Monday, July 28, 2008

الظواهر الإيجابية




سألني أحد المحررين بالصحف الجديدة, والذين يعتمدون على الهاتف في عملهم, دون أن ينتقلوا إلى موقع الحدث أو الشخص المعني, وعادة يهاتفون في أوقات مزعجة, يكون فيها الإنسان نائماً أو تعباً, المهم أنه سألني سؤال أثار استيائي.
السؤال:" مارأيك في اقتراح بعض النواب بضرورة إعادة التجنيد الإلزامي, بسبب انتشار ظاهرة الشباب الناعم؟"
لا أخفي أن ردي كان حاداً وغاضباً على هؤلاء النواب وضيق أفقهم, رغم أنه من حقهم طرح آرائهم, لكن عجيب كيف يحاولون إثبات آرائهم الدخيلة على علم الاجتماع وعلم النفس, فهناك مبالغة في اعتبار الشذوذ ظاهرة, وأنا الأخصائي والباحث, وأعرف هذا الأمر جيداً, فعدد فاقدي الهوية الجنسية قلائل, وكثير منهم يريد التغير بسبب رأي المجتمع, رغم أن العلم قال أن 90% من هؤلاء ولدوا بأدمغة أنثوية, والمسترجلات ولدوا بأدمغة رجالية, أو بهرمونات تخالف أشكالهم الجنسية, أي لا ذنب لكثير منهم.
ولا أريد أن أكشف أسرار المهنة, وفضائح البعض, لكن أريد أن أذكر بما نشرته الصحف عن اغتصاب طفل في أحدى رحلات جمعية اسلامية, وفي جعبتي الكثير لكن شرف المهنة وأخلاقي الشخصية تمنعني من ذلك.
ثانياً: أنا مع إعادة التجنيد الإلزامي, فالتجنيد علمني حمل السلاح وخطط القتال والانضباط, مما أفادنا أثناء فترة الاحتلال, لكن التجنيد لن يحل محل الأسرة في التربية, ولن يعالج مشكلة الشذوذ, وأتذكر عندما كنت مجنداً في عام 1980 أن أحد المبتلين بالشوذ, كان أكثرنا انضباطاً وتحملاً للمسؤولية, بينما كان بعض المنتمين للتيارات الإسلامية يتهربون ويتمارضون ويبحثون عن واسطات لإعفائهم من المهام, وجل همهم كان تحريض المجندين على التبرع للمجاهدين الأفغان ضد الجيش السوفييتي, وعندما نسألهم ولماذا لا نتبرع لفلسطين؟! كانوا يتذمرون ويقولون لنقد على الحديد الحامي, وأحد هؤلاء أصبح عضواً في مجلس الأمة.
فثبت أن التجنيد لا يغير الإنسان, التجنيد يعزز الوطنية والأخلاق والانضباط, ويعلم إطاعة أوامر المسؤول وألي الأمر والقيادة, ويعلم الدفاع عن الوطن, وهذا ينطبق على الرجل والمرأة.
هناك الكثير من الظواهر الإيجابية في مجتمعنا أبرزها صمودنا أمام أكثر الجيوش وحشية, لم نهرب ولم نرمي جنسياتنا ونظهر الأخرى, تمسكنا بالشرعية بحق وليس للانتفاع ونهب المناقصات, وليس لسن قوانين للاستيلاء على أملاك الدولة.
من الظواهر الإيجابية أن لدينا شباب مبدعون ومثقفون, يرفضون تحويل جوهرة الخليج إلى دولة طالبان, يرفضون الظواهر السلبية التي يمثلها هؤلاء, يرفضون تكميم الأفواه, من الظواهر الإيجابية مظاهرات أيام الإثنين دفاعاً عن الدمقراطية والدستور, دون أدنى عداء مع السلطة والحكومة.
من الظواهر الإيجابية أننا تعلمنا وتعبنا على أنفسنا, ولم نشتري الشهادات, وشاركنا في الثقافة والتنمية والبناء ورفعة الوطن, من الظواهر الإيجابية أن أمرأة كويتية شاركت في إطفاء حرائق الآبار.
من الظواهر الإيجابية أننا وقفنا صفاً واحداً وما زلنا ضد التخلف والإرهاب الفكري والفعلي, والذي سنشفى منه قريباً, من الظواهر الإيجابية أن شباباً يافعاً غير وقف باخلاص لتغيير عدد الدوائر, فتراكض أعضاء مجلس الأمة ليركبوا الموجة.
من الظواهر الإيجابية أن شبابنا يحترم المرأة ويقدر دورها ولا يحتقرها ويعاملها بدونية, لا يقبل أن تسير خلفه بل يسير معها جنباً إلى جنب, من الظواهر الإيجابية أن شبابنا يحترم علم البلاد ويقف للسلام الوطني, وقد تدمع عيناه لأغنية وطنية.
من الظواهر الإيجابية أننا دولة أنتجت أدباء ومفكرين وفنانين, ولدينا آلاف من الابداعات المكتوبة والمرسومة والمؤلفة, ويحترمنا القاصي والداني لثقافتنا وتحضرنا.
إذا كنت سأتحدث عن الظواهر الإيجابية في بلدنا فلن أتوقف, فقط الشذوذ هو هذا الفكر المتخلف الذي يخالف منطق التاريخ, وسينتهي قريباً بالظواهر الإيجابية.

Friday, July 25, 2008

موستيك


صدر لي عن دار الفارابي رواية جديدة بعنوان موستيك, وهي ما زالت عند رقابة وزارة الإعلام بانتظار أن تحول إلى لجنة الرقابة, مما يعني أن الرقيب قد وجد فيها ما يبرر منعها, والغريب أن الناس بدأت بشرائها أما الكترونيا من مكتبة
www.arabicebook.com
ومكتبة نيل وفرات دوت كم, وموقع الفارابي لبيع الكتب
وبدوري سأشكر الرقابة على دعايتها المجانية في حال غضت النظر عن التقدم العلمي والتكنولوجي ومنعتها
إذ حتى الآن هناك العديد من القراء لها, إذ تباع النسخة الالكترونية ب4 دولارات ونصف على هذا الموقع
http://www.arabicebook.com/Items/item-display-preview.aspx?IID=1666
كما بدأ بعض القراء العرب يرسلون لي آرائهم بالرواية, وهنا في الكويت مازالت حبيسة عند الرقابة بانتظار رأي الحكماء في إمكانية تداولها
كما وضع بعض الشباب والشابات لنك لها في الفيس بوك, هذه الصفحة التي انشأها المعجبين بوليد الرجيب باسم
الأديب وليد الرجيب, مما زاد نسبة المبيعات
والرقابة ما زالت متوجسة من خطرها على المجتمع
ومتوجسة من غضب لجنة التخلف وتكميم الأفواه
لجنة الظواهر السلبية الدخيلة
الزائلة قريباً
والتي لن تستطيع منع روايتي

Sunday, July 20, 2008

ما العمل ؟




في زيارة كريمة من النائب صالح الملا لرابطة الأدباء, طرحت خلالها موضوعات هامة عن دور نواب الأمة في نصرة الثقافة بالكويت, حيث أنها أساس الحياة والتنمية والتطور.
وفي الواقع قد تكون هذه هي المرة الأولى في تاريخ الحياة النيابية, التي تطرح بها مسألة الثقافة بجدية ووعي, فحتى في أيام كتلة نواب الشعب في السبعينيات, لم تطرح هذه المسألة بوعي كاف, إذ كانت دائماً تخلط الثقافة بتجلياتها الإبداعية, مثل الأدب والفن, ولم يكن ينظر لها باعتبارها مجمل النتاجات المادية والفكرية وأنماط التفكير والسلوك لمجتمع معين في زمن معين, وأساس الثقافة هو التعليم المواكب للعصر, والذي يصنع مواطناً مسؤولاً وواعياً لدوره في البناء والتنمية, ومحافظاً على مكتسباته الدستورية وأهمها حرياته المقدسة.
في هذا الحوار الممتع, الجميع ألقى اللوم على الجميع, فالنائب الفاضل ألقى اللوم على الأدباء والمفكرين الجالسين في أبراجهم العاجية, وصالوناتهم الأدبية, والأدباء ألقوا اللوم على النواب ذوي النفس التقدمي, والذين لم يهتموا لقضية الثقافة تحت قبة البرلمان.
في الواقع جميعنا محقون وجميعنا مخطئون, ففي الماضي الجميل كان للمثقف صوت قوي, وكانت الدولة تستمع له, ونواب الشعب يقدرونه, وكانت مؤسسات المجتمع المدني قوى ضاغطة, وكان نواب الشعب يمثلون الشعب ويستندون إلى الدستور, لكن كل ذلك تغير.
أصبح هناك تخبطاً في معالجة القضايا, وضعفاً في تناولها, وانكفاءً من قبل أصحاب الشأن, فرغم الخطورة المتنامية على الإنسان الكويتي جراء محاولات تقييد حرياته من قبل بعض أعضاء مجلس الأمة, ومن قبل الاجراءات الحكومية, إلا أن ردة فعل القوى الوطنية كانت بمزيد من التخبط, فخلال الشهرين الماضيين تشكلت أكثر من مجموعة شبابية للدفاع عن الحريات, في الوقت الذي يجب به تجميع ورص الصف الوطني, وتوحيد الكلمة.
كما لم يعد لجمعيات النفع العام دور مبادر, بل اقتصر دورها في أحسن الأحوال على ردود فعل دفاعية, وأقصى رد فعل لها هو إقامة ندوة أو جلسة حوار, لكن التحشيد اقتصر على التذمر والفضفضة والتنفيس, بينما قوى الظلام تعمل وتقدم مشاريع بقوانين لانتهاك الدستور والسيطرة على البلد.
الآن, ما العمل؟
في ظني أن الأمر يحتاج إلى عمل واقعي, فعلي, يجب أولاً توحيد الصف الوطني تحت أجندة عمل ورؤية واضحة للخطوة العملية القادمة, يكون الجميع متفقين عليها دون شخصانية, فالوقت لا ينتظر ولا يحتمل الجدل العقيم والمماطلة, فهناك مواد دستورية نستطيع الانطلاق منها بمشاريع قوانين, بعد أن يجتمع النواب ذوي النفس التقدمي بفئات المجتمع, مثل الأدباء والفنانين والرياضيين والنساء والطلبة وغيرهم, عبر مؤسسات المجتمع المدني, لأخذ آرائهم في الشأن العام والخاص, لصياغة مشاريع القوانين, ثم يجمع النواب أكبر عدد من زملائهم الذين يتفقون مع مشاريعهم لإقرار هذه القوانين في المجلس.
وعلى سبيل المثال, يمكن إعداد مشروع بقانون أن يكون الرقيب في وزارة الإعلام حاصلاً على الشهادة الجامعية بتخصص أدب ولغة عربية, ما داموا مصرين على رقابة الفكر والإبداع.
والنواب لا يستطيعون لوحدهم تحقيق مطالب الأمة, يجب أن يكونوا مدعومين من المثقفين ومؤسسات المجتمع المدني, وقوى الضغط السياسي, وهذه الأخيرة كثيرة وقوية ومؤثرة إذا وحدت جهودها.
يجب أن نتوقف فوراً عن التذمر والدفاع عن أنفسنا, ونبدأ فوراً بالمبادرة المدروسة, ونوقف التشوش الذهني, ونعمل بثقة ونعي مصادر قوتنا التي تبدأ بحبنا للوطن, وتمسكنا بالدستور.

Monday, July 14, 2008

سوق الفتاوي



وصلني هذا الإيميل من أحد الأخوة القراء, وطلب مني نشره, وها أنا أنشره كما هو فقط لكي ننتبه إلى كيف يمكن أن يكون مستقبل الكويت في ظل لجنة الظواهر السلبية في مجلس الأمة, والخطورة المترتبة على هكذا فكر.



بقدر ما تثير هذه الفتاوى الضحك بقدر ما تثير الرغبة فى البكاء.. والحقيقة أنها تثير الرغبة فى ضحك كالبكاء.. فى الوقت الذي يستعد فيه الآخرون للصعود للمريخ.. ويفكرون فى مرحلة ما بعد الذرة.. وفى الوقت الذي تنفجر فيه ثورة الاتصالات جيلا بعد جيل.. تنفجر فى وجوهنا فتاوى مقيتة تدفع العاقل للجنون وتدفع الحليم للغضب.. والمؤسف أن تنشرها شبكة الإنترنت التي يستخدمها الآخرون فى نشر كل ما هو نافع ..
وهذه جملة منها
1-(نص الفتوى (أن من أخطر المفاسد التى بليت بها أمتنا العظيمة ما يسمى بالكرسى وما يشبهه من الكنبات وخلافها
لماذا؟

أولا
أن السلف الصالح كانوا يجلسون على الأرض ولم يستخدموا الكرسى ولم يجلسوا عليه ولو فيها خير لفعله الرسول الكريم

ثانيا
أن هذه الكراسى وما شابهها صناعة غربية وفى استخدامها ما يوحى بالإعجاب بها وبصناعها وهم الغرب، وهذا والعياذ بالله يهدم ركنا عظيما من الإسلام وهو الولاء والبراء.

ثالثا
أن جلوس المرأة على المقعد مدعاة للفتنة، كما انه يؤدى إلى كثير من الرذائل ,أن الجلوس على الكرسى رذيلة وزنى لا شبهة فيه.

رابعا
أن الجلوس على الأرض يذكر المسلم بخالق الأرض

**********
تحريم إهداء الزهور الطبيعية أو الصناعية للمريض
للشيخة ام انس
وقد أفـتـى احـد جـهابـذة الفتـاوي بتـحـريـم جلوس النساءعــلي الكـراسـي بـحـجـة ان الكـرســي.... مـذكـر
***********

قال تعالى «يا أيها النبى جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير». فى السياق ذاته أباح الشيخ علي الخضير الكذب وشهادة الزور على من خالف رأى السلف وذلك لنصرة الإسلام
***********
فتوى تحريم كرة القدم
فجاءت من الشيخ عبدالله النجدى فى 36 صفحة تحت عنوان «الكرة تحت أقدام الصالحين»،
فكرة القدم وقوانينها من أفكار الكفار ولايجوز التشبه بهم
ووضع الشيخ عبدالله النجدى «15» شرطا لممارسة رياضة كرة القدم
أولها أن يكون اللعب بقصد تقوية البدن بنية الجهاد فى سبيل الله أو الاستعداد له،
وليس لضياع الوقت والفوز
يجب أن تكون بدون الخطوط الأربعة مع عدم ذكر كلمات «فاول وبلنتى وكورنر»، و
ألا يكون عدد اللاعبين 11 شخصا، إما أن يزيد أو يقل
يكون اللعب شوطا واحدا أو ثلاثة حتى يختلفوا عن الكفار
وألا يلعبوا وقتا إضافيا
وأن يكون اللعب بدون حكم فلا داعى لوجوده
ويجب ألا يشاهدهم مجموعة من الناس أو الشباب أثناء اللعب..>>>لايكون يقضوا حاجة
وإذا ما انتهت اللعبة فلايجب أن يتحدثوا عن لعبهم أو مهارة بعضهم
وإذا ما سجل أحدهم الكرة بين الحديد والخشب أى «هدف» فلا يفرحون ويجرون وراءه ويقبلونه
ولايجعلون ما يسمى بالاحتياطى
أما إذا ما وقع أحد اللاعبين فيأخذ حقه الشرعى كما فى القرآن
ويجب على زملائه أن يشهدوا أن الشخص الذى أوقعه تعمد كسره ليحصل على هذا الحق
وذكر أيضا أن اللعب يجب أن يكون بالملابس العادية لا بالفانلات المرقمة والبنطلونات الملونة لأنها ليست من ملابس أهل الإسلام.
*******
فتوى تحريم اللغة الإنجليزية
وردت عن الشيخ ابن عثيمين، ورد فيها حرفيا: (إن شيخ الإسلام ابن تيمية قال فى كتابه (اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أهل الجحيم) فإن اللسان العربى شعار الإسلام وأهله ولايصح لمسلم التكلم بغيره . والذى أراد أن الذى يعلم ابنه اللغة الإنجليزية منذ الصغر سوف يحاسب عليه يوم القيامة لأنه يؤدى إلى محبة الطفل لمن ينطق بها من الناس.
*******
فتوى تحريم لبس الكعب العالى للمرأة
لأنه يعرضها للسقوط
,كما أن الكعب العالى يظهر قامة المرأة بأكثر مما هى عليه، وفى هذا تدليس وإبداء لبعض الزينة
*********
أما الشيخ ناصر الفهد فقد أصدر فتوى فى تحريم أداء التحية العسكرية
*********
أفتى شيخان هما عثمان الخميس وسعد الغامدى بتحريم الإنترنت على المرأة بسبب خبث طويتها ولايجوز لها فتحه إلا بحضور محرم مدرك لعهر المرأة ومكرها.
؟؟؟
لاتعليق
*********
وأصدر الشيخ السعودى إبراهيم بن صالح الخضيرى القاضى بالمحكمة العامة فى الرياض فتوى يحرم فيها مشاهدة قناة الحرة؟؟؟
*******
أما فتوى الشيخ عبدالعزيز بن باز فقد جاءت فى تحريم القول بدوران الكرة الأرضية
ونص الفتوى جاء فيه: إن القول بدوران الأرض قول باطل والاعتقاد بصحته مخرج من الملة لمنافاته ما ورد فى القرآن الكريم من أن الأرض ثابتة قد ثبتها الله بالجبال أوتادا قال تعالى «والجبال أوتادا» وقوله «وإلى الأرض كيف سطحت» وهى واضحة المعنى، فالأرض ليست كروية ولا تدور كما بين لنا الله سبحانه وتعالى، وأضاف: وقد يكون دورانها أو تغييرها من غضبه سبحانه، كما فى قوله «أأمنتم من فى السماء أن يخسف بكم الأرض» ..سبحانك يارب
********
أما هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى السعودية فقد رفضت تسجيل أحد منتجات إحدى شركات نظم المعلومات،لأن اسمه يحتوى على حرفX
، والتى لاحظت الهيئة بأنها على شكل صليب مما استفز مشاعرهم الإسلامية فأمروا وزارة التجارة بمنع تسجيل المنتج. وكان من الأولى أن تطلب الهيئة إلغاء علامات الزائد والضرب من كتب الرياضيات لأنها على شكل صليب أيضا،

********
وتضم سوق الفتاوى الكثير، فهناك
فتوى للشيخ ناصر بن حمد الفهد بتحريم العطور وتحريم التصفيق،
أما الشيخ ابن تيمية فقد أصدر فتوى بتحريم علم الكيمياء ووصفه بالسحر.
والشيخ صالح الفوزان حرم السياحة أو السفر خارج المملكة السعودية تحريما قطعيا.
أما الشيخ عبدالله بن جبرين فقد أباح الجهاد ضد الشيعة ووجوب البصق فى وجوههم.
و«سوق الفتاوى» ملىء بالفتاوى الغريبة حول تحريم ربطة العنق والملابس الرياضية ولعبة البلياردو ولعبة الأطفال «البوكيمون» وغيرها من الفتاوى العجيبة. إن مثل هذه الفتاوى جعلت «سوق الفتاوى» أمرا مباحا لكل من هب ودب، ولم تترك فى حياة المسلم
شيئا حلال

Monday, July 7, 2008

الشخصانية في العمل الوطني



كانت التنظيمات السياسية الوطنية في الكويت, تعاني من مشكلات كثيرة, أضعفتها وعزلتها عن الجماهير, مشكلات مثل المركزية الدكتاتورية والشخصانية الذاتية حد النرجسية, كل التنظيمات كانت تضع لوائح تنظم العمل بشكل ديموقراطي, لكن القيادات كانت تطبق الديموقراطية بانتقائية, والمشكلة الأخرى أن تعدد هذه التنظيمات والاختلاف الطفيف في برامجها, لم يكن يصب في مصلحة رص الصف الوطني, بل شغلت بالخلافات الفكرية والنظرية, مما زاد من غربتها الشعبية.
لم يكن الانتقاد مسموحاً به, إلا إذا كان ينسجم مع توجهات القيادة, وإلا اعتبر عصياناً وسقوطاً سياسياً, وفي الجانب الآخر إذا لم تناسب البعض توجهات في تنظيمه, انشق وأسس تنظيم آخر على مقاسه, ولم يطبق الإصلاح من الداخل, فإما رأيي وإما أن هذا التنظيم منحرف.
ولو عددنا عدد التنظيمات والتجمعات وجمعيات النفع العام ذات التوجه الوطني الدمقراطي, لوجدناها كثيرة ولها ثقل سياسي واجتماعي ونوعي كبير ومميز, ولا يحتاج الأمر إلى مزيد من التنظيمات, بل إلى رص صفوفها وتطوير عملها واستقطاب الشارع الكويتي, تحتاج إلى مزيد من الدمقراطية في عملها ولوائحها الداخلية.
لكن كانت دائماً الشخصانية, والذاتية, وعدم الفهم وعدم الالتزام بأسس العمل التنظيمي والنقابي, وادعاء امتلاك الحقيقة, وغياب الرؤية الاستراتيجية, هي السائدة في العقود المنصرمة, كان التنظير جاهزاً, لكن كان العمل والتنفيذ غائبين, وكان كل العمل يقع على عاتق شخص أو بضعة أشخاص, هناك من يأمر ويقرر ويوزع المهام, وهناك من يعمل (ويكرف).
كان دائماً هناك القائد الكبير, العارف لكل شيء, وكان دائماً هناك التابعون الغير مؤهلين للقيادة, الذين يضيعون في غياب القائد, ويتوقف العمل الوطني عندما يتوقف القائد عن العمل.
وعندما بدأ الشباب حركتهم الوطنية "نبيها خمس", كانت حركتهم هذه عملاً سياسياً وطنياً صحيحاً, لا تشبه ترهل أفكار وأعمال القيادات القديمة, ومن يقرأ المدونات الشبابية يجد وعياً وطنياً رائعاً, وأفكاراً خلاقة مبدعة, لا تشبه مكابرة الكبار في أبراجهم العاجية, هذه الحركة الشبابية, جددت دماء الحركة الوطنية, وأنعشت ذاكرتها النضالية, وأنعشت آمالي شخصياً.
لدي إيمان كبير بالشباب, الذي من حقه أن يتعلم ويخطئ ويتعلم من أخطائه, وأخطاء الآخرين ممن سبقوه, هؤلاء الشباب لديهم إخلاص وطني غير محدود, ولكن يبدو في بعض الأحيان أن لدى البعض منهم إرث المركزية القديمة, فقبل أيام دعيت من قبل شباب لحضور اجتماع لتأسيس تجمع وطني, غايته الدفاع عن الحريات, على ضوء وتداعيات تأسيس لجنة الظواهر السبية الدخيلة في مجلس الأمة, وفرحت كثيراً لفرصة الاستماع لأفكار الشباب, وبالفعل تعلمت كثيراً من آرائهم المبدعة, ولم أكن أود المشاركة بالنقاش, فكل هدفي كان التعلم, وفجأة طلب الرئيس أو المنسق, أن أقول رأيي, فبدأت بالحديث وفجأة قاطعني هذا المنسق قبل أن أكمل كلامي, وقال جملاً إعتراضية كبيرة, ثم عبر علي وانتقل إلى شاب كان يجلس بجانبي.
خجلت من إسكاتي بهذه الطريقة أمام شباب وشابات بعمر أبنائي الصغار, ومن تجمع يفترض أنه يدافع عن الحريات, بما فيها حرية الرأي, وبالطبع كان بإمكاني الرد والدفاع عن صوتي, لكنني فضلت السكوت والاستماع إلى بعض الآراء التي لا أوافق عليها, ولكني خشيت من القمع مرة أخرى.
ويبدو أن بعض الشباب تأثر بالشخصانية والمركزية, والبعض ينظر بدونية إلى الكبار وآرائهم, مثلما يقول المراهق لأبيه: أن زمانك ولى, وأنا أفضل منك, وفي الواقع لا فرق بين كبير يزدري الشباب, ولا بين شاب يزدري الكبير.
نقول أشياء كثيرة, ونطبق عكسها, ونغرق في خلافاتنا وتشظينا, وننسى قضيتنا الوطنية التي تجمعنا, لكن ذلك لا يمنعني من مد يدي إلى الصغير والكبير من أجل رفعة وتقدم وطني الكويت.