في السنوات الأخيرة, اكتشفت أن العلوم باختلافها والآداب, يجمعها أشياء مشتركة, فعلم النفس والطب والفلسفة والفيزياء والرياضيات والآداب والفنون, كلها تنطلق من نواة واحدة, هي عقل الإنسان وتحديداً الأفكار, وهي تشبه الخلايا الجذعية التي تشكل بقية الإنسان وتفاصيله المتخصصة, مثل العظام والعيون والآذان..الخ.
والقوانين العلمية الحتمية, أي التي تعمل بغض النظر عن وعينا بها, تنطبق على كل شيء في الكون بما فيها أفكارنا ومشاعرنا وتكويننا البيولوجي, ومثل هذه القوانين الفيزيائية, قانون الجاذبية وقانون الفعل ورد الفعل لاسحاق نيوتن, وقانون النسبية لأينشتاين.
وعقولنا الباطنة تستجيب للإيحاء, وتتعامل معه وكأنه حقيقة وواقع, كما تحدث ردة فعل بيولوجية, ونستطيع عبر خيالنا وذاكرتنا استدعاء كل ما يخص حواسنا الخمس, فبالخيال نستطيع العودة للماضي والذهاب للمستقبل, والانتقال في المكان.
وحسب قوانين الفيزياء, وقوانين العقل الباطن, وقوانين علم تأثير الأفكار والعلاج بها noesiology & noesitherapy, فإن هناك ردة فعل بيولوجية بدنية لأفكارنا ومشاعرنا وأخيلتنا, فإذا كانت أفكارنا إيجابية فإن كل عضو وخلية وعصب في أجسادنا تعمل بكفاءة تامة, وتكون مناعتنا قوية, وعقولنا تطيعنا بدقة, ونستطيع في هذا الوضع تخدير أنفسنا ويتوقف النزيف فوراً وتلتئم الجروح بسرعة قياسية, ويستطيع الإنسان مخاطبة أي عضو في داخله, فمثلاً يستطيع الإنسان خفض ضغط دمه بمجرد التفكير بذلك, ويستطيع القضاء على السرطان بسرعة كبيرة, كما تجرى بهذه الطريقة عمليات جراحية وعمليات ولادة, ولوحظ أن الطفل الذي يولد بهذه الطريقة يكون ذكاؤه عالياً ونموه سريعاً, كما يمكن للإنسان إذابة الشحم في جسمه, ووقاية نفسه من الأمراض, وإطالة عمره, ويقول ابن سينا:"أن الفكرة قوية جداً, وقادرة على شفاء الناس أو مرضهم".
وقد رأيت فلماً علمياً لرجل شل جسمه وتوقفت كل وظائفه الحيوية, ما عدا أفكاره وتعبيره برمش العين, كان قد أصيب بحادثة تحطم طائرته الخاصة, يقول هذا الرجل: إذا كنت تملك أفكارك فأنت تملك كل شيء, ولذا قررت الخروج من المستشفى مشياً على قدمي في عيد الفصح, وفي نفس اليوم الذي حدده بفكره خرج ماشياً بصعوبة من المستشفى.
من أسس هذا العلم وهذه المدرسة هو الجراح الاسباني أنجل سكوديرو, الذي تشرفت بالتواصل معه والتدرب على يديه, وقد علمت العديد من الناس هذه الطريقة ليساعدوا أنفسهم, فمثلاً أتتني امرأة لديها ورم سرطاني تحت الابط حجمه 8 سم, ورأيت الأشعة والتقرير اللذان يؤكدان على وجود هذا الورم, وكان الأخصائي قد أعطاها موعداً بعد أربعين يوماً لأخذ عينة, فعلمتها طريقة القضاء على السرطان, ولم أرها إلا بعد أن ذهبت لأخذ العينة منها, قالت:" أن الأمر يبدو كالمعجزة عندما فحصت لم يكن هناك أي أثر للورم", وإمرأة أخرى كانت قد زارتني للتخلص من الضغط النفسي, ولكني رأيتها تحرك ذراعيها بصعوبة, فقلت لها :"ما رأيك أن أعلمك طريقة للتخلص من جمود ذراعيك"؟ فوافقت, ولما بدأت باستخدام هذه الطريقة ذهلت من النتيجة الفورية, حتى أنها قالت لي أنت عملت سحر؟ فقلت: أبداً هذا علم.
وبالطبع الأفكار والمشاعر هي طاقة, فإذا كانت أفكارنا ومشاعرنا إيجابية فطاقتنا إيجابية, والعكس صحيح, وهذا ينطبق على الفن والأدب, فهي عبارة عن أفكار ومشاعر ولذا فهي تعدينا بالطاقة, والعالم الياباني إيموتو عرض الماء لمجموعة من السمفونيات لبيتهوفن وموزارت ودفوراك, وجمد هذا الماء فوجد أن كريستال الماء أصبح جميلاً جداً, ثم عرضه مرة أخرى لمشاعر وأفكار سلبية فخرج الكريستال بشعاً, وعرض أرزاً في زجاجتين كتب على أحدها أحبك وعلى الثانية أكرهك فبعد شهر عفن الأرز المعرض للأفكار والمشاعر السلبية, ومعظم هذه التجارب العلمية موجودة على الإنترنت.
ويطول الحديث عن تأثير الأفكار, وفي المقالات القادمة سأذكر نماذج من الأدب وتأثير الإيحاء فيه والأدب يقدم نموذجاً قوياً لتأثير الإيحاء, هذا العالم المذهل الأخاذ منذ الأساطير والحكايات الشعبية إلى الأدب الحديث.
No comments:
Post a Comment