Wednesday, June 23, 2010

الفساد الإصلاح الحريات



غالباً ما تترافق كلمة الإصلاح مع كلمة الفساد، والإصلاح هو مهمات وسياسات وإجراءات عملية، لخلل في جهاز من الأجهزة، سواء حكومية أم أهلية، أم إصلاحات في التشريعات.
والفساد صفة لا تلازم الشعوب، لكنه يأتي من التفاف بعض الناس، وخاصة المتنفذين، على النظم والقوانين، واستغلال مواقعهم الوظيفية، للتنفيع والاثراء غير المشروع، أو ببساطة "السرقة"، ويبدأ كل ذلك بمخالفة مبدأ الرجل المناسب للمكان المناسب، وتهميش الكفاءات والمخلصين من أبناء البلد، وتعيين الموظفين وقياداتهم، بناء على انتماءاتهم القبلية والطائفية والعائلية، بصرف النظر عن نزاهتهم، ويزداد خطر الفساد عندما يستغل ممثل الأمة موقعه وحصانته، لكسر القوانين، وتصبح ذمته قابلة للشراء.
وكلما تأخرت الدول في مكافحة الفساد، كلما صعب معه الإصلاح، إذ يصبح الفساد هو الأصل والسائد، وتصبح النزاهة والصدق هي الشذوذ، ولا يعود القانون هو سند المواطن.
الإصلاح ليس شعاراً يرفع فقط، وهو ليس نوايا طيبة فقط، ولكنه إجراءات وقوانين تطبق، على الكبير قبل الصغير، وترفع الغبن عن المظلوم وتنصفه، وإجراءات الإصلاح تحتاج إلى حزم وقوة، وفرض لمبدأ المواطنة الدستورية.
في الأمس القريب قدم وزير الكهرباء العراقي كريم وحيد استقالته، امتثالاً للتظاهرات التي قام بها الآلاف من سكان البصرة، احتجاجاً على نقص الكهرباء، وفي الكويت يسأل بعض النواب وزير الكهرباء، عن أسماء النواب أصحاب المصالح في قضية الكهرباء.
في كل بلدان العالم، يكون إصلاح الفساد من الأولويات، وفي الكويت وحدها يتهرب النواب، من جلسة خاصة لمناقشة قوانين الفساد، وحماية المبلغ، وكشف الذمة المالية.
في كل بلدان العالم، يكون اتجاه التطور، بإعطاء مواطنيها مزيداً من الحريات، وفي الكويت وحدها تتراجع الحريات، ويسجن الكتاب، وتهان كراماتهم، ويبدو أنه كلما زاد الفساد، كلما تقلصت الحريات.

الحرية لسجين الرأي محمد عبد القادر الجاسم

osbohatw@gmail.com

No comments: