Saturday, November 8, 2008

الاستياء




تصلني العديد من الملاحظات, من القراء يعبرون فيها عن استيائهم الشديد, من أوضاع البلد, مما يدل على أن هناك نسبة كبيرة من الشعب صامت على غضب وامتعاض واحباط, وهذا الاستياء أصبح سمة عامة, وأختار احدى الرسائل التي أرسلها الأخ عدنان محمد, وهي بعنوان وطني سلمت للتخلف, لتنشر بتصرف.
* * *
مع الاعتذار الشديد للقصيدة الخالدة وللنشيد الوطني، لكاتبه ولملحنه ولمن رعاه ليكون بصمة مميزة لوطن كبير، ولكل فرد من افراد هذا الوطن ممن تمتد جذوره في هذه الارض الصبورة تجاة كل الناكرين لها والمنكرين لابناءها المخلصين ولكل النكرات التي تقتات من خيراتها بطفيلية لم نشهدها بتاريخ البشرية.
مناسبة هذا العنوان هو حدثان مرا علينا مرور الكرام كالعادة خلال الاسبوع المنصرم ، وان أخذ احدهما ردود افعال ولكن على ..... استحياء !!!!
شئ ما يثير الاستغراب من حالة الجمود والسلبية التى تنتاب أهل البلد الذين شهد التاريخ لهم حيويتهم وتفاعلهم مع الاحداث وصولا الى كل الانجازات الكبيرة في جميع المجلات بأيدي خلاصة أبناءه ممن حملوا الراية ليعلنوا للعالم بان هذه الارض هى ارض ولاَدة وهي بالتاكيد ارض مثمرة بكل المجالات التي تخدم وتؤثر ايجابا بالحياة الانسانية.
الحدث الاول: خبر من الاخبار المنوعة، ورد ضمن نشرة اخبار الساعة الثانية ظهرا عبر قناة دبي الفضائية، وهي بالمناسبة قناة تستحق المتابعة لما تتمتع من حرفية في المجال الاعلامي وتحضى بمتابعة عدد مؤثر من المتابعين *، القصد... الخبر نقله مراسل القناة لدى الكويت، كان الخبر يتعلق باحتفال اقيم لاختيار ملكة جمال الاغنام!!، ولم يوفر المراسل جهدا باستطلاع المشاركين من اصحاب الاغنام او الجمهور الغفير الذي حضر هذه التظاهرة (الثقافية)، فبدا ان مذيع القناة بدأ بابتسامة وانهى الخبر بعلامة استفهام علت محياه لبلد ترك كل المشاكل التي يئن منها ليتفرغ لمثل هذه الاحتفالية الانسانية، ولا يخفى على المتابع الفطن وغير الفطن سر تلك الابتسامه!! فغدونا كوميديا مواقف ساخرة على الفضائيات وما اكثرها منذ فترة ليست بقصيرة، تبدأ بحفلات الشتم بمجلس الشعب ولا تنتهي عند (عرضه)امام مبنى العدل والذي يعتبر رمزا من رموز هذا البلد بمناسبة حصول احدهم على حكم قضائي يعطيه كرسيا وثيرا يتشرف به بالمجلس ويقيل آخر.
الحدث الثاني: وهو مانقل عن قيام اللجنة التشريعية بمجلس الامه بالغاء قانون تجريم الانتخابات الفرعية، والدفع بعدم دستورية توزير كلا من وزيرتي التربية والاسكان بسبب ملابسهما!!!!! ، والخبر اسخف من ان نعلق عليه، فالشباب رئيس اللجنة والاعضاء لديهم مشكلة ما تجاه المرأة بشكل عام، و لكن لا يمكن تجاهله فهو يعطى اشارات واضحة لا لبس فيها للقادم مع الايام ان ظل التشريع بهذة الطريقة وبهكذا مواضيع هامشية لا تخدم بلدا ولا تلدا.
سيدي، يبدو ان لدينا مشكلة ما في البلد فمثلك خبير، الناس يا سيدي ليست مطمئنة لما يحدث، ومع احترامي الشديد لحجم التفاؤل التي تتسم بها مقالاتك بجريدة الراي، من ان هذا الشعب لا ولن يقهر ودروس التاريخ شاهدة للعيان، الا ان مزاج الناس ليست على ما يرام وهذا لعمري هو المؤشر الصادق لما يجري.
فنحن والله اعلم يبدو اننا وضعنا بقطار الموت وهو ينحدر بنا بسرعة كبيرة نحو المجهول، ولو انه لم يعد مجهول بل هو معلوم بامتياز فقصص التاريخ لا تختلف كثيرا حينما يتم قياسها على الحالات المشابهة، ولعل اوضح مثال لقصص التاريخ ما جرى في بلاد الاندلس بعد ان ضرب الفساد والفوضى اطنابه بتلك الدول فآلت الى ما آلت اليه.
سيدي .. هذه بلاد الشيخ عبدالله السالم ومن سبقوه ومن لحقوه، هذه بلد عبدالله الفضالة وعبدالعزيز حسين وعوض دوخي وحمد الرجيب، بلد خليفة القطان وخالد النفيسي وعبدالعزيز النمش وغيرهم كثيرون من الرجال الافذاذ الذين حملوها بين جنبيهم وفي عقولهم وقلوبهم، يبدو الآن ان هناك أناساً اضحوا في مقدمه الركب يتحدثون عن تاريخ لا نعرفه, ويدَعون وطنية ليس لهم شان بها وكأنهم اغراب يشرَعون للاغراب ويضفون شرعية لمن لا يستحقها، معروف كيف وجدوا وتنفذوا، ولا حول ولا قوة الا بالله.
هل من المعقول ان يكون لدينا على سبيل المثال فنان فذ كالفنان سامي محمد ذلك النحات الذي يشهد له الكثيرون، هل يعقل ان لا يكون له اي عمل فني بعاصمة القائد عبدالله السالم بدعوى التحريم؟ ، هناك تدمير منظم ومسح مقصود لذاكرة الوطن وتاريخه.. فهل يعقل ان يزال اسم حامل لواء التنوير والثقافة وهو علم من الاعلام شاء من شاء وابى من ابى وهو المرحوم حمد الرجيب، هل يعقل ان يزال اسمه من على مسرح وهو الاب الروحي للحركة المسرحية، وهو بالمناسبه مسرح موغل بالتواضع ولا يليق باسمه ... ولا يزج بالفاعل الى المسائلة والعقاب؟ هناك من يريد ويدفع لصياغة تاريخ جديد لحقبة جديدة وشعب جديد, جاؤوا مبشرين بالفوضى والفساد مقررين طمس تاريخ اصيل ليحل محله تاريخ مسخ!
الحال يا سيدي لا يدعو للتفائل، ولكن السؤال الكبير هو ........ هل دخل هذا الشعب في صمت اهل الكهف؟؟

المقهور / عدنان المحمد علي

*(
احصائية غير رسمية وغير موثوق

No comments: