Tuesday, June 1, 2010

العار المزمن



من أين تأتي إسرائيل بكل هذه الجرأة؟ كيف تستطيع تحدي دول الكرة الأرضية، وتحدي منظمة الأمم المتحدة، ومجلس الأمن فيها؟ كيف لا تخشى على نفسها، وهي الدويلة الصغيرة، من غضب العالم؟ فالذي يكرر جرائمه ومجازره يكون أحد اثنين، إما مجنون، وإما أنه يأمن العقاب، فكم جريمة شنعاء ارتكبتها إسرائيل منذ العام 1948، بحق الشعب الفلسطيني؟ وكم قرار صادر من الإرادة الدولية، خالفته إسرائيل، واستخفت به، فما سر جرأتها؟
وماذا فعل العرب والعالم لها، إزاء مجازر صبرا وشاتيلا، ومجازر قانا، ومجازر غزة؟ وغيرها من المجازر التاريخية؟ التي ارتكبتها بدم بارد, وما هي الاجراءات التي أتخذت بحقها، جراء السلوك الإجرامي اليومي، ضد أهلنا في فلسطين، طوال السبعين سنة المنصرمة؟
إن الجريمة الشنيعة، والقرصنة/ البلطجة الاسرائيلية، ضد أسطول الحرية، في المياه الدولية، خارجة عن كل الأعراف والقوانين الدولية، رغم أن هذا السفن تحمل مواد غذائية ومدرسية ومساعدات إنسانية، للمحاصرين في غزة، إلا أن الصلف الإسرائيلي، يصر على تحدي المجتمع الدولي ومؤسساته، معلناً حصانته ضد القوانين الدولية، وضد أي إجراء يتخذه مجلس الأمن، والتاريخ يشهد بذلك.
فهل هي شجاعة، أم جرأة أم صفاقة؟ ولم لا تخشى إسرائيل كل دول العالم, وهي الدويلة الصغيرة؟ وتظل سائرة في طريق العدوان والقتل والتجويع، لشعب بأكمله.
هي لا تخشى إجتماعات جامعة الدول العربية، التي كل ما ستفعله وتتخذه حيال هذا العدوان الوحشي، هو الشجب والاستنكار، والشكوى لدى مجلس الأمن، ولن تخشى من أي رد فعل لمجلس الأمن، لأنها محمية من أقوى قوة في العالم، وهي الولايات المتحدة، التي تدعي حماية الشعوب والديموقراطية في العالم، وتدعي محاربة الإرهاب، بينما إرهاب الدولة الإسرائيلية مستثنى من هذه الحرب.
الولايات المتحدة، التي صنعت نهجاً ساداتياً جديداً، في الحلف العربي الموالي لسياساتها في الشرق الأوسط، وهي تدفع لإقامة "شرق أوسط جديد وكبير"، من من أجل قيام بعض الأنظمة العربية، بتسويات منفردة، مباشرة وغير مباشرة، مع إسرائيل.
هذا في ظل الانقسام المؤسف والمخجل، بين فصائل المقاومة الفلسطينية، الذي لم تستطع أن توحده حتى مثل هذه الجريمة، ضد شعبها وشعوب العالم.
إن العار سيظل مزمناً، طالما بقيت الولايات المتحدة، تتحكم بمصير العالم، وتمارس سياسة القطب الواحد، وتحمي التسلح النووي الإسرائيلي، أما إسرائيل فستضحك حتى تستلقي على قفاها، عندما تسمع بيانات الشجب العربية.
وتساؤل أخير، هل يقصد من وراء هذا العمل، إضافة إلى مقاصده الأخرى، تعطيل عملية السلام العربية؟
* * *
لم ننسى سجين الرأي محمد الجاسم
osbohatw@gmail.com



No comments: