Saturday, September 12, 2009

عشق الدم



رغم أن شهر رمضان يدعو إلى الخير والمحبة, شهر يتنزه فيه الإنسان عن الكراهية والحقد ضد أخيه الإنسان, إلا أنني اندهشت من بعض شيوخ الدين الذين يدعون بالموت على اليهود والنصارى, ويدعون لترميل نساءهم, ولتيتم أولادهم, ويدعون عليهم بأقذع ما يمكن أن يسمعه الإنسان السوي.
وفي ظني أن هؤلاء المشايخ, منسجمين مع أنفسهم, على اعتبار أن أدعيتهم تستند إلى روح الدين الإسلامي, الذين يفهموه على طريقتهم, غير مراعين ليس فقط حرمة شهر رمضان المبارك, ولكن الأهم عقول الشباب التي ستلتقط دعوات العنف والكراهية من أفواه مشايخها, وتسعى إلى مرضاة الله كما تعلمتها من خلال القتل والدمار.
فللعنف أصول وجذور, قد لا تكون مباشرة, فمن خلال مقابلة تلفزيونية مع عضو الكونغرس الأمريكي أنتوني وينر ممثل ولاية نيويورك, عرض مناهج مدرسية سعودية, تدرس للصف الرابع والخامس, تدعو لقتل اليهود والنصارى, من خلال أحاديث لا أعلم مدى صحتها, ولكنها خطرة على العقول الصغيرة, فتلك المناهج ستشكل جزءً من تربيتهم ووعيهم, وستغرس فيهم ثقافية إقصائية تكفيرية, سلوكها العنف والقتل والدمار, حتى للمسلمين المخالفين للمذهب أو العقيدة.
ففي رسالة الجهاد لحسن البنا مؤسس حزب الأخوان المسلمين, يقول في خاتمتها:" أيها الأخوان, إن الأمة التي تحسن صناعة الموت, وتعرف كيف تموت الميتة الشريفة, يهب لها الله الحياة العزيزة في الدنيا والنعيم الخالد في الآخرة, وما الوهم الذي أذلنا إلا حب الدنيا وكراهية الموت, فأعدوا أنفسكم لعمل عظيم, واحرصوا على الموت توهب لكم الحياة, رزقنا الله وإياكم كرامة الاستشهاد في سبيله" إنتهى الاقتباس.
هذه التربية الابتدائية, وتعليمات أو تحريضات القيادات الإسلامية, هي جذور الإرهاب والعنف, الذي قد تعلم الحكومات الكويتية أو لا تعلم, بأنها رعته وكبرته وساهمت باتساعه, من خلال مناهج التعليم, والمدرسين المتعصبين دينياً, ومن خلال احتضان التيارات الإسلامية السياسية, وضخ الأموال لها عبر ترسية المناقصات لصالحها, حتى أصبح لديها بنوك وشركات استثمارية ضخمة, وجمعيات في جميع مناطق وأحياء الكويت, لجمع التبرعات التي لا أحد يعلم مصيرها.
وهذا الاحتضان والتبني الحكومي للتيار الإسلامي السياسي, بدأ بإغلاق نادي الاستقلال, الذي كان يضم القوى الوطنية, وإفساح المجال لجمعية الإصلاح الاجتماعي للتوسع وفتح فروعها في جميع مناطق الكويت, بدأ بالتضييق على القوى الوطنية الفاعلة, التي كانت تدافع عن حقوق الشعب, وتطرح مشروعات تنموية, واحتضان وتشجيع للقوى التي قادت الكويت إلى التخلف, والتراجع عن مشروع بناء الدولة الحديثة, وساهمت بالتضييق على حرياته.
نحن أمة تعشق الدماء والأشلاء, لأن جذورنا التربوية تمنع الفرح, وتدعو للعنف والكراهية والتكفير والإقصاء, جذورنا التربوية تحارب الموسيقى والفنون والثقافة, وتشجع على الانتحار وقتل البشر, ومثال جرائم المسلمين ضد المسلمين في العراق وأفغانستان وباكستان, هو مثال واضح لا لبس فيه.
إن إلقاء القبض على الخلية الإرهابية في الكويت, هو واجب أمني, ولكن الأمر لن يتوقف عند هذا الحد, فهذا الفكر وهذه الجذور التربوية, ستنجب مزيداً من الإرهابيين المتعطشين للدماء, المتخفين بأردية الورع والتقوى.
إن القضاء على الإرهاب يكون بالقضاء على الجذور التربوية, التي تفرخه وتغذيه, وتعطيه صكوك الغفران والشهادة, ووعد بالحور العين إن هو قتل الآخر, سواء كان نصرانياً أم مسلماً.
شاهدت فلماً مروعاً في اليوتيوب, لأب باكستاني يدرب ابنته ذات الأربعة عشر ربيعاً, على كيفية نحر رقبة إنسان, وفي تصوير آخر تقوم هذه الطفلة بنحر رقبة رجل مسلم بعد تكبيرها, وتهليل الرجال والنساء والأطفال لفعلها الوحشي, والانترنت يزخر بمثل هذه المشاهد, التي لم يطالب الإسلاميون بمنع بثها.
رحم الله شيوخ الدين التنويريين الكويتيين, أمثال الشيخ عبدالعزيز الرشيد والشيخ يوسف بن عيسى القناعي والشيخ عبدالله خلف الدحيان والشيخ عبدالله النوري وغيرهم, الذين ساهموا بعلمهم وثقافتهم وسماحتهم في بناء الكويت الحديثة, الدولة المتسامحة التي احترمتها شعوب العالم لتسامحها مع الأديان.

3 comments:

Anonymous said...

كلامك زين بس ليش متروس أخطاء نحوية و املائية فشلة انت دكتور هههههههههه

وليد الرجيب said...

أعتذر عن بعض الأخطاء التي كان سببها التسرع وعدم المراجعة نظرا لضيق الوقت, لكنني استغرب من محرر الصفحة المسؤول عن مراجعة المقالات, لم لم يراجع المقال؟
لكن لا عذر لي
فمعذرة

حنظلة said...

من المتابعين لعمودك في "الراي" ودائما نجد في مقالاتك العمق والطرح الراقي المثري للعقول

شكرا لك

وأدعوك لزيارة مدونتي