Sunday, July 25, 2010

يا خليج



لم تعد كلمات بدر شاكر السياب ذات معنى، عندما قال:" يا خليج يا واهب اللؤلؤ والمحار والردى..وينثر الخليج من هباته الكثار على الرمال، رغوة الأجاج، والمحار" في قصيدة أنشودة المطر، ولم تعد كلمات محمد الفايز ذات معنى، عندما قال:" هو البحر في أحشائه الدر كامن، فهل ساءلوا البحار عن صدفاته".
أنا أعشق الخليج، فهو يحتل قسم كبير من طفولتي، وأعشق صوت موجه المهدهد كترنيمة استرخاء، وأعشق زرقته ومداه، وأعشقه لأنه كان مصدر رزق أجدادي، وأعشقه لأنه صمد في وجه المحتل، عندما طوقه بالأسلاك الشائكة.
ولم يكن الخليج مصدر اللؤلؤ والسمك فقط، ولكنه كان طريق الكويتيين للانفتاح على الثقافات الأخرى، حيث جاب السندباد الكويتي عبابه، إلى الهند وأفريقيا وحتى فرنسا، وكان لهذا الخليج الفضل في تشكيل الوعي الثقافي المميز، والذائقة الفنية المتطورة.
لكن هذا الخليج الذي حمل على سطحه سفن الحضارات، وكان ممراً للتبادل التجاري، وطريقاً شائكاً للغزو البرتغالي، وكان شاهداً على تطور وانحطاط الدول على ضفافه، شهد هذا الخليج شرور الإنسان التي وصلت إلى أعماقه.
فها هي رحلة إحياء ذكرى الغوص ال22، التي ينظمها النادي البحري، تحت رعاية سمو أمير البلاد، تعلن أنه لم يعد هناك محار في الخليج، وإن التلوث والفساد وصل إلى خليجنا العتيد، وإن سوء الإدارة قد تعدى الأجهزة الحكومية، ليصل ويشمل البحر والبر.
البيئة الكويتية التي كانت ثرية، عانت من الإهمال عاماً بعد عام، فاختفت أعشاب ونوير البر، واختفت طيور الربيع، وتراكمت النفايات ومخلفات البناء على الشواطئ، وتحول لون الخليج من لازوردي رائق، إلى قاتم بلون الأسن.
فكيف يمكن تنفيذ خطة تنمية، دونما اصلاح البيئة وبالأخص البحرية؟ دون الاهتمام بالثروة السمكية، إحدى أهم مصادر الأمن الغذائي للكويتيين، الا يكفي أن سعر الأسماك قد تضاعف بشكل جنوني، ونحن دولة بحرية؟

osbohatw@gmail.com

2 comments:

Deema said...

السلام

إن عدم وجود اللؤلؤ أحزني على من كانوا يذهبون بالسابق فيخونهم المحار و عليه كان اعتمادهم الأساسي

الناس لن تشعر بأهمية العمل إلا بعد أن تشعر بالحاجة

إن كلمات بدر شاكر السياب ما زالت صحيحة، فهو لم يقل يا واهب اللؤلؤ و المحار و الحياة

و إنما يا واهب اللؤلؤ و المحار و الردى، أي الهلاك

و المطر الذي يقول عنه، قد يكون ظاهره خير، و لكن مطر السياب مطر حزين، مطر رصاص و سواد و فراق، مطر نظن فيه الخير، كما نظنه في الخليج

الخليج، كعلم الغيب، لا ندري أهو علم أم غيب، و من تلك الحالة دائما يولد أمل

ملاحظة: أنا البحر في أحشائه الدر كامـن
فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي

إن هذا البيت لحافظ ابراهيم و ليس لمحمد الفايز

شكراً

وليد الرجيب said...

شكرا على رأيك القيم
وشكرا أكثر على تصويبك