Sunday, April 6, 2008

نحن أفكارنا




هناك قوانين فيزيائية طبيعية حتمية, أي تعمل خارج وعينا, فسواء عرفناها أم لا, آمنا بها أم لا, هي تعمل كقانون طبيعي مثل قانون الجاذبية لإسحاق نيوتن, فعندما يسقط شخص من بناية عالية لا يهم هو ابن من, أو إن كان لديه شهادة عليا أو إن كان طيباً أو شريراً, فلا بد أن يسقط إلى الأسفل, لا أحد يسقط إلى الأعلى, كذلك هناك قانون فيزيائي طبيعي حتمي آخر لنيوتن, مفاده أن لكل فعل ردة فعل مساوية له بالمقدار ومعاكسة له بالاتجاه, فإذا ضربت كرة على الحائط فلا بد وأن تعود إليك بنفس القوة.
حسب فيزياء الكم أو quantum physics, وهي من العلوم الحديثة, وحسب طبيعة وظائف العقل الباطن, فإن أفكارنا ومشاعرنا هي ما تصنع واقعنا, فالأفكار والمشاعر هي فعل ولذا يمكن قياسها بجهاز تخطيط المخ EEG, وما دامت فعلاً فبالتأكيد لها ردة فعل, فالأفكار الإيجابية تأتينا بمثلها, والأفكار السلبية ترتد إلينا بمزيد من السلبيات, والمدهش أن ترددات أفكار وطاقة المحبة هي أقوى ترددات.
ويقول هذا العلم أن الكون واحد, فكل الكون بما فيه نحن فيزياء ورياضيات, كل شئ في الكون عبارة عن طاقة, والأفكار والمشاعر هي طاقة, فإذا كانت مشاعرنا وأفكارنا إيجابية كانت طاقتنا إيجابية, والعكس صحيح.
وبمراجعة سريعة للتاريخ نجد أن كل الأديان وكل الفلسفات والحكم والعلوم تقول نفس الشئ وتدعو إلى الأمر ذاته, مثل "تفاءلوا بالخير تجدوه" أو "الحسنة بعشرة أمثالها" أو "من يزرع الريح يحصد العاصفة", ويؤكد العلم الجديد "العلاج بالأفكار Noesitherapy, أن هناك ردة فعل بيولوجية لأفكارنا ومشاعرنا, ونستطيع التحكم بصحتنا النفسية والبدنية بناء عليها, فإن كانت أفكارنا إيجابية فكل عضو وخلية وعصب في أجسامنا تعمل بكفاءة تامة, وإن كانت أفكارنا ومشاعرنا سلبية, فهناك ضغط على أجهزتنا الداخلية وخلل في وظائفها, وهناك شعر ينسب لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه يقول:
دواؤك فيك وما تشعر وداؤك منك وما تبصر
وتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر
وهذان البيتان يؤكدان على صحة وحدة الكون كما توضحها فيزياء الكم, وعلى ردة الفعل البيولوجية كما يؤكدها علم العلاج بالأفكار, إذاً ما نريده في هذه الحياة نستطيع تحقيقه سهولة, فقط بأفكارنا ومشاعرنا سواء الصحة أو السعادة أو النجاح, والعلماء يشبهون الكون بمرآة عاكسة, وبما أن أفكارنا أفعال إذاً لا بد وأن تأتينا بمثلها, كما يقول المثل "الطيور على أشكالها تقع.
ويعرف العلم أن الإنسان لديه دماغ, يحوي عقلين واع وباطن, والعقل وظيفة, ووظيفة العقل الواعي هي المنطق والأرقام والكلام والمقاييس..الخ, لكن ليس من وظائفه الحلول والإجابات, فقط تحديد الأهداف, أما الحلول والإجابات فهي من وظائف العقل الباطن وكذلك كل إمكانات الإبداع والخيال وأرشيف الذكريات, وإذا أردنا تحقيق شئ فنحن نطلبه بالعقل الواعي أي بوعينا, ونترك العقل الباطن يرتب الأمور والظروف والحوادث لتحقيق هذا الهدف, ومشكلة معظم الناس أنهم يحاولون حل مشاكلهم وإيجاد أجوبة من خلال وعيهم, والعقل الواعي لا يعرف لا إجابات ولا حلول, هو فقط يحيرنا وكثرة استخدامه تمرضنا, رغم أننا نعرف المنطق من خلاله, لكننا لا نعرف لماذا نتصرف خارج هذا المنطق, وكأن مشاعرنا هي التي تتحكم بنا رغم إرادتنا.
إذاً حسب قوانين الطبيعة الحتمية لنيوتن, وقوانين النسبية لأينشتاين, وقوانين الديالكتيك, نستطيع تحقيق ما نريد تحقيقه, وهذا أمر حتمي لا يمكننا تغييره أو معاكسته, فكل شئ في الكون يسير حسب هذه القوانين.
في السياسة الأمور نسبية, وليست مطلقة فإذا رشحت نفسك لانتخابات مجلس الأمة, فليس مهماً إن كنت وطنياً أم فاسداً أو سارق مال عام, في السياسة لا يوجد أسود وأبيض, ونجاحك من عدمه يعتمد على فهمك للعبة السياسية وطبيعة التحالفات, وإلا ستضع اللوم على الشعب الكويتي لجهله وجحوده, لأنك طبقت القوانين الفيزيائية الحتمية على شئ نسبي, ومثال لنسبية الزمن يقول أينشتاين أنه لا يوجد زمن, فالزمن افتراضي الزمن يقصر عندما نكون سعداء, ويطول عندما نكون تعساء, نحن نصنع الزمن بعقولنا, وعندما نجعل عقولنا مفتوحة نتعلم بسرعة قياسية, وعندما نكابر فذلك يعني أن أفكارنا ومشاعرنا سلبية وسيرتد علينا بمثلها حسب قوانين الكون.
ولنتذكر أن ننطلق في حياتنا دائماً من مبدأي المحبة والاحترام.

1 comment:

عبثي said...

أفكار حمد بشكل ٍأكثر وضوحاً

http://www.alraimedia.com/Templates/frNewsPaperArticleDetail.aspx?npaId=37922

أو

http://www.alraialaam.com/PdfFiles/10510/p19.pdf