Sunday, February 22, 2009

انتخابات رابطة الأدباء




في بدايات شهر مارس المقبل, ستجرى انتخابات مجلس إدارة رابطة الأدباء, وسيأتي مجلس إدارة جديد يستمر للأربع سنوات القادمة, قد يكون نفس المجلس الحالي, أو بوجود بعض أعضائه على الأقل.
منذ انضممت إلى عضوية الرابطة في شبابي, ومعظم مجالس الإدارات تأتي بالتزكية, لقلة عدد الأعضاء في ذلك الوقت, وللتقارب الفكري بينهم, ويذكر الأعضاء الكبار حجم الانتقادات التي كانت تقال حول الشللية, والتي كانت تشكل علاقات الزمالة, وتشكل توجه مجلس الإدارة, وما يتبعه من مواقف ونشاطات.
ولكن الرؤية تحسنت قليلاً, وأصبحت أكثر مرونة, وجاءت بمجلس إدارة يتميز بحضور شبابي, وهذا المجلس حاول بجهد أن يطور في نشاطاته, وأن يسهم بدوره في حضور الرابطة الاجتماعي والسياسي, كما ساهم بترويج كتب الأدباء بطرق بعضها إبداعي وجديد, مثل وضع طاولة في إحدى الجمعيات, وهو تنفيذ للفكرة القديمة, لمكتبة متنقلة لهذه الإصدارات, كما نشط هذا المجلس منتدى الشباب المبدع, وهو ما كان الشباب يطمح له منذ زمن, وبالطبع لا يخلو الأمر لبعض الملاحظات.
العمل النقابي, هو نواة العمل الدمقراطي في المجتمع المدني, وهذا يعني ضرورة الاختلاف وعدم التطابق في وجهات النظر, ويعني احترام هذا الاختلاف, وهو صراع متحضر وسلمي من أجل مصلحة الكويت والأدب والأدباء, سواء حول الرؤية وطريقة الإدارة, أم حول الموقف السياسي المستنير, الذي طالما تبنته الرابطة في تاريخها المشرف والطويل.
وكل النقابات وجمعيات النفع العام, عاشت هذا الصراع السلمي المتحضر, وكنت عضواً في عدد لا بأس به من هذه النقابات, مثل الاتحاد العام لعمال الكويت, وجمعية الخريجين, وجمعية حقوق الإنسان الكويتية, ورابطة الأدباء, جميعها عاشت هذا الاختلاف الضروري بين الجديد والقديم, بين التقدم والمحافظة, بين الرأي والرأي الآخر, ولعل ذاك كان سبب حيويتها في ذلك الوقت, لكن كثير من هذه الجمعيات جمدت, في محاولة للحفاظ على الكراسي, دون الالتفات إلى مصلحة الجمعيات العمومية, ودون اعتبار لمتغيرات الساحة الكويتية, وبعضها حدثت فيها انشقاقات, لم يفلح معها المنشقون بتأسيس نقابة أو جمعية بديلة, رغم التجمعات الخاصة التي طرحت نفسها بديلاً عن النقابة الشرعية, إذ أن قانون الصراع, ومحاولات التغيير يجب أن تتم من داخل النقابة نفسها, ولا تتم بالمقاطعة غير الرصينة, ولا تتم بالشخصانية, وبالاعتبارات الذاتية.
وأحياناً يتم ترتيب قائمة, وفرض رئيسها بشكل غير دمقراطي, ثم بعد العمل يكتشف من ضغط لاختيار هذه القائمة أو هذا الرئيس, أنها اساءت أو أساء لهذه النقابة وهذه الجمعية, التي تم الضغط باتجاهها, حتى لا يصل غير المرغوب بهم إلى مجالس الإدارات.
ورغم أن مجلس الإدارة المعين, لم يحقق للنقابة مبتغاها, أو أهدافها, إلا أنه في سبيل عدم وصول غير الرغوب بهم, يتم تزكيتهم مرة أخرى, وأنا أتذكر أن ذلك تكرر في الخريجين, قبل الاحتلال.
إن الضغط المعنوي, ومحاولة فرض قائمة انتخابية, لا تمثل طموح الجمعية العمومية, أخر من العمل الوطني, واساء إلى العمل النقابي, ولذا أفرغت المؤسسات المدنية, والتجمعات السياسية الوطنية من جوهرها, ومن أهدافها المهنية والوطنية, وبعضها ظل لعقود في جمود, وبشكل غير فاعل في تطوير المجتمع, ولذا عزف الكثير من الناشطين السابقين في هذه الجمعيات, عن المشاركة بها.
واتمنى على رابطة الأدباء, في ظل ظروف فرض التخلف وتقييد الحريات, وتقييد الإبداع في مجتمعنا, ان تكون نموذجاً واعياً لقيمتها الريادية في المجتمع, وأن تضع لنفسها خطة هجوم ثقافية مستنيرة, وتعود لصدارة جمعيات النفع العام.
وأن أي وجه جديد أو دماء جديدة, مهما كان الاختلاف معها, تستحق الدعم والتوجيه, فأساس الرابطة هو جمعيتها العمومية, ومجلس الإدارة هو لخدمتها, مهما كان اختلافه مع بعض أعضائها, فعضوية مجلس الإدارة مسؤولية وعبء, وليست كرسياً وامتيازاً.
وأود هنا أن اشكر مجلس إدارة الرابطة الحالي على جهوده, وأتمنى التوفيق للمجلس الجديد, أياً كان أعضاؤه, في مسؤولياتهم تجاه اخوانهم وأخواتهم أعضاء الرابطة.

No comments: