Saturday, August 28, 2010

اليد على الزناد



إن حادثة الاشتباك المسلح، التي نشبت يوم الثلاثاء الماضي، بين أفراد من حزب الله الشيعي، وجمعية المشاريع الخيرية السنية (الأحباش)، في منطقة برج أبي حيدر أبي حيدر ببيروت، لها إنعكاسات وتداعيات خطيرة، على الشعب اللبناني والعالم العربي.
ففي لبنان أي تلاسن بين طرفين، أو خلاف على موقف سيارة، يمكن أن يؤدي إلى استخدام السلاح، الذي يمكن أن يتطور إلى حرب أهلية، يتم فيها تدخل إسرائيلي أو سوري، فحالة الخوف والتشنج بلبنان في حدهما الأقصى، رغم محاولات التهدئة المستمرة، والتحذير من مخاطر استغلال مثل هذه الحوادث، من قبل إسرائيل، خاصة مع التقارير والتحليلات الإسرائيلية والدولية، التي تشير إلى أن لبنان على شفا حرب قد تبدأ في الشهر القادم.
هذه الاحتقانات الطائفية والسياسية، قد تعود بلبنان إلى أجواء 1975م، تلك التي قادت البلد في حرب مدمرة إمتدت لخمس عشرة سنة، تخللها اجتياح إسرائيلي، وتدخل سوري، وأكلت من أبنائها عشرات الآلاف، ودمرت فيها البنى التحتية.
ولا يستبعد في اشتباكات برج أبي حيدر، والتي امتدت لمناطق أخرى، وراح ضحيتها أربعة أفراد من الحزبين، لا يستبعد أنها كانت استدراج إلى لعبة التجاذب، أو استعراض للعضلات وإثبات وجود، أو كما قال نائب البرلمان الممثل لحزب الله، أن هذه الحادثة قد كشفت "سيناريوهات وبروفات"، رغم أن قيادتي الحزبين أكدتا أن الحادث هو سلوك فردي، ليس له أبعاد سياسية أو طائفية، علماً بأن الطرفين حلفاء، وفي معسكر واحد.
لكن الحادث كشف من جوانب أخرى، تسلح هذه الطوائف بأسلحة قد تفوق أسلحة الجيش اللبناني، ومن هنا تبدو الخطورة، فهذا السلاح غير شرعي وغير مرخص من السلطات الرسمية، غير أنه اكتسب شرعيته الضمنية بصفته سلاح المقاومة ضد العدو الإسرائيلي.
لقد أستخدمت في هذه الاشتباكات المؤسفة، أسلحة رشاشة خفيفة وثقيلة، واستخدمت كذلك قنابل يدوية وصاروخية (آر بي جي)، بينما يشتكي الجيش اللبناني من عدم امتلاكه أسلحة، تليق بالمؤسسة الرسمية الشرعية.
وفي ظل الاحتقان الدولي والعربي، والتهديد بضرب إيران، وتهديد إيران بتوسيع رقعة الحرب لتطال الكرة الأرضية على حد قولها، وبالأخص إسرائيل والدول التي تحوي قواعد عسكرية أمريكية، في ظل كل ذلك فلننتبه إلى ما يحدث داخل الكويت، من فرز واستقطاب طائفيين، ومحاولات غير مسؤولة لتمزيق الوحدة الوطنية، التي لا نملك سواها لاستمرار وجودنا كشعب وككيان صغير، محاط بالأخطار من كل الجهات.
وإذا كان الخوف بالسابق من اللبننة، أصبح الآن الخوف من العرقنة، ونخشى أن تصبح الكوتتة مثال أضافي للتمزق الطائفي والقبلي، ولنتذكر أيضاً أن السلاح منتشر بين الكويتيين وبكميات كبيرة.

osbohatw@gmail.com

No comments: