Sunday, May 24, 2009

وانتصرت الكويت




يثبت الشعب الكويتي مرة أخرى, أنه لا يرضخ للترهيب والتهديد والتكفير, يثبت هذا الشعب أنه يحب وطنه ويتوق لحريته, وأنه عنيد في تحقيق أحلامه وعودة وطنه إلى طريق النماء والتقدم.
قال الشعب الكويتي كلمته, ورد الصفعة بصفعة أقوى, وخرج الكويتيون وعملوا كتفاً إلى كتف لنصرة وطنهم, ولم يخيبوا الرجاء, كما فعلوا عند احتلال بلدهم, إلتفوا واصطفوا في وحدة وطنية عصية على أعدائهم.
وضع الرجل يده بيد المرأة, وصوتوا للكويت, صوتوا للمستقبل, واوصلوا الرسالة الكويتية الواضحة, والتي فحواها لا لإهانة الشعب الكويتي, لا لتقييد حرياته باسم الدين, لا لإهانة المرأة الكويتية والانتقاص من حقها, لا للتخلف والجهل, لا لاستغلال الدين من أجل المصالح الشخصية, لا للخداع والكذب والتشويه اللاأخلاقي ضد أبناء وبنات هذا الوطن.
انتصرت الكويت عندما انتصرت المرأة, وتوجت نضالها بانتزاع حقها من أنياب التخلف, وأثبتت للعالم أجمع أنها ابنة هذا الشعب الذي لا يلين, انتصرت المرأة وأضيأت أربع شمعات في سماء الدمقراطية الكويتية, وصفق لها العالم أجمع.
ظلت المرأة تناضل من أجل مشاركتها بالسلطة, أكثر من خمسين عاماً, ولم يتوقف نضالها, ولم تيأس رغم محاولات المتخلفين لمنعها من نيل حقوقها, وأثبت نجاحها وقوف الجميع رجال ونساء, من اجل عودة التحضر للكويت, كان الرجل شريكاً وحليفاً للمرأة في قضاياها, كما تجلت الوحدة الوطنية درساً للعازفين على أوتار الطائفية البغيضة, فصوت السني للشيعية, وصوتت الشيعية للسني.
اختار الشعب الكويتي بوعي, اختار المخلص للوطن, اختار المتحضر والعاقل, ورفض الصراخ الهمجي, ورفض أن تعلو الطائفة والقبيلة فوق الوطن, وكان اختياره رداً مدوياً على العابثين بأمن واستقرار البلد, فسقط التيار الديني بشكل فادح, وتراجعت مراكزهم, وتقدم الشباب وتقدمت المرأة ليحتلوا المراكز الأولى, وأثبت الشعب أنه ليس "شعب ما كاري", بل هو شعب عينه على وطنه ومصالح أبنائه.
ومن فزن من النساء الفاضلات, لم يعتمدن على القبيلة, ولم يستخدمن الرشوة والمال السياسي, ولكنهن فزن بقدراتهن الذاتية, بطرحهن العقلاني, وبمراكزهن العلمية, وبالاختيار الحر وبالإرادة الحرة للشعب الكويتي.
ووجودها تحت قبة البرلمان وحده, كفيل بتغيير مسار العمل الدمقراطي وقيمه, ستفرض التهذيب ولغة الحوار الحضارية, ستفضح بوجودها داخل المجلس الممارسات البدائية, والشجار اللاأخلاقي والطفولي, سيكون وجودها مبعث فخر وطمأنينة لنا نحن الكويتيين, الذين انتظرنا التغيير منذ ثلاثين عاماً.
وها هو الأمل الجديد, يطل كفجر جديد على الكويت وأهلها, استطاعت المرأة تغييرنا من الداخل, ولم تستطع جميع اللحى إلا أن تزيدنا سقماً ويأساً وإحساساً بالظلم والقهر, وخوفاً على مستقبل أبنائنا.
ولكي يكتمل هذا الحلم, نود أن يتم اختيار وزراء على مستوى هذا المجلس, وزراء متحضرون لا يخافون من التهديد, ولا يرضخون لواسطات النواب وضغوطهم, وزراء ووزيرات أكفاء يقودون البلد إلى التنمية المستحقة منذ زمن بعيد, ويضعون أيديهم بأيدي النواب والنائبات, لإصلاح ما دمره التخلف, وبناء ما عطلته الممارسات غير المخلصة.
نريد سلاماً يعطي المجال للتفكير الواضح وللعمل الجاد, ولنبدأ صفحة جديدة لتعود الكويت "وطن من جديد".

1 comment:

صلاح الأنصاري said...

أستاذي الفاضل

أكثر من نصف الناخبين لم يصوتوا
والبقية التي صوتت ويعتد انها صوتت باختيارها هي الدوائر الثلاث الأولى
أما الرابعة والخامسة وهم أغلبية النابخين فكان جلّهم مسيّر لإختيار رباعي الفرعيات
فكيف تريدني أن أصدق أن الشعب قال كلمته

تقبل خالص تحياتي الحارة
ولك تقديري واحترامي استاذي العزيز