Tuesday, August 3, 2010

الخطر قادم



هل توقعات الرئيس الكوبي فيدل كاسترو، التي تنبأ بها حول قيام حرب عالمية ثالثة نووية، هي تنبآت رجل خرف؟ وما الذي استند عليه في تنبؤاته؟ وهل يعرف كاسترو الذي تمرس في السياسة لعشرات من السنين، شيئاً لا نعرفه؟
إن المتتبع لمسيرة التاريخ، القريب على الأقل يستطيع استقراء المستقبل، في شيء من الحذر، فالظروف الدولية الحالية، تشبه الظروف التي رافقت الأزمة الاقتصادية العالمية عام 1929، والتي سميت "بالكساد الكبير"، والتي لم تكن هناك وسيلة لحلحلتها إلا بافتعال حروب، يتم فيها إعادة اقتسام الثروة، حتى وإن كان ذلك على حساب الشعوب، فلأول مرة تعاني البنوك الأمريكية والبورصة انخفاضاً حاداً، ولأول مرة يهاجم فيها عسكري كبير في الجيش الأمريكي، رئيس الولايات المتحدة وينتقده، ناهيك عن عجز بريطانيا عن الإنفاق على الجيش، وإفلاس الكثير من الشركات الأوربية.
وتشير التوقعات أن منطقتنا هي المؤهلة لمثل هذه القلاقل، لما تحويه من ثروة استراتيجية، فلبنان يعيش على فوهة بركان فتنة وحرب أهلية، ثم يتبعه تدخل إسرائيلي عسكري، فهي لا تستطيع أن تبدأ بمغامرة الاجتياح، بسبب تجربتها المؤلمة في حرب 2006، ولذا فاستراتيجية الفتنة والتفتيت، هي المفتاح للدخول العسكري الذي تحضر له منذ أمد.
والولايات المتحدة لم تعترض على عمليات حرق القرى الفلسطينية في النقب، وتشريد مواطنيها، ولم تعترض على عمليات تهويد القدس، والتي كان آخرها تدمير عين مريم العذراء، المعلم المسيحي التاريخي، واستعداء المسيحيين والمسلمين في العالم، مما يمهد لنزاعات في المنطقة وبالأخص في لبنان، وإيجاد وطن بديل للفلسطينيين في الأردن والضفة الغربية.
وفي سبيل الضغط على أوباما الذي لا يحتاج إلى ضغط، يقوم اللوبي الصهيوني، بالتلويح بخسارة الحزب الديموقراطي، في الانتخابات النصفية في نوفمبر القادم، لمجلس الشيوخ ومجلس النواب الأمريكيين، نقول لا يحتاج إلى ضغط، إذ عبرت وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون، في الذكرى 62 لقيام الكيان الإسرائيلي، أي ذكرى جريمة اغتصاب فلسطين، وقالت:" إن أمن إسرائيل فوق أي اعتبار، وإن تعزيز قوة إسرائيل غير قابل للنقاش".
وذلك في ظل تمزق عربي عربي، وتفتيت للشعوب العربية عن طريق التأجيج الطائفي والقبلي فيها، وفي ظل غياب الديموقراطية الحقيقية، وتكميم الحريات وملاحقة المعارضين بهذه الدول، وضعف قواها الوطنية وتشتتها.
الخطر قادم، والحذر واليقظة غائبتان.

osbohatw@gmail.com

No comments: