Sunday, April 11, 2010

صناعة الحرب والسلم العالمي



تشير بعض الدوائر الإعلامية في الولايات المتحدة, وأوربا وآسيا واستراليا, إلى أن حرباً دولية ثالثة, تستخدم فيها الأسلحة النووية, هو أمر وارد في الفترة القادمة, خاصة بعد الأزمة الاقتصادية العالمية.
وتستند هذه الدوائر في تحليلها, إلى أنه منذ سقوط الاتحاد السوفييتي, ومنظومة الدول الاشتراكية, وانتهاء الحرب الباردة, سعت الولايات المتحدة إلى فرض نفسها كقطب واحد في الكرة الأرضية, وقامت بإجراءات لتعزيز نفوذها سياسياً واقتصادياً وعسكرياً.
ومع وصول "المحافظون الجدد", إلى الحكم في الولايات المتحدة, جرى تعزيز هذه السياسة, والتي وصلت ذروتها, في عهد بوش الإبن, فشركات هاليبورتون, والتي كان يرأسها ديك تشيني, نائب الرئيس الأمريكي, ومن خلال شركتها التابعة (براون أند روت), تشمل خدماتها البناء والإدارة والدفاع العسكري,
والقواعد العسكرية, والدعم اللوجستي والعمل الاستخباري، وتسليم البريد، وتوفير وجبات الطعام الساخنة, وتدريب الجيش والشرطة العراقية.
هذه الشركة قد فازت بعقود تزيد قيمتها على 1.7 مليار دولار أمريكي, تحت نظام عدم الدخول في مناقصة, أي دون منافس آخر no-bid system, وكان ذلك بعد ستة أشهر فقط من دخول الجيش الأمريكي للعراق عام 2003م, وارتفع سهم الشركة بنسبة أكثر من 50% في سنة واحدة, جراء الحرب على البلقان والعراق, ومنذ ذلك الحين تضاعفت الأرباح, فوصلت في عام 2005 إلى ثلاثة أضعاف, أي إلى 2.7 مليار دولار, في الوقت الذي عانت فيه القطاعات الاقتصادية الأخرى في الولايات المتحدة, من إنخفاض في أرباحها, فاخرت هاليبورتون في عام 2008, أنها حققت زيادة 20% في الأرباح, يبلغ إجمالها 4 بليون دولار.
وتقول هذه الدوائر الإعلامية: وإذا علمنا أن الولايات المتحدة, ومن خلال هذه الشركة, أقامت قواعد عسكرية في أكثر من مئة دولة في العالم, منها في بريطانيا واستراليا والتشيك وبولندا والشرق الأوسط, وهذه القواعد موجهة بالأساس ضد الصين وروسيا, اللتان تحاولان الإستقلال عن السيطرة الأمريكية, كما وسعت الولايات المتحدة حلف الناتو شرقاً, باتجاه الدول الاشتراكية سابقاً, من أجل تطويق روسيا والصين عسكرياً.
وتستمر الولايات المتحدة, في دعمها للاحتكارات المصنعة للسلاح النووي وغيره, إضافة إلى المخزون الهائل للأسلحة النووية, لاستخدامه وقت الحاجة, وخاصة بعد ازدياد التناقضات الحادة, بين الدول الصناعية, الولايات المتحدة والإتحاد الأوربي واليابان, من أجل حصة أكبر, وبقاء الصين وروسيا والهند خارج الدائرة, مما ينذر بتوتر بين هذه التكتلات, وتدمير الأرض بحرب نووية غير مسبوقة في التاريخ.
فمنذ سقوط الاتحاد السوفييتي, شنت الولايات المتحدة حروباً, في كل من البلقان وأفريقيا والشرق الأوسط وأفغانستان, تحت ذرائع مختلفة, من أجل ضمان تدفق الطاقة, ودعم الشركات الكبرى والاحتكارات لديها, وهذه الحروب كبدت الولايات المتحدة, والدول التي جرت فيها الحروب, خسائر مالية فادحة, وخسائر بشرية يصل مجموعها في هذه البلدان الملايين.
وجرى تهميش المؤسسات الدولية وتحجيمها, واختفى نظام السلم الدولي, الذي كان يقوده الاتحاد السوفييتي, وضعف دور دول عدم الانحياز, وقد كان قوة هامة في السياسة الدولية من أجل السلام.
ويبدو أن انتخاب أوباما, جاء كرغبة في التغيير, وينتظر الشعب الأمريكي, التجديد النصفي المقرر في نوفمبر لمجلس الشيوخ, للتخلص من اليمين المتطرف في الحزب الجمهوري.
إن الظروف التي يمر بها العالم اليوم, تشبه حد التوأمة, الظروف التي مرت عليه عشية الحرب العالمية الثانية, ولذا يجب عودة الاعتبار, إلى نظام السلم الدولي, والتعايش بين الدول المختلفة, وحق الأمم في تقرير مصيرها, ودعم دور منظمة الأمم المتحدة, والاستماع إلى دعوات الشعوب, لإنقاذ البشرية من حروب مدمرة ومحتملة, ستدمر هذه المرة كامل الكرة الأرضية.



2 comments:

Unknown said...

مجموعة من القابضين على السلطة غاية أمانيهم المال و المال فقط و يزهقون في طريقهم أرواح البشر . نعوذ بالله من شرورهم و لا حول و لا قوة إلا بالله

العلم نور said...

التغيير قادم لا محاله .. لكن في هذه المرة لن سيكون من دول القطب الواحد بل من مكان غير معروف على المستوى السياسي وهو سيكون الضربة القاضية لكل الحروب