Saturday, May 9, 2009

كفاءة




هذا الوطن لا يتوقف عن إنجاب المخلصين, الذين يضعون الكويت أولاً, في مقدمة اهتماماتهم, حريصون على مصالحه ورفعته وسمعته, في مقابل من يبحث عن مصالحه الشخصية على حساب الوطن, حتى لو تطلب الأمر بان يعتقل ليخرج بطلاً ثورياً, حتى لو تطلب الأمر شراء الذمم, والكذب والحيلة والزعيق البدائي, والذي يعتبره المتخلفين شجاعة, حتى لو تطلب الأمر خيانة مبادئ هذا الوطن ووحدته الوطنية, حتى لو تطلب الأمر الدوس على القانون والدستور, من أجل القبيلة والطائفة.
يظل هناك مخلصين واوفياء للكويت, يفرحون لفرحها ويتألمون لألمها, وعلى استعداد لفدائها بأرواحهم, هؤلاء وعوا أهمية حسن اختيار النواب, ووجدوا أن الحل للأزمات الشاملة للبلد, وإعادتها لقطار التنمية والتقدم, لا يكون إلا باختيار النائب الذي يملك حساً عالياً بالمسؤولية الوطنية, وصوتاً منخفضاً حكيماً محاوراً بالحجة والاقناع, وحكومة قوية ذات رؤية وقرار.
تحت شعار "فكر.. الكفاءة أولاً", انطلقت لجنة كفاءة التطوعية الشبابية, ونشرت مبادئها الوطنية, وشروط النائب ذي الكفاءة, للمساهمة بإنهاء حالة التدهور الشامل, والجور على الوطن, والمزايدات السياسية الفارغة, وتفتيت المجتمع الكويتي, وأنشأت مدونة توعوية باسم كفاءة.
كما قامت لجنة تطوعية شبابية أخرى, بإنتاج أفلام توعوية, تحت عنوان "صوت للكويت" vote 4 Kuwait, وهي تدعو الشعب الكويتي لاختيار المرشح الوطني, الحريص على البناء والتنمية.
ويعمل شباب وشابات تجمع صوت الكويت, عملاً جاداً ودؤوباً, من أجل توعية الناخبين بأهمية حسن اختيار المرشح, إضافة إلى لجنة مراقبة الانتخابات, المكونة من شباب وشابات يدفعهم حب الكويت, للعمل المجهد من أجل انتخابات مشرفة, تليق بالكويت وسمعتها الدمقراطية.
وفي هذه الانتخابات, نرى بوضوح استعدادات المرأة الكويتية, سواء كانت مرشحة أم ناخبة, وحرصها على المشاركة الواعية, بإيصال من يستحق أن يمثلها من الجنسين.
ولذا سيكون هناك تغيير في شكل ومضمون المجلس القادم, حتى وإن كان طفيفاً, إلا أن تبدل الوعي قد حدث بالفعل, وبدأت الأغلبية الصامتة بإيصال صوتها عبر العمل لوصول المرشح المنتظر, الذي يعول عليه الكويتيين لإعادة قطار العمل السياسي والدمقراطي على السكة.
كل ذلك يحدث بأيدي وعقول وقلوب الشباب والشابات, بدون منة أو أجر أو غاية سوى رفعة الوطن, وقد أثبت الشباب أنهم أهل للمسؤولية, مثلما أثبتوا ذلك في صمودهم ومقاومتهم أثناء الاحتلال, أثبتوا أنهم ضد الاحباط واليأس, أثبتوا أنهم الدرع الواقي الحقيقي لأمان الوطن, وحفظه من التشظي.
ففي الوقت الذي تزيد فيه بعض الأصوات النار أواراً, في الطرح الفئوي البغيض, واستخدام كل الأدوات المشروعة وغير المشروعة, من أجل الوصول إلى كرسي البرلمان, تقوم مجاميع الشباب والشابات, بأعمال رائعة من أجل انقاذ الدمقراطية من براثن الجهل والتخلف, وتقف مواقف مشرفة من أجل تحسين صورة الإنسان الكويتي أمام العالم.
هؤلاء الشباب والشابات, هم مثال المواطنة الصالحة, وهم الإضاءة والإيماءة بأن الكويت باقية, وألقها عائد لا محالة, هم الأمل في ظل الاحباط, هم الوعي الجديد في مواجهة التخلف, هم الوردة في صحراء قاحلة.
نتمنى أن نكون قد وعينا الدرس, وأفقنا من الصفعة القاسية, وقررنا أن نحسن اختيار المرشح الذي يحب الكويت.

No comments: