سألني أحد المحررين بالصحف الجديدة, والذين يعتمدون على الهاتف في عملهم, دون أن ينتقلوا إلى موقع الحدث أو الشخص المعني, وعادة يهاتفون في أوقات مزعجة, يكون فيها الإنسان نائماً أو تعباً, المهم أنه سألني سؤال أثار استيائي.
السؤال:" مارأيك في اقتراح بعض النواب بضرورة إعادة التجنيد الإلزامي, بسبب انتشار ظاهرة الشباب الناعم؟"
لا أخفي أن ردي كان حاداً وغاضباً على هؤلاء النواب وضيق أفقهم, رغم أنه من حقهم طرح آرائهم, لكن عجيب كيف يحاولون إثبات آرائهم الدخيلة على علم الاجتماع وعلم النفس, فهناك مبالغة في اعتبار الشذوذ ظاهرة, وأنا الأخصائي والباحث, وأعرف هذا الأمر جيداً, فعدد فاقدي الهوية الجنسية قلائل, وكثير منهم يريد التغير بسبب رأي المجتمع, رغم أن العلم قال أن 90% من هؤلاء ولدوا بأدمغة أنثوية, والمسترجلات ولدوا بأدمغة رجالية, أو بهرمونات تخالف أشكالهم الجنسية, أي لا ذنب لكثير منهم.
ولا أريد أن أكشف أسرار المهنة, وفضائح البعض, لكن أريد أن أذكر بما نشرته الصحف عن اغتصاب طفل في أحدى رحلات جمعية اسلامية, وفي جعبتي الكثير لكن شرف المهنة وأخلاقي الشخصية تمنعني من ذلك.
ثانياً: أنا مع إعادة التجنيد الإلزامي, فالتجنيد علمني حمل السلاح وخطط القتال والانضباط, مما أفادنا أثناء فترة الاحتلال, لكن التجنيد لن يحل محل الأسرة في التربية, ولن يعالج مشكلة الشذوذ, وأتذكر عندما كنت مجنداً في عام 1980 أن أحد المبتلين بالشوذ, كان أكثرنا انضباطاً وتحملاً للمسؤولية, بينما كان بعض المنتمين للتيارات الإسلامية يتهربون ويتمارضون ويبحثون عن واسطات لإعفائهم من المهام, وجل همهم كان تحريض المجندين على التبرع للمجاهدين الأفغان ضد الجيش السوفييتي, وعندما نسألهم ولماذا لا نتبرع لفلسطين؟! كانوا يتذمرون ويقولون لنقد على الحديد الحامي, وأحد هؤلاء أصبح عضواً في مجلس الأمة.
فثبت أن التجنيد لا يغير الإنسان, التجنيد يعزز الوطنية والأخلاق والانضباط, ويعلم إطاعة أوامر المسؤول وألي الأمر والقيادة, ويعلم الدفاع عن الوطن, وهذا ينطبق على الرجل والمرأة.
هناك الكثير من الظواهر الإيجابية في مجتمعنا أبرزها صمودنا أمام أكثر الجيوش وحشية, لم نهرب ولم نرمي جنسياتنا ونظهر الأخرى, تمسكنا بالشرعية بحق وليس للانتفاع ونهب المناقصات, وليس لسن قوانين للاستيلاء على أملاك الدولة.
من الظواهر الإيجابية أن لدينا شباب مبدعون ومثقفون, يرفضون تحويل جوهرة الخليج إلى دولة طالبان, يرفضون الظواهر السلبية التي يمثلها هؤلاء, يرفضون تكميم الأفواه, من الظواهر الإيجابية مظاهرات أيام الإثنين دفاعاً عن الدمقراطية والدستور, دون أدنى عداء مع السلطة والحكومة.
من الظواهر الإيجابية أننا تعلمنا وتعبنا على أنفسنا, ولم نشتري الشهادات, وشاركنا في الثقافة والتنمية والبناء ورفعة الوطن, من الظواهر الإيجابية أن أمرأة كويتية شاركت في إطفاء حرائق الآبار.
من الظواهر الإيجابية أننا وقفنا صفاً واحداً وما زلنا ضد التخلف والإرهاب الفكري والفعلي, والذي سنشفى منه قريباً, من الظواهر الإيجابية أن شباباً يافعاً غير وقف باخلاص لتغيير عدد الدوائر, فتراكض أعضاء مجلس الأمة ليركبوا الموجة.
من الظواهر الإيجابية أن شبابنا يحترم المرأة ويقدر دورها ولا يحتقرها ويعاملها بدونية, لا يقبل أن تسير خلفه بل يسير معها جنباً إلى جنب, من الظواهر الإيجابية أن شبابنا يحترم علم البلاد ويقف للسلام الوطني, وقد تدمع عيناه لأغنية وطنية.
من الظواهر الإيجابية أننا دولة أنتجت أدباء ومفكرين وفنانين, ولدينا آلاف من الابداعات المكتوبة والمرسومة والمؤلفة, ويحترمنا القاصي والداني لثقافتنا وتحضرنا.
إذا كنت سأتحدث عن الظواهر الإيجابية في بلدنا فلن أتوقف, فقط الشذوذ هو هذا الفكر المتخلف الذي يخالف منطق التاريخ, وسينتهي قريباً بالظواهر الإيجابية.
1 comment:
فعلا دعاة التخلف مستعدين ان يربطوا كل شي بهذا الموضوع ، وكان هدف مجلس الامه "التشريعي" اصبح مجلس أعلى لمراقبة "الجنوس" و "البويات" !!
Post a Comment