Wednesday, July 14, 2010

وصلنا إلى تلبيس التهم

في المهرجان التضامني الذي أقامه التحالف الوطني الديموقراطي، تضامناً مع سجين الرأي خالد الفضالة، والذي شارك فيه مجموعة من أعضاء مجلس الأمة، إضافة إلى كتاب وناشطين سياسيين وحقوقيين، في هذا التجمع لفت نظري ما قاله الكاتب والمحامي الأستاذ محمد عبد القادر الجاسم، عن أن هناك نية "لتلبيس" الكاتب الأستاذ أحمد الديين، قضية أمن دولة، كما أن هناك نية لمحاكمة النائب الأستاذ مسلم البراك، خلال العطلة البرلمانية لمجلس الأمة.
ما لفت نظري هنا كلمة "تلبيس" أي تلفيق قضية ضد أحمد الديين، والمعروف أن الأستاذ أحمد الديين، من أكثر الكتاب الذي يكتبون، ويدلون بآرائهم ضمن الأطر القانونية والشرعية، ويحرص حرصاً تاماً على الا يتخطي القانون ولو بزلة صغيرة، وسيكون أمام أمن الدولة صعوبات لايجاد منافذ لتوجيه تهمة له.
بل إن ذلك يشي بأن النية هي ليست تطبيق قانون، بقدر ما هي استهداف لشخصيات كويتية، وملاحقة لأي نفس معارض لسياسات الحكومة، وهو أمر لم يعد مقبولاً لا سياسياً ولا إنسانياً، في ظل مجتمع دولي تختفي فيه الأنظمة الدكتاتورية باضطراد، وفي ظل اهتمام عالمي بحرية الرأي وحقوق الإنسان.
أما موضوع استهداف مسلم البراك، وهو نائب بالبرلمان الكويتي، فإنه سيثير حفيظة الكثير من الكويتيين، بل حتى استنكار من لا يوافق على آرائه وتوجهاته، وقد قلت في مقال سابق، هناك تجارب تاريخية، مرت بها الشعوب بينت أن سجن المعارضين لا يسكتهم، بل يزيد حجم التذمر والانتقاد، وهي حلقة لا تنتهي، إلا بتعديل هذه الأوضاع.
ولأن العالم أصبح قرية صغيرة، تتأثر بما يجري في أي ركن منها، يصبح الحديث عن التدخلات الخارجية غير ذي معنى، فالعالم إرتأى أن ينشأ منظمات دولية للدفاع عن حقوق الأفراد والدول، وهذا ما حدث عندما قررت الأمم المتحدة إخراج الجيوش الصدامية من أراضي الكويت بالقوة، فهل كان هذا تدخلاً خارجياً في شأن داخلي؟
ولا تتسق نية الكويت بإنشاء هيئة وطنية لحقوق الإنسان، مع إجراءات سلب حقوق الإنسان، ونرجو مرة أخرى أن تسود الحكمة، في التعاطي مع الانتقادات التي ترمي إلى الصالح العام، مهما كانت قاسية.

osbohatw@gmail.com

No comments: