Wednesday, July 14, 2010

انقلابات يوليو

يصادف اليوم مرور اثنين وخمسين عاماً على ثورة 14 يوليو العراقية، والتي أسقط الشعب العراقي خلالها، السلطة الملكية والاستعمار الإنجليزي، وأسقط كذلك حلف بغداد العدواني، وقضى على الإقطاع المجحف بحق الفلاحين، الذين كانوا يشكلون غالبية السكان، وسن قانون الإصلاح الزراعي، وكان ذلك عام 1958.
كما يصادف اليوم مرور أكثر من مئتي عام على هدم أكثر السجون بشاعة في تاريخ البشرية، وهو سجن الباستيل في باريس، خلال الثورة الفرنسية عام 1789، والتي تم فيها اسقاط الملكية والاقطاع، والسلطة الدينية الكاثوليكية.
وكانت ثورة 14 يوليو في العراق، انقلاباً عسكرياً مدعوماً من الأحزاب والتنظيمات الوطنية والقومية، وتحالفت معها كل قطاعات وفئات الشعب، من فلاحين ومثقفين ونساء ورجال، وقاد هذا الانقلاب الذي تحول إلى ثورة شعبية، الضابط عبد الكريم قاسم، الذي لقب بالزعيم، وكان الهدف هو حكم ديموقراطي مستقل، بسلطة متداولة، ووضع دستور جديد يضمن حقوق وحريات أفراد الشعب، ويلغي الطغيان بالحكم الذي أرساه نوري السعيد.
وكانت تلك الثورة، ضمن المد القومي وحركة التحرر الوطني في البلدان العربية، التي استقلت وحررت شعوبها من الاستعمار الإنجليزي والفرنسي، مثل مصر وسوريا ولبنان، ولاحقاً الجزائر وغيرها.
لكن سرعان ما خان قادتها أو بطانتهم، المبادئ التي قامت من أجلها هذه الثورات، وقدمت خلالها شعوبها الدماء والسجن والتنكيل، فعبد الكريم قاسم الذي طالب بضم الكويت للعراق، لقى مصير بائس على يد انقلاب 1963، الذي رعته ومولته الولايات المتحدة، خاصة بعد صدور قانون 1961م، تم على اثره حصول العراق على نسبة 99.5% من اراضيها غير المستثمرة، وفقدان أمريكا مصدر هام للطاقة، وفقدانها حليفاً ضد الدول العربية التي تحررت، وحول ذلك كرر علي صالح السعدي أمين سر القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي قوله:" جئنا بقطار أمريكي".
ثم تحول هذا الحكم البعثي، في عهد صدام حسين، إلى آلة دكتاتورية جهنمية ضد أبناء شعبه، والشعوب المجاورة، وارتكب خلاله مجازراً ضد شعبه، وامتلأت سجونه بالمعارضين، وانتهى صدام بالمشنقة، ونتمنى أن يسود الاستقرار والسلام في العراق، وأن يلتفت للبناء والتنمية، لما فيه خير للعراق وللأمة العربية.
ومن قبيل الصدف، ان معظم الانقلابات وبالأخص العربية، تمت في شهر يوليو، مثل ثورة 23 يوليو في مصر، والحركة التصحيحية في سوريا ايضاً في يوليو، وكذلك الثورة العراقية.

osbohatw@gmail.com

No comments: