Friday, June 4, 2010

المناورة والموقف



اثناء حرب أكتوبر 1973م، قام الملك فيصل بن عبد العزيز طيب الله ثراه، بإيقاف تدفق النفط إلى أوربا وأمريكا، رداً على دعم هذه الدول لإسرائيل، وعلى الجسر الجوي الأمريكي، لتزويد إسرائيل بالسلاح، وهذا الموقف أوقع الغرب في أزمة طاقة غير مسبوقة تاريخياً، مما دفع الرئيس الأمريكي نيكسون إلى أول زيارة له للشرق الأوسط، والتقاه الملك فيصل في مطار جده، وسأل نيكسون فيصل بلغة متعالية، مشوبة بالتهديد: "ألا تخشى من ضرب منابع النفط لديكم"؟، رد الملك فيصل مشيراً إلى وعاء يحتوى على التمر، وآخر به لبن قائلاً:"عاش أجدادي على هذا، وليس لدينا مانع من العودة إليه"، ثم زار بعدها كيسنجر الملك فيصل، يدعوه إلى إعادة تدفق النفط، فطلب الملك فيصل منه مفاتيح القدس، لأنه ينوي صلاة عيد الأضحى في بيت المقدس.
صرح وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو، والذي ينتمي إلى حزب العدالة والتنيمة الإسلامي الحاكم، يوم 2 يونيو الجاري، عقب الجريمة الإسرائيلية البشعة واللاإنسانية، ضد أسطول الحرية، والتي استشهد فيها عدد من المواطنين الأتراك، صرح بأنه "حان الوقت لأن يحل الهدوء محل الغضب".
وكانت تركيا قد ألغت مؤقتاً، ثلاث مناورات إسرائيلية تركية، كان مقرراً القيام بها قريباً، هذا وتشترك تركيا منذ سنوات، بمناورات عسكرية أمريكية إسرائيلية تركية، خاصة بعد توقيعها أتفاقاً للتعاون العسكري مع إسرائيل عام 1996م.
ويقول وزير الخارجية التركية أوغلو، عقب توليه حقيبة الوزارة في مايو 2009م، لصحيفة الجزيرة نت في 2 مايو 2009:" أن بلاده تدعو لأن تتولى دوراً يرسي النظام، ويحسن الأمن من أرمينيا إلى العراق وإيران، وإن علاقة أنقره مع الغرب ستستمر محوراً رئيسياً للسياسة الخارجية".
والتساؤل الآن، لمن توجه هذه المناورات مع العدو الصهيوني؟ فمن الواضح أن مصالح الحزب التركي الحاكم، تتناقض مع مصالح الشعب التركي المسلم، فالحزب الحاكم يلهث وراء الرضا الأمريكي الإسرائيلي، من أجل نفوذ "عثماني" من البلقان وحتى العراق، وهو يرفض أن تأخذ إسرائيل الحصة الأكبر من "الكيكة"، وهو يعرف أن الطريق إلى النفوذ هو برضاء أمريكا عنه، وخاصة أنه ما زال يسعى دون فائدة، للدخول في دول الاتحاد الأوربي.
والتساؤل الآخر هو، ما الأكثر فاعلية وتأثيراً، موقف الملك فيصل، أم بيانات الشجب العربية، ومناورات عسكرية تركية إسرائيلية؟
* * *
تحل غداً الذكرى الثالثة والأربعين، لنكسة حزيران عام 1967م، وهي المثال الفاضح على ضعف الأنظمة العربية، والتي تلتها حرب الاستنزاف، وحرب أكتوبر، التي كسرت الأسطورة الإسرائيلية.
ومع ذلك لن ننسى سجين الرأي محمد عبد القادر الجاسم.

osbohatw@gmail.com

1 comment:

Anonymous said...

غير معرف يقول...

ايميل يجعلك من اصحاب الملايين

بقلم الدكتور محسن الصفار

جلس سعيد أمام جهاز الكمبيوتر اللذي اشتراه حديثا وتعرف للتو على عالم الانترنت الواسع , اخذ يقرا بريده الالكتروني وأخذ يتفحص الرسائل الواحدة تلو الأخرى حتى وصل إلى رسالة باللغة الانجليزية عنوانها (شخصي وسري للغاية) فتح سعيد الرسالة وقرأ نصها فكان مضمونه أن المرسل هو ابن لرئيس أفريقي سابق خلع من السلطة وأن والده أودع مبلغاً وقدره 100 مليون دولار في أحد البنوك وأن الأسرة لا تستطيع استخراج المبلغ إلا عن طريق حساب مصرفي لشخص ثالث ويعرض مرسل الرسالة على سعيد أن يعطيه 40% من المبلغ أي 40 مليون دولار فقط إن كان هو مستعداً لتقبل هذا المبلغ على حسابه الشخصي. لم يعر سعيد أهمية كبيرة للرسالة في باديء الأمر ولكن الفكرة في امتلاك 40 مليون دولار دون أي جهد بدأت تحلو له شيئاً فشيئاً واخذ الطمع يتغلغل في نفسه , أرسل سعيد رسالة رد إلى المرسل وسأله: - هل هنك من مخاطر في هذه العملية؟ جاء الرد بسرعة: - لا لا أبداً ليس هناك من مخاطر أبداً أبداً ولكنك يجب ان تحافظ على السرية الكاملة ضمانا لنجاح العملية . ردّ سعيد على الرسالة: - هل من مصاريف يجب أن أدفعها؟ جاءه الرد: - لا لا أبداً فنحن نتكفل بكل شيء أرجوك يا سيدي ساعدنا وستصبح أنت أيضاً من أصحاب الملايين. من أصحاب الملايين!! كم هي جميلة هذه الكلمة وأخذ سعيد يحلم بأنه يسكن قصراً ويركب أفخم السيارات ويمتلك طائرة خاصة وو...... وفجأة وجد سعيد نفسه وقد أرسل رسالة فيها رقم حسابه المصرفي واسم البنك، وبعد يومين جاءه بريد الكتروني مرفقة به رسالة عليها أختام حكومية تفيد بأن وزارة المالية في ذلك البلد الأفريقي لا تمانع من تحويل المبلغ إلى حساب سعيد.... باقى القصة و المزيد من مقالات الدكتور محسن الصفار الهادفة الخفيفة الظل موجودة بالرابط التالى

www.ouregypt.us

و لا يفوتك الذهاب لصفحة من الشرق و الغرب بنفس الرابط و فيها الكثير من المقالات الجيدة.