ومستقبلنا.
ولنتذكر في الماضي القريب, من نجح في انتخابات فرعية مجرمة, من قبض شيكاً ملوثاً بالمصلحة الشخصية, من داس على حريات الشعب الكويتي, من وضع القبيلة في مرتبة أعلى من الدولة, من وظف أقرباءه وأبناء قبيلته بغير حق, من أرسل المئات للعلاج في الخارج, مستفيداً من أموال الدولة, من استولى على أراضي البلد, وحولها إلى ديوانيات ومصليات, وجعلها مأوى لعمال يدفعون له أجرة من سخرتهم وعرقهم, من أجج الطائفية وسب وقذف الناس وخونهم, من كان صوته أعلى من صوت الحق, من طلب تحويل الوطنيين للنيابة, من رفض فرح الناس بعيدهم الوطني, ورفض الوقوف احتراماً لنشيدنا الوطني, من اتهم الشعب الكويتي وأبناءهم الطلبة والطالبات, بأنهم يدعون لانتشار الرذيلة وابناء السفاح, من هدد الدولة بمجاميع القبيلة, من أتهم تجار البورصة بأنهم مغامرون, من شتم زميله النائب داخل قبة البرلمان, من رفع الحذاء أمام الإعلام الكويتي, من مجد بن لادن والقاعدة وطالبان, من يطلب تحويل الكويت –درة الخليج- إلى كابول, من انتمى لغير الكويت, وحصل على أكثر من جنسية, من عطل مشاريع التنمية, من أفرغ مناهج التعليم من محتواها العلمي والتربوي, وزرع نظريات وسلوك الإرهاب في طياتها, من اعتبر حريات الشعب التي كفلها الدستور ظواهر سلبية, من نافق وكذب باسم الدين, من كفر الناس وهو يجني الملايين من الصفقات غير المشروعة, من كان يعتبر الدمقراطية شركاً, والانتخابات حراماً ثم شارك فيها, من جعل العادات الاجتماعية المتخلفة سلوكاً دينياً, من نادى بالعصبية القبيلة, والعصبية الطائفية, من ارتضى وطنا وانتماء لغير الكويت, من دافع عن المجرمين ومهربي المخدرات, ومغتصبي النساء, كل هؤلاء لا يجب أن يصلوا إلى قبة عبدالله السالم, والخيار لنا.
نحن نختار الكويت, ولا نختار القبيلة, نختار الكويت ولا نختار الطائفة, نختار الوطني النزيه, نختار ابنة الكويت الفاضلة المتعلمة, نختار من يسعى لرفعة الوطن, من يضع مصلحة الوطن على رأسه, نختار من ضحى بحياته من أجل الكويت, نختار صاحب الصوت الخفيض والحس العالي بالمسؤولية والوطنية, نختار من عاش في كويت الثقافة, كويت العز والمجد, نختار من يريد إعادة الاعتبار لها, وإنقاذها من براثن الجهل والتخلف, نختار من يرفع اسم الكويت عالياً بين الشعوب والأمم, نختار من يبني المؤسسات التنموية, لا مساجد التنك, نختار من يحب الشعب, يحب الثقافة والعلم, نختار من يستند إلى القانون والدستور, لا إلى الفتاوي الخارجية, نختار المحاور الحكيم المثقف والمنطقي, نختار الكويت, وسنصوت لها.
وتستطيع الحكومة القوية الجادة, التي تسعى لبناء دولة المؤسسات والقانون, أن تسن تشريعاً باسقاط عضوية, كل من نجح بانتخابات فرعية, وكل من حرض على القبلية والطائفية واستقوى بهما على الدولة, وكل من صدرت بحقه أحكام قضائية أياً كانت, كل من استلم شيكات أو مال سياسي, وكل من دفع مالاً سياسياً, كل مزدوج الانتماء والجنسية, كل من أساء الأدب, كل من احتقر الشعب الكويتي وكفره, كل من خالف الدستور والقوانين, كل من جير المال العام لصالحه, كل من استولى على أراضي الدولة, كل من خالف العهد.
فلنعيد قراءة خطاب صاحب السمو أمير البلاد, ونحسن اختيار من يمثلنا, ولنتعلم من الدرس القاسي, والصفعة المؤلمة التي تلقيناها من مجلس الأمة السابق, ولنتطلع إلى مستقبل أبنائنا, ونؤكد أن الكويت ليست دولة مؤقتة, الكويت وجدت لتبقى, ونعلنها حملة جادة, شعارها "نصوت للكويت", والأمل بالشباب كبير, هم من نعول عليه, هم صناع المستقبل, وحاملي المشعل.

Saturday, April 11, 2009

نزيف وطن



ما بال هذا الوطن, وهو ينزف منذ عام 1990م, ولم يتوقف نزيفه, ولم تلتئم جروحه, جرح غائر سببه الغزاة, وجرح آخر يسببه له أبناءه, حتى غدا وطناً حزيناً, مثخناً بجراح الأقربين, أكثر من جراح البعيدين.
كل جرح فيه يحمل سراً تاريخياً, سر يشي بالمؤامرة وبمحاولة وأد الوطن, يشي بتكالب الذئاب التي اجتذبتها رائحة دم الجرح, تكالبت الذئاب بعقوق وصفاقة, تلعق الدم من أفواه بعضها بشراسة وشراهة, دون أن تلتفت إلى أنات وعويل أمنا الكويت.
كل جرح في خاصرة البلد, شقته مخالب العقوق, وولغت فيه أنياب التخلف والتفاهة, بعدما نشفوا ضرعها, امتصوا دمها كقراد الجمال, ثم لاموها على فقر الدم.
رأيت في التاريخ خياماً وعششاً تتحول إلى مبان وقصور ومساجد, رأيت مدناً تتدمر, ولم أرى قصوراً ومساجد تتحول إلى خيام وعشش, رأيت مجتمعات تتقدم مع ارتفاع قيمها, وتنحط مع انحطاط القيم, رأيت أن عصور التنوير تلحق عصور الظلام, ولم أرى عصر ظلام يلي عصر تنوير, لأن التاريخ لا يشبه الكرة الأرضية, بل هو ممتد إلى أمام, كالأنهار المتعرجة التي تسعى إلى هدفها.
رأيت صحاري تخضر وتونع, ولم أرى غابات تقتلع بحجة حجبها للشمس, ففي زمن الانحطاط الأخلاقي يودع الأبناء أمهم دار العجزة, بحجة عدم أهليتها لإدارة أموالها, ويستبدل الناس مبادئ الدولة بمبادئ أقل, ويصبح الصراخ والزعيق, بديلاً عن المنطق والحوار, وتصبح العادة أقوى من القانون.
في زمن الانحطاط الأخلاقي, "تموت الأسد في الغابات جوعاً, ولحم الضأن تأكله الكلاب", وتستأسد الفئران, ويشد اللجام على النمور, ويصلب الأوفياء لأمهم, وينبذون لأنهم يستحرمون دمها, ويكمم أفواه البررة, وتكافأ الهمجية بالميكروفونات والمناقصات, وبسيول من التنازلات.
في زمن الانحطاط الأخلاقي, يشح المطر فيتزايد الجفاف والغبر, وتغدو البساتين والزهور, صحاري جرداء إلا من شوك وسحالي وثعبان أصفر, يلتف على أعشاش الصقور والنسور, يلتهم صغارها, لا يبقي ولا يذر.
في زمن الانحطاط الأخلاقي, تصبح مساجد الصفيح وكراً للمؤامرة, وللمؤامرة أجندات, وقوائم تضم كل أبناء السندباد, وأحفاده المحاصرين بعواصف الغبار, والمهددين بإرهاب المجزرة, والمسربلين بالأصفاد, إلى أخمص العقل والفؤاد.
والأم تستصرخ أبناءها, ألم يأتي أوان رد الجميل, أوان حرق الفتيل وإنارة القلب والنظر, أوان هدم أسوار البحر, أين السواعد السمر التي أعرفها؟ أين الجباه الغاضبة, التي طعنت خاصرة الغدر بصمودها؟ أين القلوب التي حملتني في جوفها؟ وزرعت على صدري الذي يمتد من الشمال إلى الجنوب, ومن الخليج إلى الغرب, الحب والعهود والنذور.
ويرتد الصدى, " يا واهب المحار والردى", وكأنه تاريخ دفين تحت كثبان الصحراء, وكأن المراكب والأبوام إنكفأت على أجنابها, وكأن شارعي "التيل والجهرا", انطمرا تحت الركام كمدينة أتلانتس الأسطورية.
الجرح غائر نازف, والوجه ضامر شاحب, والدموع جافة, والطبل مثقوب, والصارية مكسورة, وحنجرة "الهولو" مبحوحة, يأتي صوتها من زمن آخر, غير زمن الانحطاط, وفجأة تسمع صوت شاب يقول:
- "يما خطاك السو
عسى يخطي ولا يجيك
يما ترى حنا عيالك
بحزة الحزات نفديك".



Sunday, April 5, 2009

تأثير موزارت



في كتابه العلمي الرائع, Mozart effect, أو تأثير موزارت, يذكر المؤلف دون كمبل, والخبير في العلاج بالموسيقى, أثر الأصوات والموسيقى على الكائنات وبالأخص الإنسان, وكذلك على الجماد.
ومن المعروف أن المسلمين العرب, هم أول من استخدم الموسيقى للعلاج, وما زالت الآلات الموسيقية التي استخدموها لهذا الغرض, موجودة في أحد متاحف ألمانيا.
ومن المعروف أيضاً, أن الموسيقى استخدمت لزيادة إدرار الحليب عند البقر, وسرعة نمو النباتات مثل الخضروات والفواكه, ونتائج هذه التجارب كانت واضحة وناجحة منذ بدايات القرن الماضي.
ودرس كمبل في هذا الكتاب الذي يستحق القراءة, أثر الموجات الصوتية على حالاتنا النفسية والذهنية, فالموجات من 3000 إلى 8000 هرتز وهو مقياس الموجات الصوتية المتعارف عليه, تساعد المخ على التفكير وزيادة الذاكرة, أما الموجات المتوسطو من 750 إلى 3000 هيرتز, فلها تأثير على التنفس والدورة الدموية واستثارة المشاعر, أما الموجات القصيرة من 125 إلى 750, فهي تؤثر على الجهاز الحركي العضلي, وتستخدم الآن وبنطاق واسع موسيقى موزارت, لزيادة ذكاء الأطفال.
ويذكر المؤلف أنه تعرض لجلطة في شريان الرقبة, وهي تستلزم عملية جراحية خطرة, ولكنه فضل معالجتها بطريقة أخرى, فظل لمدة أسبوعين يتخيل موسيقى آلة الترومبت, ويدندنها بنغمة يشعر بذبذباتها بأذنه, وعندما فحصه الطبيب اندهش أن الجلطة تقلصت كثيراً, وخلال فترة قياسية, بينما هذا التقلص يتطلب من خمسة إلى ستة أشهر بعد العملية الجراحية.
وذكر كذلك حكاية أولفر ساكس, وهو طبيب أعصاب ومؤلف, وقد تعرض ساكس إلى حادث سيارة في النرويج, وتلفت على اثر ذلك جزء من أعصابه, مما أصابه بالشلل, وظل على هذه الحالة لأسابيع طويلة, ولكنه في يوم من الأيام بدأ يدندن موسيقى كونشيرتو الكمان لمندلسون, وجعل ذبذباته تؤثر في دماغه, وبعد فترة بسيطة اكتشف أنه يستطيع أن يحرك رجليه, وبعد أيام استطاع المشي.
ويذكر بالكتاب قصة الطفل المصري بودي الفولي,والذي كان يبلغ من العمر سبع سنوات, وكان يعاني من صمم, فهاجرت أسرته إلى الولايات المتحدة في بداية التسعينيات, لكي يدرس في مدرسة خاصة, تساعد من في حالته, وفي ليلة أخذه والده إلى حفلة موسيقى كلاسيكية, واكتشف أنه كان ينصت بانتباه رغم صممه, فأخذه إلى المؤلف الذي علم الوالد أن يربت على ظهر ابنه, برثم محدد, ومع مرور الوقت أصبح الابن موسيقياً, ويؤلف موسيقى راقية.
وتستخدم الموسيقى في تحسين حالة مفرطي النشاط, والتوحديين, كما أنها تساعد الأطفال الخدج على النمو بأسرع من المعتاد, كما تساعد على نمو الأجنة في بطون أمهاتهم, وتحسين ذكاءهم ونموهم العاطفي, وتسهل ولادتهم.
وثبت علمياً أن الاستماع لا يكون عن طريق الأذن فقط, ولكنه يتم من خلال العظام والجسم بشكل عام, كما أن كل شاكرا من الشاكرات الرئيسية السبع عند الإنسان تتأثر بموجات صوتية معينة, والشاكرا هي مركز استقبال الطاقة عند الإنسان, ونغمة "الوام" المعروفة في جلسات التأمل, تؤثر مباشرة على شاكرا القلب, وهناك فن هندي اسمه "غزل", يعتمد بشكل أساسي على هذه النغمة, وعلى قصائد راقية.
ويختلف أحياناً تأثير الموسيقى باختلاف ثقافات الشعوب وبيئاتها, فمثلاً في البيئة الصحراوية, يقل التناغم الهرموني, وتصبح الإيقاعات محدودة ومكررة, فالأذن الصحراوية لا تتذوق موسيقى التناغم الهرموني والميلودي, بينما البيئة الحضرية, وحسب تقدمها فتطرب أو تتذوق التنوع والتداخل في الموازير الموسيقية, وخاصة في البيئات ذات الغنى في الطبيعة والألوان, وهذا ينطبق على الفنون الأخرى, مثل الفن التشكيلي.
الأصوات والموسيقى هي لغة التواصل عند البشر, ومنذ الأزل, وهي وسيلة للعلاج النفسي والبدني, وحتى لتخفيف الألم, وحتى أصوات الناس تؤثر فينا سلباً وإيجاباً, وتسهم مثلها مثل الموسيقى بتهدئة ضربات القلب, وتهدئة التنفس وتعميقه, أو العكس زيادة ضربات القلب, وتسريع التنفس وضحالته.
والجدير بالذكر أن التصفيق بعد انتهاء الحفل الموسيقي, يعتبر سلوكاً متخلفاً, لأنه يلغي كل ما تشربه المستمعين وأجسادهم من طاقة الموسيقى, ولذا يقترح المؤلف التصفيق أو التلويح بكف واحدة, كتعبير عن التقدير.
فيا ترى ماذا سيكون تأثير صراخ المرشحين للانتخابات علينا, وأي نوع من المستمعين سيتأثر سلباً, ومن سيتأثر إيجاباً؟