Sunday, July 5, 2009

الإعلام الثقافي



لا أظن أنه يوجد مثقف عربي أو غير عربي, لا يعرف مكانة الكويت الثقافية, خاصة في العقود السابقة من القرن المنصرم, حيث كنا نشهد ونتابع أحداثاً ثقافية نوعية, رغم أن سكان الكويت كانوا أقل عدداً, وعدد الصحف كان أقل, وعدد المبدعين كان أقل, ووسائل الاتصال والتكنولوجيا, كانت أقل تقدماً.
ولا يعود السبب لانحسار الاهتمام لدى الشباب بالشأن الثقافي, فعدد منتجي الفن والأدب في تزايد, لدرجة صعوبة المتابعة, وفي حديث عابر مع مسؤولي مكتبة فيرجن ميجا ستور, نجد أن الإقبال على القراءة والمتابعة كبير نسبياً, ونستطيع متابعة التعليق على الكتب الجديدة في المدونات الشبابية, لكن المكتبات المتفرقة في مناطق الكويت والمتباعدة, هي ما تعاني انحسار الإقبال عليها, فالناس تقبل على المجمعات الجامعة لكل شيء, الملابس والمقاهي ودور السينما والمكتبات.
لكن بالطبع لا يخالجنا وهم, بأن معدلات الإقبال على القراءة, أو متابعة الأنشطة الثقافية قد ازدادت, فما زالت النسبة متدنية مقارنة بالدول المتقدمة.
التراجع الذي نلمسه هذه الأيام, يأتي من متغيرات موضوعية, مثل انسحاب االمؤسسات الثقافية الرسمية, من دور المبادرة والريادة, إلى دور الواجب الروتيني, فبعدما كان الهم هو نشر الثقافة, وإبراز دور الكويت الثقافي, أصبح الدور هو تنفيذ المشروعات الموضوعة قبل سنوات, وعدم محاولة تجديدها, أو وضع مشروعات ثقافية جديدة, مما جعل الدور الثقافي الكويتي باهتاً ومكروراً دون إبداع.
والسبب الآخر الذي يجعلنا نلمس خفوت الاهتمام الثقافي, هو دور وسائل الإعلام من صحافة ومحطات فضائية, ففي الصحافة الثقافية الكويتية, لا نجد تسليطاً كافياً على الإبداع الكويتي, رغم أنه في السابق ومع قلة عدد الصحف اليومية, كان يعتبر نشر الكتاب حدثاً ثقافياً, ففي العامين الماضيين صدرت عدة روايات لأدباء كويتيين, لكن لم تعالج هذه الروايات والمجموعات القصصية والدراسات على هذه الصفحات الثقافية, ونادراً ما نجد قراءة لمتخصص لهذه الأعمال, بينما في السابق كان يكتب عن الإنتاج الأدبي والفكري أكثر من كاتب في الصحافة الثقافية, لكن الآن نجد هذه الصفحات تمتلئ بكل الأخبار الثقافية العربية والعالمية.
في بداية هذه السنة صدرت أكثر من خمس روايات كويتية, هذا فقط في بداية 2009 وهو عدد لم يكن مألوفاً في سنوات الازدهار الثقافي, إن جاز لنا التعبير, في السنوات التي كان يقاس فيها أهمية الصحيفة من مستوى صفحاتها الثقافية, ولكن الآن معظم كتاب الصفحات الثقافية, لا يعرفون أدباء ومثقفي الكويت, ويستسهلون المقابلات عبر الهاتف, ومعظم الصفحات الثقافية تحولت إلى أخبار الممثلات والمطربات.
الإعلام الثقافي يعني إبراز الحدث الثقافي, وتسليط الضوء عليه, فالخبر الثقافي ثقافة بحد ذاته, ولا يقل أهمية عن الخبر السياسي, والإعلام الثقافي يعكس مدى تقدم المجتمعات, واهتمامها بالحدث والنشاط الثقافي.
وهناك سبب جوهري آخر, ساهم في غياب المشهد الثقافي الكويتي, وهو الحراك الاجتماعي, وتغير أنماط السلوك والتفكير, إذ أن ذلك يعتبر من المكونات الأساسية لثقافة أي مجتمع, وهذا يجعل حدث إنتاج كتاب وإقامة مهرجان ثقافي, أو ندوة ثقافية, على هامش الأحداث, وينظر لها الناس نظرة اسخفاف ودونية, فالثقافة تعكس الفكر والسلوك ونمط الحياة والإعلام السائد.
والثقافة تعكس وعي طبقي وفئوي, وهذه معرضة للتغير المؤقت, ولذلك نجد أن هناك تمايزاً بين الثقافة السائدة, والتي قد لا تكون متقدمة, وبين الثقافات الأخرى في المجتمع نفسه, والانحسار والتقدم يكونان مرهونان بتقدم المجتمع.

4 comments:

Nikon 8 said...

من وين نقدر نعرف عن الإصدارات الجديدة للمؤلفين الكويتيين؟؟؟
وقصتك الثانية موجود الآن في فيرجن؟

وليد الرجيب said...

nikon 8
يمكن الاستفسار من رابطة الأدباء في العديلية
كما أن عدد لا بأس به من كتب الادباء الكويتيين تباع في فيرجن
آخر روايتين لي موجودتين في فيرجن
اضافة إلى كتاب علم وفن التنويم
مع تحياتي

Nikon 8 said...

أمس ذهبت لفيرجن وشريت قصة اليوم التالي لأمس
راح أقراهاوأقول لك رأيي بصراحة
:)
قريت لك من قبل رواية موستيك
وأستغربت إجادتك اللهجة الفارسية
وما أدري ليش حسيت إن القصة فيها الكثير من ذكريات طفولتك
:)

وليد الرجيب said...

nikon8

صباح الخير
راح تعجبك اليوم التالي لأمس

شكرا لمرورك واهتمامك