Tuesday, July 20, 2010

عظمة البساطة



ولد في مثل هذا اليوم 21 يوليو 1899، الأديب الأمريكي الفذ أرنست همنجواي، والذي يعتبر من أبرز الأدباء الأمريكان في القرن العشرين، وحصل على جائزتي بوليتزر ونوبل على أعماله، وخاصة روايته العبقرية "العجوز والبحر"، وتحولت معظم أعماله إلى أفلام سينمائية.
ومن أبرز أعماله "والشمس تشرق أيضاً"، "وداعاً للسلاح"، "ثلوج كليمنجارو"، "العجوز والبحر"، وغيرها الكثير، حيث امتاز أسلوبه بالبساطة، أو السهل الممتنع، بعيداً عن التنميق والزخرفة، التي يتهافت عليها اليوم كتابنا الشباب العرب، كما كانت لديه قدرة هائلة في التحكم بالأسلوب القصصي الحديث، الذي ساهمت في تشكيله كتاباته وتقاريره الصحفية.
اشترك همنجواي في الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، وتأثر في الحرب الأهلية الاسبانية، فكتب "وداعاً للسلاح"، وعاش حياته مغامراً محباً للصيد، وكأن لاشيء يشبعه مثل الإثارة، وقد عاش كما يقول تجربة العودة من الموت، بعد أن جرح بشظايا قنبلة انفجرت قربه.
وكان لا يكتب إلا بعد أن يهيئ ما يريد كتابته في ذهنه، بل كان يردد الجمل والحوارات ليسمعها لنفسه، وكان يستيقظ من النوم ويتجه مباشرة إلى آلة الطباعة، ويكتب واقفاً لساعات، وتنثال كلماته بثراء لغوي آسر، وهو لا يكتب كلمات "لا يمكن تحمل سماعها" كما يقال، ولذا لا يمكن لقارئ أن يرفض أو ينزعج من كتاباته، ولذلك فكتاباته واسعة الانتشار في العالم.
وقد منحه حب المغامرة والسفر، وحبه للكتابة الصحفية آفاقاً واسعة من الاطلاع المتنوع، إضافة إلى رؤية عميقة، تحول الموضوعات إلى قضايا، مثل رائعته "العجوز والبحر"، التي تضم شخصية واحدة وهي رجل عجوز على قارب صغير، وسمكة كبيرة عالقة بسنارته، ومضمون الرواية هو علاقة العجوز بالسمكة، التي أصبحت قضيته.
عاش همنجواي في عدة أماكن، في باريس حيث احتك بالأدباء العظماء، وخاصة الأمريكان الذين اعتادوا العيش في فرنسا، وعاش في اسبانيا، واستقر في كوبا، وكانت حياته حافلة بالأحداث.
أثار انتحاره عام 1961، وقبله انتحار والده، وبعده انتحار ابنته، تأويلات خاطئة عند الناس، لكن العلماء أثبتوا أنهم كانوا مصابين بمرض وراثي يتسبب في تلف البنكرياس، ويؤثر على الحالة العقلية.
لهمنجواي مكانة خاصة عندي، لأنني قرأته وتأثرت به، في سنوات ما قبل المراهقة، واستطاع بعظمة بساطته تشكيل وعيي الأدبي.

osbohatw@gmail.com

No comments: