Sunday, June 21, 2009

ثيمة الإصلاح




لعل ثيمة الإصلاح عند الأنظمة السياسية, هي الثيمة المشتركة على اختلاف هذه الأنظمة, بل استعملت في كثير من الأحيان كشعار فارغ, القصد منه الدعاية السياسية, وضرب الخصوم السياسيين, واللعب على عواطف الجماهير.
كل الأنظمة سواء كانت تقدمية أم رجعية أم دكتاتورية, تستخدم شعار الإصلاح لأغراض غالبها ليس له علاقة بالإصلاح, ولكن ألا يعني مفهوم الإصلاح هو اصلاح الخلل, أو تصحيح الأخطاء؟ أو تعديل المسار أو النهوض من العثرات؟
إذا من يرفض الإصلاح هو من يستفيد من استمرار الخطأ أو الفساد, أو المنخدع بالادعاءات والدعاية السياسية, أو المغرر به.
وفلسفة الإصلاح تعني الواقعية والشجاعة, والعمل من أجل اللحاق بمسيرة العالم, والاعتراف بتخلفنا عن القيم البشرية الكبرى والأساسية, مثل قيم الدمقراطية والحرية والمساواة, مثل الحقوق الأساسية للمواطن في الرعاية التعليمية المتطورة, والرعاية الاجتماعية والصحية, مثل المساواة بغض النظر عن العرق والجنس والديانة أو المذهب, فلسفة الإصلاح تعني دفع المجتمع باتجاه المدنية وتطبيق القانون بفاعلية أكبر.
لكن لأن شعار الإصلاح يمكن استخدامه من قبل أي تيار أو اتجاه, باتجاهاتها المختلفة, مما يوقع الإنسان العادي في تشوش وحيرة, فلا يستطيع التفريق بين المصالح الشخصية, والمصلحة العامة, إذ يستطيع أي نائب في البرلمان أن يهدد بالاستجواب بعذر الإصلاح, وتستطيع أي قوى سياسية أن تدعي أن انتقاص دور المرأة في المجتمع هو شكل من أشكال الإصلاح ودرء الفساد.
وقد تنجح هذه السلوكات المنحرفة عن مسيرة تقدم الشعوب ورخائها, لسنوات وعقود, لكنها يستحيل أن تنجح إلى الأبد, فانتصاراتها مؤقته, ولا تملك مقومات الصمود أمام منطق التاريخ, وأمام رغبة الإنسان بالعيش في سعادة وسلام, وأمام طموحه الدائم للأفضل.
لم تستطع الأنظمة الدكتاتورية الاستمرار إلى الأبد, فنظام صدام الدموي لم يستمر أكثر من ثلاثة عقود, رغم كل الوحشية التي مورست ضد الشعب العراقي, وقد يستمر غيره من الأنظمة أكثر من ثلاثة عقود, ولكن أيضاً ليس للأبد, وبعد سقوط نظام صدام بتدخل التحالف الدولي, وضح حجم رغبة الجماهير في هذا التغيير, رغم أن الآلة الدعائية كانت تبين عكس ذلك, بل كان التلفزيون يبين الأعداد الغفيرة التي كانت مؤيدة له.
والاستمرار للأبد في حرف مسيرة التاريخ, وقلب منطقه لم تكن فقط وهماً لدكتاتوريات الأنظمة, ولكنها أيضاً وهماً تعيش عليه جماعات الإسلام السياسي من كل المذاهب, فهي تنتشي لأن الجماهير تتبعها بسبب أمر لا يمكن نقاشه وهو الإسلام والدين, ولكن ماذا لو لم تحقق هذه الأحزاب حلم الجماهير البراجماتي بالسعادة والرخاء, بالتأكيد ستبدأ هذه الجماهير بالتذمر وكشف عجز هذه الأحزاب وكذبها في وعودها, ماذا لو أكتشف الناس أن أحوال المجتمع ساءت أكثر, مع وجود هذه الأنظمة والأحزاب, وتخلفت التنمية والتعليم, وتدهور الاقتصاد, وخرج المجتمع عن الانسجام الدولي في ظل ممارساتها؟
الذي يحدث عادة وعبر التاريخ, أن الشعب يأخذ زمام المبادرة ويقود حركة الإصلاح, فالشعوب لا ترفع شعارات فقط, ولكنها تفعل, ومهما بلغت هذه الأنظمة والأحزاب من غرور وثقة بالنفس, إلا أن التاريخ دائماً يفاجئها بمنطقه الذي لا يقبل الانحراف.
كانت نتيجة الانتخابات النيابية في الكويت, صدمة للقوى الإسلامية, التي كانت تظن أنها تستطيع سحب الشعب الكويتي إلى أجندتها وللأبد, كانت تظن أنها تملك الأغلبية الشعبية, وعندما اتضح أن الأغلبية هي الصامته على سخط ومضض, بدأت هذه الأحزاب تتحدث عن مؤامرة ضدها, وستبذل كل الوسائل اللاأخلاقية في تشويه هذه الرغبة الجماهيرية, وهذا ما حدث في لبنان أيضاً, وبتفاصيل مشابهة.
والمتابع للحملة الانتخابية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية, ثم نتائج هذه الانتخابات وما تمخض عنها من احتجاج جماهيري, يدرك أن هناك رغبة جادة في التغيير والإصلاح, بالطبع هذا أمر خاص بالشعب الإيراني, الذي نحترم خياراته أيا كانت, وأياً كان الفائز في إنتخابات الرئاسة, إلا أن الأمر لن يعود كما كان بالنسبة للشعب الإيراني الشقيق, وأن ما يحدث هو بداية لشيء ما, الشعب الإيراني وحده يقرره, ونتمنى له التوفيق في تحقيق آماله.
فقط نريد أن نقول, أن من يؤمن بمنطق التاريخ, يعرف بوصلة التقدم, التي لا يمكن تغييرها بأي قوة, ومهما طال الزمن.

1 comment:

Anonymous said...

الكويت ضحية عملية نصب عالمية!!!

عقدت وزيرة الاقتصاد الفرنسية كرستين
لا غارد مباحثات في الكويت مع مسؤولين كويتيين تركزت حول إنشاء محطة نووية بالكويت لتوليد الطاقة الكهربائية.


الطاقة النووية السلمية أصبح موضوع قديم عفى عليه الزمن ومحفوف بالمخاطرومعظم الدول المتقدمة بدأت تستعمل بدائل أخرى سلمية للطاقة أقل تكلفة وأقل خطرا وتحقق نفس النتائج .. فلماذا لانبدأ من حيث انتهى الأخرون؟ لماذا نشترى دائما التكنولوجيا القديمة سواء فى المجال العسكرى أو السلمى؟ لماذا نحاول أن ندخل فى متاهات النووى ونحن دولة من دول العالم الثالث التى تستورد التكنولوجيا بخيرها وشرها وفى هذه الحالة الشر أكثر من الخير حسب كل الدرسات والأبحاث على مستوى العالم كله ؟

الموضوع بكل بساطة وبعيد عن التعقيدات العلمية هو أن الطاقة النووية وحتى السلمية منها لها مخاطرعلى المدى القصيروالطويل منها أنه لايوجد حل معقول للتخلص من النفايات النووية .. اذا تخلصنا منها فى البحر أو فى أعماق التربة فهى ستسمم المحاصيل والاسماك .. واذا حدث لاقدر الله زلازال وانفجرت المحطة فهذا انفجار نووى كامل .. أما اذا أخطأ عامل فالخطورة قائمة وهناك حادثة “ثرى ميل ايلاند” بالولايات المتحدة و” تشرنوبل ” فى أوكرانيا بسبب التقصير البشرى.. هذا بالاضافة الى ارتفاع نسبة الاصابة بسرطان الدم للبشر المقيم قرب المحطات النووية ” طبقا للتقارير البريطانية والألمانية”.

وأخيرا لابد من ذكر قول خبير الطاقة النووية النمساوى Erwin Mayer فى يوليو 2008 ان ما يحدث الأن هو أخر محاولة قوية جدا للوبى الطاقةالنووية و بصرف النظر عن المفاعلات النووية و خطورة أعطالها والتى تتكرر بصورة تكاد تكون أسبوعية وعدم وجود حل لمشكلة دفن النفايا النووية يرى مثلما يرى العالم النمساوي Peter Weish أن نهاية صناعة المفاعلات النووية فقط قد تم تاجيلها بصورة أصطناعية لأنه على الأكثر فى خلال 40 سنة سينفذ كل مخزون اليورانيوم وهو اللأزم لتشغيل المفاعلات النووية.


الكويت يستطيعون تغطية احتياجاتهم الكهربائيه وكذلك تحلية مياه البحر
من الطاقة الشمسية و طاقة الرياح.

هناك 4 مقالات هامة عن هذا الموضوع و هى النووى كمان و كمان ـ كارت أحمر ـ كارت أخضر ـ الأشعة الذهبية.‏

رجو من كل من يقراء هذا ان يزور ( مقالات ثقافة الهزيمة) فى هذا الرابط:

www.ouregypt.us