Saturday, July 17, 2010

تقليد كويتي عريق



لعل من فضائل المجتمع الكويتي، واحدى عاداته وتقاليده العريقة، هي التواصل المباشر بينه وبين الحاكم، ومشاركة أسرة آل صباح الأسر الكويتية، في أفراحها وأتراحها، ومخالطة أبناء الشعب في الدواوين والأماكن العامة، وهذه السنة بدأت منذ بداية نشوء الدولة.
فعلى مدى قرون، وفي ظل حكم جميع حكام الكويت، لم يكن هناك حجاباً بين الشعب الكويتي وحكامه، بل كان الحكام مبادرين باللقاء والتشاور، وحتى بعد أن استقلت الكويت، وارتضت لنفسها نظاماً ديموقراطياً، ووضعت دستوراً ينظم علاقة الشعب بالحاكم، ظلت هذه العلاقة الأسرية، بين أبناء الشعب وبين الأسرة الحاكمة.
وقد مرت البلاد خلال تاريخها، بظروف وأحداث صعبة، بل كارثية كما حدث أثناء الغزو والاحتلال، لكن الكويت بشعبها وحكامها، خرجوا من هذه المحنة، أكثر تلاحماً وأكثر تمسكاً بالشرعية وبالدستور، مثبتين قرناً بعد قرن أهمية هذه العلاقة الصحية، في الحوار والتواصل المباشر، بين الشعب والحاكم وأسرة الصباح بشكل عام.
وفي الأشهر الأخيرة، تعرضت البلاد إلى حالة احتقان سياسي، أثارت قلقاً وتوتراً لم يشهده تاريخ الحياة السياسية في الكويت، وهز الاستقرار الذي تتمتع به الكويت، وهو أمر لم يكن في مصلحة مستقبل البلاد، ولا لأفق التعاون من أجل التنمية، ولا لسمعة الكويت.
لكن صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله، والأسرة الحاكمة الكريمة، خيبوا ظن ومسعى من أراد الصيد في الماء العكر، والتفرقة بين أبناء الشعب، والتحريض على أبنائه المخلصين، فأعادت هذه الأسرة الكريمة وعلى رأسها والد الجميع، الاعتبار للثوابت الكويتية الأصيلة، المبنية على الحكمة والمحبة والثقة والحوار، وبذا قطع الطريق على محاولات الزج بالمقام السامي والذات الأميرية في الخلافات السياسية، واقحام السطلة القضائية فخر الكويتيين، في هذه الخصومات.
والآن تنفس الكويتيون الصعداء، بعودة الاستقرار والأمان، اللذان يجب أن يرافقهما تأكيد التوافق الوطني على مستقبل تقدم البلاد، والذي يتطلب النظر بجدية لعملية الإصلاح السياسي والإداري، ومكافحة الفساد المعرقل الأساسي للتنمية، والدفع بالحوار البناء والمسؤول، ليكون في أجواء من الحرية والانفتاح.
* *
إن تكرار تصريحات بعض المسؤولين العراقيين العدائية تجاه الكويت، والتجمهر الأخير لمواطنين عراقيين على الحدود بين البلدين، تذكرنا دائماً بضرورة التمسك بوحدتنا وبيقظتنا.

osbohatw@gmail.com

No comments: