Wednesday, August 25, 2010

التراث الوطني الساطع

صادف يوم الأثنين الماضي 23 أغسطس، الذكرى العاشرة لوفاة المناضل الوطني الكويتي سامي المنيس، وهو من العلامات البارزة في تاريخ وتراث الحركة الوطنية المشرق، الذي بدأ منذ بدايات القرن الماضي.
وسامي المنيس، الذي كان نائباً في مجلس الأمة، ومنذ بدء العمل البرلماني، كان مثال الصلابة والثبات على المبدأ، ولم يهادن فيما يخص الشعب الكويتي وحقوقه ومكتسباته، وكان مكافحاً لحماية الدستور، ومدافعاً عن الحياة الديموقراطية، وكان مثالاً ساطعاً للنزاهة الوطنية ونظافة اليد والقلب، كما تميز بعفة اللسان وسمو الأخلاق، متمسكاً بأدب الاختلاف.
عمل في مقتبل عمره في شركة نفط الكويت، وتلمس منذ ذلك الوقت معاناة ومطالب العمال، مما صقل وعيه السياسي، فأصبح مدافعاً عن حقوق العمال، وساهم لاحقاً بتأسيس نقابة عمال النفط، والاتحاد العام لعمال الكويت، واتحاد الطلبة ونادي المعلمين.
وانخرط مبكراً في حركة القوميين العرب، وحمل هموم أمته العربية، من أجل التحرر والديموقراطية والرخاء، مدافعاً عن حقوق الشعب الفلسطيني، في العودة وحق تقرير مصيره، وبناء دولته المستقلة على أراضيه، ثم انخرط في حركة التقدميين الديموقراطيين، التي تطورت عن حركة القوميين العرب التقليدية، وكان له دور مؤسس لنادي الثقافة القومي، ونادي الاستقلال.
ومنذ بدء الحياة النيابية، نجح وزملائه في كتلة "نواب الشعب"، التي ضمت الدكتور أحمد الخطيب، والأستاذين عبدالله النيباري وأحمد النفيسي، في انتخابات مجلس الأمة، وخلال نضاله البرلماني دافع عن ثروات الشعب الكويتي، وعمل مع زملائه على تأميم النفط، ليغدو ثروة خالصة للشعب الكويتي، كما كان مواجهاً صلباً ضد محاولات تنقيح الدستور في بداية الثمانينيات، وضد تزوير الانتخابات قبلها.
رأس تحرير أهم جريدة في تاريخ الحركة الوطنية الكويتية، وهي جريدة "الطليعة"، وكان صاحب الامتياز لها لسنوات طويلة، هذه الجريدة التي لفت حولها القوى الوطنية بجميع أطيافها، وعملت بها شخصيات ثقافية عربية مرموقة، مثل الشهيد غسان كنفاني، ورسام الكاريكاتير الشهيد ناجي العلي وغيرهما، كما كان المنيس أول رئيس لجمعية الصحفيين في الكويت.
وشارك بعد التحرير عام 1991، بتأسيس المنبر الديموقراطي، وانتخب أميناً عاماً له، وظل في هذا المنصب لسنوات، ولعل سامي المنيس كان الشخصية الوطنية الأولى، التي غطي جثمانها بعلم الكويت، إذا لم تخني الذاكرة.
بعد مرور عقد على وفاته، لنر ما آل إليه العمل البرلماني، وما آلت إليه الحركة الوطنية من ضعف وتشرذم، فتحول البرلمان إلى ساحة للبذاءة والمزايدات، والابتعاد عن هم الشعب، وجرى إفساد وشراء لبعض أعضائه.
وهنا أدعو الشباب إلى استلهام والاسترشاد، بروحه النضالية، وحبه المطلق وتفانيه للوطن، الذي أفنى جل عمره من أجله.

osbohatw@gmail.com

No comments: