Friday, July 30, 2010

ما قبل وما بعد القمر



في لقاء بالتلفزيون المصري, مع العالم فاروق الباز, ذكر خلالها بعض الحقائق العلمية اللطيفة, حيث قال بما معناه, أن كل المنجزات العلمية, التي أتت بعد نزول الإنسان على القمر في الستينيات, جاءت استلهاماً من الرحلات الفضائية.
فمثلاً كانت المركبات الفضائية, محاطة بشرائح معدنية, تحميها من الاحتراق, عند اختراقها للغلاف الجوي, نزولاً إلى الأرض, ومن بعدها أستخدم هذا المعدن, في صناعة أواني التيفال التي تستخدم في الطبخ, ولا يلتصق الطعام في قاعها, كما أنه لخطورة استخدام الصمغ وغيره, للصق التعليمات التي يسترشد بها الملاح الفضائي, بدلاً من الإمساك بها في يده, والعمل باليد الأخرى, هذا الصمغ قد يسبب الاحتراق, أو يؤثر على الأكسجين داخل المركبة, فبدلاً من ذلك, تم اختراع مادة لاصقة غير كيماوية, ولاحقاً استخدمت هذه المادة, للصق أحزمة الأحذية الرياضية, بدلاً من استخدام الخيوط.
وعند التفكير بكيفية التواصل, بين رواد الفضاء, وبين الأرض, تم اختراع الأقمار الصناعية, واستخدمت لاحقاً لبث المحطات الفضائية, والاتصالات المختلفة, مثل الهواتف النقالة, والانترنت.
ومن المعروف, أن معظم التكنولوجيا التي يتنعم بها الإنسان, منذ القرن العشرين على الأقل, كانت بالأساس لخدمة الاستخبارات الأمريكية, مثل أجهزة الكمبيوتر, والانترنت, والكاميرات الحرارية, وكاميرا أشعة أكس, وحتى سيارات الدفع الرباعي, ففي اثناء الحرب العالمية الثانية, طلب الجيش الأمريكي من الشركات المصنعة للسيارات, صنع سيارة تحتمل الطرق الوعرة في أوربا, ولا تتأثر بالمستنقعات, وتقدمت إحدى هذه الشركات, بنموذج جيب الولز المكشوف, ليصبح في آخر نموذج سيارة الهمر العسكرية, واليوم تعتبر السيارة ذات الدفع الرباعي المدنية, من أفخر السيارات.
إذن فمن الواضح أنه عندما تفكر الولايات المتحدة بالذات, بكل جهود علمائها, باختراع أو ابتكار علمي, هي لا تفكر بشعبها بالدرجة الأولى, ولكنها تفكر بجيشها واستخباراتها أولاً, وبعدما يتم استنفاد الغرض من هذا الاختراع, أو يتم تطويره, يطرح بشكل تجاري على الناس, فكل ما نتمتع به من تسهيلات علمية, جاءتنا من أجهزة الاستخبارات الأمريكية.

osbohatw@gmail.com

No comments: