Friday, May 28, 2010

نشرق أم نغص باسم الكويت؟




كان زمناً صعباً, تختبر فيه معادن الرجال, كانت مهمات إعمار الكويت ما بعد التحرير, من أصعب المهمات في تاريخ الكويت, تلك المهمات التي كانت تحتاج إلى رجال دولة, كالذين حظيت بهم الكويت, في مرحلتها النهضوية, في خمسينيات وستينيات وسبعينيات القرن الماضي, وكان الاستهداف في تلك المرحلة, هو الإنسان الكويتي أولاً, وليس المباني والمنشآت.
عندما دعاني الدكتور سليمان العسكري, الأمين العام الأسبق للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب, للوقوف معه لاستعادة جوهر الكيان الكويتي, والشخصية الكويتية, والخيار التاريخي الأول للكويت, وهو الثقافة, أذكر أنني قلت له: "لم تعد الثقافة من أولويات المسؤولين في الكويت", وبعد أن وافقت, وأصبحت مديرً لإدارة الثقافة والفنون بالمجلس المذكور, تمنيت على الدكتور سليمان, أن لا أواجه في عملي ببيروقراطية الحكومة وعراقيلها, لأن ما يدور بذهني يحتاج إلى جرأة المسؤولين, وتفهمهم لأهمية الثقافة للكويت والكويتيين.
لكني كنت محظوظاً, لأن وزير الإعلام ورئيس المجلس الوطني في ذلك الوقت, كان الشيخ سعود الناصر الصباح, إضافة إلى أن المجلس كان يضم نخبة من رجالات الدولة ورواد النهضة الثقافية, أمثال عبد الرزاق البصير, وفهد الدويري, وحمد الرجيب رحمهم الله جميعاً, إضافة إلى بعض المخلصين من أبناء الوطن.
وقد كان لأبي فواز الفضل في الوقوف بمجلس الوزراء, من أجل الدفاع عن المشروعات الثقافية الكبرى, مثل مهرجان القرين الثقافي, ومهرجان الطفل, والمراكز الثقافية, واستعادة معرض الكتاب لألقه التاريخي وغيرها من المشاريع, ورصد ميزانياتها الضخمة, كانت فترة صعبة تحتاج إلى رجل دولة, يعرف ماذا تعني الثقافة للكويت والكويتيين, كان "يعطي للخباز خبزه", فكان يقول: "أنتم أدرى, فإذا كنتم ترون ذلك, فعلى بركة الله".
هنا أنا لا أرمي لتمجيد الأشخاص, لكني بصدد القول, أن رجل الدولة يكون كبير الكلام لا صغيره, يهتم بالإنسان لا العمران, يحرص على سمعة الكويت وشعبها, ولا يكون ضده, وهذا ما تبدى في آراء الشيخ سعود الناصر, في ديوانية الأخ سعد بن طفلة, عندما شجب واستنكر ما يحدث من تعسف لسجين الرأي, الأستاذ محمد عبد القادر الجاسم, ورأى أن ذلك عيب في حق الكويت.
أخبرني صديق, أن الكاتبة البحرينية الكويتية المولد, سوسن الشاعر قالت له ذات مرة: "قبل كنت أشرق باسم الكويت, واليوم أغص باسم الكويت".

الحرية لمحمد الجاسم
osbohatw@gmail.com

No comments: