Sunday, April 20, 2008

أسلمة العلوم




كلما قدمت محاضرة سواء داخل الكويت أو خارجها, عن علم العلاج بالطاقة أو علم العلاج بالأفكار, أو أي علم آخر حول التنمية الذاتية أو حتى علم النفس, لا بد وأن يظهر لي أحد من بين الجمهور ليقول لي:"هذه بضاعتنا ردت إلينا", وأساساً كان هذا العلم في الإسلام ثم أخذه الغرب.
فعندما انتشر في التسعينيات من القرن الماضي المنهج الياباني في العلاج بالطاقة "ريكي", قالوا أن هذه الكلمة مأخوذة من "الرقية", وأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يرقي أصحابه, واليابانيون اكتشفوا ذلك لاحقاً, وعندما تحدثت بتلفزيون الوطن قبل ثلاثة أسابيع عن العلاج بالأفكار أو Noesitherapy ونشرت مقالة بذلك في موقعي الإلكتروني, وكيف أن العالم الياباني إيموتو اكتشف أن الماء يتأثر بأفكارنا ومشاعرنا الإيجابية أو السلبية, ويتأثر كذلك بالموسيقى, كتبت إحدى المواقع الإسلامية أن إيموتو أخضع ماء زمزم لنفس التجربة وشاهد كريستالة جميلة, ثم قرأ إيموتو البسملة على الماء, فأصبحت الكريستالة رائعة!!
الآن لنبدأ بالريكي, الريكي كلمة يابانية مكونة من مقطعين "ري" وتعني الكون "وكي" وتعني الطاقة, ويقابلها "تشي" باللغة الصينية, واللغتان اليابانية والصينية قديمتان جداً, إذا ريكي لا تعني رقية كما يدعون, كما أن الطاقة موجودة منذ الأزل أي قبل أن يخلق الإنسان, فما دام هناك في الكون مادة وحركة إذا هناك طاقة, في كل شئ كان صغيراً أم كبيراً إلكترونات تتحرك وحركتها تنتج طاقة, مما يعني أن الكون عبارة عن طاقة, إذا الطاقة أيضاً سمة بشرية وليست إسلامية, أي يستطيع استخدامها المسلم والمسيحي واليهودي والبوذي والملحد, أما القول أن الرسول كان يرقي أصحابة فهذا صحيح لأن الأنبياء والصالحين أفكارهم ومشاعرهم ونواياهم إيجابية, وهذا ما يتطلبه العلاج بالطاقة, فإذا كانت نية الإنسان البوذي إيجابية يستطيع استخدامها, فالله هو من خلق الإنسان والإسلام لم يخلق الإنسان, الطاقة كانت قبل الأديان والإنسان.
أما عن العالم إيموتو وكيف قرأ البسملة على ماء زمزم, فهذا إدعاء غير صحيح مع الاحترام لقائله, فقد بدأ إيموتو تجاربه بتأثير موسيقى بتهوفن وموزارت ودفوراك على الماء, ووجد أن كريستال الماء يصبح جميلاً, وعندما عرضه على موسيقى الروك المزعجة heavy metal أصبح الكريستال بشعاً, ولأن الموسيقى عبارة عن أفكار ومشاعر فكر إيموتو أن يعرض الماء لأفكار ومشاعر البشر, فأخذ ماءً آسناً وجعل "كاهناً بوذياً" يقرأ عليه من كتابهم المقدس, فأصبح الماء نقياً وكريستاله جميلاً, فاستمر بتجاربه التي يعرفها العالم أجمع كثورة في العلم, وجاء بزجاجتين لهما غطاء ووضع بداخلهما رزاً مسلوقاً ثم صب عليهما ماءً وأقفلهما, وكتب على إحداها "أحبك" وعلى الثانية "أكرهك", ولمدة ثلاثين يوماً كان يخاطب الزجاجتين بهاتين الكلمتين, بعد شهر تعفن الرز في الإناء الثاني الذي كتب عليه "أكرهك" بينما لم يحدث شئ للإناء الذي كتب عليه أحبك, وأكد هذا الأمر الجراح الاسباني أنجل سكوديرو, الذي اكتشف في السبعينيات من القرن الماضي وبشكل منفصل عن إيموتو, أن هناك ردة فعل بيولوجية لأفكارنا ومشاعرنا, وهذا ما يسبب المرض والشفاء, وأنا شخصياً تواصلت مع سكوديرو في العام الماضي وتعلمت منه, وأصبحت أول معالج بالأفكار في الشرق الأوسط.
ويقول هذا الموقع الإسلامي أنه يرفض الموسيقى فهي منكر, رغم أن تجارب إيموتو بدأت مع الموسيقى, وإيموتو لا يعرف البسملة وقد لا يعرف الإسلام لكنه أصدق من هؤلاء مدعي الإسلام ومشوهي العلم.
وغريب إصرار هؤلاء على نسب كل شئ بما فيها العلوم إلى الإسلام, والدفاع باستماتة وغلو عن الإسلام وكأنه دين ضعيف, وهذا يعكس قلة ثقة في إيمانهم وفي دينهم, وبالمناسبة فالمملكة العربية السعودية حرمت الريكي والتنويم وغيرها من طرق العلاج والتنمية الذاتية, ورغم الأفلام المنتشرة في الإنترنت عن تجارب إيموتو وسكوديرو بما فيها تأثير الموسيقى وقراءة الكاهن البوذي, إلا أن هذا الموقع يرفضها ويأخذ ما يريده لمصلحته, لكن كما هي العادة يرفضون العلم والتقدم, ثم يمتطونه لمصالحهم السياسية كما حدث مع أجهزة التكييف "التي تغير هواء ربي" كما كانوا يقولون, وكذلك المحطات الفضائية, والآن جاء دور العلوم والمنجزات الرائعة للبشرية الخلاقة, وهذا تشويه معيب للإسلام وإضعاف له وللمؤمنين به.

No comments: