Wednesday, July 14, 2010

أما آن الوان؟



أصدر جلالة ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة مؤخراً، أربعة مراسيم تضمنت تعديلاً لمسمى وزارة الثقافة والإعلام، لتصبح وزارة الثقافة، وإنشاء هيئة تسمى هيئة شؤون الإعلام، يرأسها الشيخ فواز آل خليفة بدرجة وزير.
وقد سبقتنا مملكة البحرين قبل ذلك، بإضافة الثقافة إلى الإعلام، بل إن الثقافة تسبق الإعلام بالتسمية والاهتمام، حيث كان المسمى "وزارة الثقافة والإعلام"، وكذلك فعلت دولة الإمارات العربية المتحدة، التي لديها "وزارة الثقافة والإعلام".
وقد كتبت كثيراً ومنذ سنوات، عن أهمية أن يكون للكويت بالذات وزارة ثقافة، وتحويل وزارة الإعلام إلى هيئة الإذاعة والتلفزيون، بسبب الارتباط العضوي بين الكويت وشعبها والثقافة.
فقد كان وما زال خيار الكويت الأول هو الثقافة، وهي ما كان يميز هذه الدولة الصغيرة، بل كان خيارها الثقافي سبباً في احترام المثقف العربي لها، وسبباً في تعاطف الشعوب معها اثناء الاحتلال، فكما قيل على لسان أحد مواطني البرازيل، الذي كان من أصول عربية أثناء الاحتلال:"دولة تصدر هذا الكم من المطبوعات، لا يمكن أن تكون معتدية".
ولا أحد ينكر دور الكويت التاريخي، في المساهمة في تعليم أبناء الإمارات، وإنشاء محطة تلفزيون بها، وتزويدها بأرشيف ثقافي ضخم من تلفزيون الكويت، وإنشاء مراكز صحية في الإمارات والبحرين، كما لا أحد ينكر إنشاء الكويت لمدارس ومراكز، في فلسطين والهند وغيرها، وإنشاء جامعة ضخمة في صنعاء.
فالكويت انفتحت على الشعوب، واغترفت من ثقافاتها، بسبب من النشاط التجاري البحري لأبناء الكويت، وشكلت بذلك شخصية الإنسان الكويتي، الذي يقدر الثقافة تقديراً عالياً، ويكفي أن أول مدرسة نظامية تأسست عام 1912، وأول مجلة صدرت عام 1928، فتحولت الكويت صغيرة المساحة، وقليلة السكان، إلى هامة ثقافية عالية بين الدول.
وعندما أمر أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح، بإنشاء المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عام 1973، وضع بذلك أساساً لوزارة ثقافة، ولعل المجلس المذكور قد لعب دوراً ثقافياً مرموقاً داخل وخارج البلاد.
وبالتأكيد كان تغيير اسم وزارة الإرشاد والأنباء إلى وزارة الإعلام، مواكباً لروح العصر آنذاك، ولكن الاستحقاق الذي تأخر كثيراً، هو إلغاء وزارة الإعلام، وإنشاء وزارة الثقافة في الكويت.

osbohatw@gmail.com

No comments: