Tuesday, June 15, 2010

كل شيء ساخن هنا



لم نستطع أنا وأولادي وأحفادي النوم ليلة البارحة، بسبب عطل في أجهزة التكييف، وكنا قد جربنا عدة شركات صيانة لتصليحها، فكانت المكيفات تعمل بضع ساعات ثم تبث هواءاً ساخناً، وأجمع كل خبراء الصيانة الذين تعاملوا مع مكائن التكييف، أن المشكلة ليست في الكمبريسر، ولا في الغاز، ولا في أي خلل وظيفي في الآلات، وكل المشكلة هي في الحرارة غير العادية، التي تمر بالكويت، وهي السبب بانفصال مفاتيح التشغيل فوق سطح المنزل.
وصباحاً اتصلت بي سكرتيرة العيادة، لتبشرني بأن التكييف عاطل، وأن شركة الصيانة لا تستطيع الحضور، لكثرة أعطال التكييف في البلد، وهذا دفعنا إلى تأجيل مواعيد المراجعين، إلى أجل غير مسمى.
ثم تلقيت اتصالاً من صديق، يقول أن الكهرباء مقطوعة عن منزلهم، وأنه يفكر بأن يستأجر غرفاً في أحد الفنادق، فعرضت عليه بأن يأتي هو وأبناءه، ليقضي بعض الوقت في منزلي، حتى تعود الكهرباء إلى منطقتهم، كل ذلك ذكرني بعام 1980م المشؤوم، عندما بدأت الحرب العراقية الإيرانية، وتضررت محطة شعيبة بسبب عمل تخريبي كما أذكر، وفي هذه الفترة كنت اقف تحت "الشور" لفترات طويلة، كما نصحت وزارة الصحة، بوضع الأطفال في "طشت" ملئ بالثلج، وغادر بعض المقتدرين إلى دول أوربا ودول الخليج، وعاش من بقى في الكويت بجحيم لا يطاق.
وقال البعض، كل معاناة الكويتيين سببها أن ثمن كيلواط الكهرباء هو فقط فلسين، وتتولى الحكومة باقي السعر، وأن الحل هو بخصخصة الكهرباء، فقلت إذا فوق سخونة الجو ندفع دم قلوبنا، كي نعيش.
وفي غمرة هذه السخونة، أمسكت بجريدة الراي صباح أمس، لأقرأ خبراً بتبرأة آسيوي، بعد أن كان محكوماً بالإعدام، لتهريبه 70 كيلو جرام من الهيروين، فلم أعلم هل أثرت الحرارة على استيعابي، أم أن تهريب المخدرات أقل خطراً من التعبير بالرأي، فكان الأولى بمحمد عبد القادر الجاسم تهريب المخدرات، بدلاً من ممارسة حرية الرأي.
ماذا نفعل؟

الحرية لسجين الرأي محمد عبد القادر الجاسم

osbohatw@gmail.com

2 comments:

Deema said...

و هذا مقال آخر حزين..

أتمنى لك يوماً سعيداً

وليد الرجيب said...

يبدو يا ديما أن الحقيقة محزنة
لكن آسف فالكهرباء ممتازة والمكيفات باردة والكويت جنة لا فساد ولا سرقة
والمرأة بخير والرجل يحترمها
والبلد زي الفل لا مخدرات ولا حوادث سيارات وهناك العديد من الأسرة الفاضية في المستشفيات ويكذب من يقول أن المرضى ينامون على الأرض
نحن في بلد سعيد
وصباحك أسعد