Saturday, October 3, 2009

ما مشكلتنا؟




في الأسابيع الماضية, تم افتتاح مشروعين تنمويين ضخمين, المشروع الأول هو افتتاح مترو دبي, والمشروع الثاني هو افتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية, وهما من المشاريع الخليجية التي نفخر بها.
وهذان المشروعان, يعمقان من ناحية أخرى, الخيبة الكبيرة التي تسكن الشعب الكويتي منذ ثلاثين عاماً, الذي اغتصب الفساد آماله ببناء دولة حضارية حديثة, وأجهض سراق المال العام أحلامه, في تأمين مستقبل آمن لأبنائه.
في دبي هناك شجاعة ومبادرة, وفي المملكة العربية السعودية, هناك رجل آمن بضرورة العلم والانفتاح على العالم, في دبي قال الشيخ محمد بن راشد ذات مرة: "أريد أن تكون دبي الرقم واحد, ولن أرضى بغير المركز الأول", وهو رجل يقول ويفعل, ولا يخشى المشاركة في السباق العالمي من أجل الأفضل لشعبه, لديه روح تنافسية عالية, ويحب أن يرى الفرح بعيون أبناء شعبه, وفي الشارقة هناك رجل آمن بالثقافة, وقدرتها على خلق مواطن مهذب النفس, فالثقافة تترك تأثيراً جوهرياً على تحضر الشعب وانفتاحه على المدى البعيد, هو آمن بالإنسان كثروة أساسية للتقدم والبناء.
وفي المملكة العربية السعودية, يضرب خادم الحرمين الشريفين مثالاً للقوة وبعد النظر, فالجامعة التي افتتحت في جده, هي صرح علمي دولي, يضاهي أحدث ما وصل إليه البحث العلمي في العالم, وإضافة جادة لمراكز البحث العلمية في الكرة الأرضية, ولأن الرجل يدرك بحكمته, أنه لا يستقيم التقدم العلمي, مع التخلف الاجتماعي, وأنه لا تعارض بين العلم والدين, فقد اتخذ قراراً شجاعاً بضررة اختلاط المرأة بالرجل, وعدم السماح لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بدخول الحرم الجامعي, وبذلك يقول لا سلطة فوق سلطة القانون, ولا سطوة فوق سطوة العلم والتقدم, ليبق الدين لله والوطن للجميع, ولتلج المملكة العربية السعودية للقرن الواحد والعشرين, ولو بتأني.
قد تبدو النظرة مثالية, والآمال أكبر مما يحتمله الواقع ومعطيات التاريخ والتحول الاجتماعي والسياسي في هذه الدول الخليجية الشقيقة, لكن الغريق يتعلق بقشة, فكل ثقب يدخل منه علينا هواءً في زنزانة التخلف التي نعيش فيها, ينعشنا ويطيل أمد بقائنا, وآمالنا بعدوى التغيير, أو الغيرة الإيجابية.
الكويت, البلد الدمقراطي الأول في الخليج, والنموذج الذي كان يحتذى, أصبح أكثر النماذج تدهوراً في مشاريع التنمية, وبناء الإنسان, فقد نشرت القبس في عدد يوم الجمعة 25 سبتمبر 2009م, تقريراً لمنظمة الشفافية العالمي, يشير أن الكويت قد تراجعت 5 درجات في مؤشرات مدركات الفساد, وبذلك يصبح ترتيبها الخامس بين دول الخليج, والمخجل في التقرير أنه يذكر أن "البرلمان الكويتي يأتي على رأس المؤسسات التي استشرى فيها الفساد", كما أن رئيس الوزراء الأسبق توني بلير, يشير في تقريره عن تردي المستوى التعليمي في الكويت, إلى دون المعايير الدولية في التعليم, والأسباب التي ذكرها يعرفها جميع الكويتيين, وكتب حولها الكثير في الصحافة الكويتية.
ورغم كل هذه التقارير المخجلة بحق الكويت, وغيرها مما يعرفه الشعب الكويتي, ما زال بعض النواب يطالبون بتبديد الأموال لدغدغة مشاعر المواطنين, دون الالتفات لمستقبل الوطن وأجيالنا القادمة, وأصبح بعض الفاسدين من عديمي الضمير, أشبه بالجراد الذي يحط على حقل أخضر, ويغادره صحراء قاحلة.
ما زلت الدولة تضاعف نفقات التعليم الجامعي, بسبب من قانون متخلف يمنع الاختلاط في الجامعات والمعاهد, وتغيرت ملامح الساحة الكويتية, وتضاعفت أعداد العمالة الهامشية, بسبب تجار البشر, وتطول وبشكل يومي قوائم التردي والفساد والتخلف, ولا فرسان في الساحة يستجيبون لنداء الكويت.
وهنا نكرر بأننا لا نستثني أحداً, ولا نستثني سلطة أو مؤسسة, فالجميع مدان أما بالمشاركة في الفساد, وأما بالضعف والتخاذل, وغياب القرار الجرئ.

1 comment:

مريضة ٌ بالوطن said...

أنني حين أقرأ لمن هو مثلك .
أقول في نفسك :
ما زلنا بخير .. ما زالت عقولنا بخير ..

لم أعتد عبارات المجاملة أو التصفيق ..
لكنّك هنا أجبرتني أن أصفّق .. و لو بيدٍ واحدة ...

استاذي ان سبب المشكلات التي عرضتها هنا يرجع الى وأد أصحاب الكفاءات,وترجيح كفة الأغبياء وغير الأكفاء من ذوي المصالح الضيقة

ان كل شيء تغير

حتى نحن تغيرنا .... لكن بكل أسف , نحو الأسوأ .. والى الاسفل واذا استمرينا على هذا الحال فإننا سنقضي ما تبقى من حياتنا في مقابر الجهل والتخلف.