Tuesday, June 8, 2010

هل يجود الزمان بمثله؟



يصادف اليوم 9 يونيو، ذكرى وفاة رائد من رواد النهضة والتنوير في الكويت، الراحل الأستاذ عبد العزيز حسين، والحديث عن رجل بقامته، لا يمكن أن يستوعبه مثل هذا العمود.
فإسهاماته الثقافية لا تحصى، فقد أسس المرسم الحر، وأسس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وأصبح رئيساً له، وأسس الهيئة العامة للجنوب, وكلية العلوم بالقدس، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، ووضع الخطة الشاملة للثقافة العربية, ومشروع مكتبة الاسكندرية العالمية، ومعهد تاريخ العلوم العربية الإسلامية في جامعة فرانكفورت، ومعهد العالم العربي بباريس، وغيرها من اسهامات كثيرة.
في عام 1961م كان عبد العزيز حسين في زيارة الى القاهرة، لإجراء مباحثات تربوية بين الكويت ومصر، وأثناءها كلفه الشيخ عبد الله السالم أمير البلاد الأسبق، بطلب عضوية الكويت في جامعة الدول العربية، ومنها سافر إلى جنيف لحضور المؤتمر الدولي للتعليم، ممثلاً عن الكويت، وفي هذه الفترة برزت تهديدات الرئيس العراقي عبد الكريم قاسم بغزو الكويت، فكلف بالسفر إلى نيويورك لشرح قضية الكويت في مجلس الأمن، ولم يكن عبد العزيز حسين، مزوداً برسالة رسمية مكتوبة من حكومة الكويت، فبادر شخصياً لإعداد كلمة، أصبحت الكويت بعدها عضواً في هيئة الأمم المتحدة.
كان عبد العزيز حسين، أحد أعمدة النهضة في الكويت، ومن أقواله:"إننا نعمل على أن نقطع في نهضتنا هذه خلال ربع قرن ما قطعه غيرنا في عشرة قرون".
كان هذا هو هم الرجال الكويتيين العظام، الذين يصعب أن يجود الزمان بمثلهم، ولو كان على قيد الحياة، لعاش في حزن وكمد على انحدار الكويت، وتراجعها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وفقدها لرجالاتها البنائين.
وفي الوقت الذي يصرح فيه عضو مجلس أمة، أنه "سيدافع عن الكويت حتى الثمالة"، نستذكر دفاع عبد العزيز حسين عن الكويت، أمام شعوب العالم أجمع.
في كويت النهضة، كان للمثقف مكانة في الدولة، وكان يعتمد عليه في قضايا البلد الرئيسية والمصيرية، وفي كويت الآن يقبع المثقف في السجون الكويتية، لمجرد تعبيره عن آرائه، أننا ندين للراحل عبد العزيز حسين وأمثاله من رجالات الكويت الأولين، بمكانة الكويت الدولية، وسمعتها المشرقة بين الأمم.
ظل هذا الرجل حتى آخر رمق، متواضعاً ونصيراً ومنحازاً للثقافة، ولن أنسى الكتاب الرسمي، الممهور بختم الديوان الأميري، الذي أرسله لي قبل وفاته بثلاث سنوات، ليهنئني بصدور متتاليتي القصصية "طلقة في صدر الشمال"، قائلاً لي:"لقد استمتعت بأناشيدك الوطنية".

لم ننس سجين الرأي محمد عبد القادر الجاسم.

osbohatw@gmail.com

No comments: