Sunday, November 23, 2008

البلد




لم تمر البلاد على أزمة كهذه الأزمة التي تعصف بالوطن والمواطنين, حتى كدت أصدق وأؤمن بنظرية المؤامرة على الكويت, وإلا ما مبرر كل ذلك؟! ما مبرر التصعيد دون واعز من ضمير, وخوف على البلد والشعب, من أين أتوا بهذه الجرأة للتعدي على أمنه وأمانه؟!
بات واضحاً أن هناك بضعة أنفار لا يحبون الكويت, ويسعون بكل جهد لتدميرها, وجرنا في أتون لا أحد يعرف حدوده, يسعون لتقويض كل مكتسبات الشعب, كل ما حققه من نهضة, بضعة أنفار يسعون لتكفير الناس بالديمقراطية, بضعة أنفار استطاعو أن يرهبو الحكومة, ويقضوا مضاجع الشعب, ويحرموه من راحة البال.
جرأة وعدم إحساس بالمسؤولية, تتجاوز أدب الحوار المتحضر والمتمدن, إلى صراخ وفوضى, تشعرنا بأننا لسنا في دولة مؤسسات, ينظمها دستور وقوانين, بل في صحراء أو غابة, تشعرنا بأننا نتعرض لغزو من نوع آخر, نوع أخطر من الغزو العسكري, غزو من إسلام سياسي من داخل نسيجنا الاجتماعي, يسعى لفرض أجندته علينا بالترهيب.
قلنا وقال غيرنا منذ سنوات, أنه لا يجب التراخي مع جماعات الإسلام السياسي, والرضوخ لضغوطهم, لأنها ستؤدي بالبلد إلى الهاوية والانحطاط, فمنذ تنفذهم والبلد في إنحدار في جميع المناحي, التعليم والصحة والثقافة والرياضة, والسياسة, ووصل شعورهم بالتسيد على المجتمع, لدرجة طلبو من صاحب السمو الأمير تغيير رئيس الوزارة, والمطالبة برأسه بالاستخدام المتعسف للأدوات النيابية, والقادم أخطر, القادم المطلوب هو رأس البلد نفسها.
بلغ الاستقطاب القبلي والطائفي, مبلغاً خطيراً, فبعدما كان مستتراً أصبح علنياً وبصوت عال, وهم يعلمون علم اليقين أن نتيجة ذلك هو تدمير ما تبقى من أطلال البلد, يفعلون ذلك دون خوف أو وجل من قانون أو محاسبة, لأنهم أقوى من وزارة الداخلية وأقوى من النظام, أو هكذا يعتقدون.
هم أقلية في المجتمع, لكنهم استطاعو وضع خطوط حمراء مهددين الحكومة والشعب ومحذرين من تجاوزها, فالقبيلة خط أحمر, والسلف والأخوان خط أحمر, والتخلف خط أحمر, حتى استيقظنا في بلد مختطف مغتصب.
نحن نقول: الكويت خط أحمر, والدستور خط أحمر, والحريات خط أحمر, حرية التعبير والتفكير والمعتقد والأديان, كلها خطوط حمراء, ولن نسمح كشعب بالمساس بها, ونذكرهم بأن محاولات الماضي لم تنجح, ولن تنجح الآن أو في المستقبل بالمساس بمكتسبات الشعب الكويتي.
القادم أخطر إذا تم السكوت وترضية هؤلاء النفر, والدليل أن القوات الخاصة في وزارة الداخلية, لم تستطع منع الانتخابات الفرعية, بل تم الاعتداء على ضباطها وأفرادها ومخافرها, رحلت هيبة القانون لدرجة أن مجموعة مجرمة من الجنسية الكورية, اعتدت على رجال الداخلية, لأن مشهد الأحداث في الانتخابات الفرعية, كان مثالاً للجميع أنه لم تعد هناك هيبة واحتراماً للقانون.
لا أعلم كيف ستكون الكويت عليه عند نشر هذا المقال, لكن لو حل المجلس حلاً غير دستوري لا سمح الله, فإن الخطر سيزداد, وستدخل البلد في نفق مظلم لا مخرج له, وهذا ما يريده البعض, وسنضيع كشعب في متاهات الفساد, والتردي في جميع المجالات, وسيحقق هؤلاء أمنياتهم بالاستيلاء على الكويت.
البلد ياجماعة في خطر, ونحن فقط وبتكاتفنا نستطيع حمايتها.

No comments: