Sunday, May 17, 2009

وماذا بعد؟




انتهت أمس المعركة الانتخابية, واختار الشعب الكويتي ممثليه في البرلمان, والذي نرجو أن يكون اختياراً مناسباً للمرحلة القادمة, التي تحتاج إلى حس وطني عال بالمسئولية, يكون عنوانه كل الجهود للتنمية واعادة بناء الكويت, بعدما عطلته ودمرته يد الأنانية, وضيق الأفق.
وقد أظهرت الأيام القليلة, والتي سبقت يوم الانتخاب, وعياً شعبياً ومن جميع الفئات, بضرورة المبادرة لإنقاذ البلد من براثن الضياع والمجهول, وتبدى هذا الوعي بتحركات شبابية تطوعية, ومؤسسات ذات نفع عام, ومبادرات فردية, وحتى من بعض وسائل الإعلام الشريفة, دلت على حرص الشعب الكويتي على الديمقراطية الغالية, التي ناضل من أجلها الأجداد والآباء.
كان رد الشعب الكويتي على الغوغائية والتخلف واضحاً, فالمدونات الشبابية والأفلام السينمائية التوعوية جواباً أكيداً على التساؤل: "اين الشباب الكويتي؟", كان الاستقبال الحاشد لسمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد, جواباً واضحاً على أخلاقيات الشعب الكويتي وقيمه, سواء كانوا معه أو ضده, لكنهم بالتأكيد ضد الإساءة والتجريح, كانت الحملة لمناصرة المرأة والدفاع عن أسيل العوضي رداً على التكفير والفتاوي غير الشرعية, وأخيراً كانت ندوة حمد الجوعان الحاشدة جواباً قاطعاً لمن حاول التعويل على انتصار القبيلة والطائفة على الدولة, على من وضع خطوطاً حمراء, وهدد الدولة واستهتر واستهان بقوانينها, وتحداها أن تقف بوجه القبيلة والانتماء المزدوج.
تكلم الشعب بصوت عال, وأثبت حبه الكبير لوطنه, وأثبت عدم رهبته من الصوت العالي, وعدم خوفه من تحريك المجاميع وسد منافذ الشوارع, وعدم انخداعه وإذعانه للترهيب الديني وطرق التكفير اللاأخلاقية, وانتهازية التيارات الإسلامية, وأجندتها التي ترمي لوأد حريات الشعب وإرادته الحرة, وتدعو إلى تفتيت وحدة الشعب الوطنية, من أجل مصالحها التي غدت مكشوفة للجميع, وغلفت هذه المصالح بغلاف الدين.
والآن ماذا بعد؟ ألا يستحق كل هذا الحب والإخلاص من الشعب الكويتي, حكومة تحقق آماله, وتعيد له تفاءله؟ حكومة قوية متآلفة من رجال ونساء أكفاء, تطمئن الناس على مستقبل أطفالهم, ألا يستحق كل ذلك الوفاء, وفاء مقابلاً من الحكومة؟
الشعب يريد أن يرى تغيراً في رؤية الحكومة لمستقبل الكويت, يريد جرأة في مواجهة معطلي التنمية, والمقتاتين على أزمات البلد, يريد أمناً حقيقياً وتطبيقاً مستحقاً للقانون, يريد جدية في تنفيذ مشروعات التنمية, وتطوير البنى التحتية, يريد إنشاء المستشفيات والمدارس وتحسين الطرق, والقضاء على الأزمات المرورية, يريد ضرب الفساد واقتلاع جذوره, يريد تعليماً راقياً ومواكباً للتقدم العالمي, يستثمر الإنسان الكويتي لبناء مستقبل بهي ومشرق.
الشعب يستحق تطبيقاً عادلاً للقانون, وإعادة لهيبة الدولة والقضاء, يريد أن يكون المتنفذ الوحيد في البلد هو الشعب الكويتي, وليس الأفراد الفاسدين والسارقين للمال العام, يريد أن تستعاد الكويت من خاطفيها, بعد غياب ثلاثين سنة.
وماذا بعد؟ نريد أن تتوحد القوى الوطنية بجميع أطيافها, وتعمل كتفاً بكتف, من أجل لا عودة الانحطاط الذي تسبب به المارقين والباصقين في صحن نعمة الكويت, من اجل نبذ التشظي بين المخلصين, والاصطفاف ضد قوى الظلام والتخلف, ضد النهب والإرهاب.
آن الأوان لنهضتنا, من أجل الكويت أمنا.

2 comments:

fastfooder said...

الشعب, او القليل منه يريد - بالاضافة الى ما ذكرت - ان يرى احترام للبشر و حقوقه, الاهتمام بالبيئة, اعطاء المرأة حقوقها المسلوبة وان تكون جميعها اولويات تحمل نفس الثقل و الاهمية. تلك امور لا تتحقق الا بوجود مجلس و حكومة قويان.. اتمنى انهم ما يخيبون املنا للمرة المادري جم

بوست جميل

*بين يدي الآن (اليوم التالي لأمس) اعطيك رايي المتواضع بعد الانتهاء منها :) شكراً

وليد الرجيب said...

fastfooder
شكرا للتعليق
أتمنى أن تعجبك اليوم التالي لأمس
فيها جزء من حلمي الكويتي