Sunday, August 22, 2010

الضعف يقود إلى الهزال



واحدة من أسباب ضعف الحركة الوطنية العربية، وعدم قدرتها على الاتفاق على مشروع نهضوي في بلدانها وفي العالم العربي، هو تشرذمها وتناقضها مع بعضها، بل تناحرها في كثير من الأحيان، أي خلل في الظرف الذاتي، دع عنك الموضوعي.
فما زال يطغى على المواقف التحليل العاطفي، والابتعاد عن التحليل العلمي المنطقي، حتى أصبح الشعار التاريخي لبعض هذه القوى "نحن وهم"، أي قوى وطنية ضد قوى وطنية، متناسين أو مغيبين القضايا الوطنية المشتركة، ومستنزفين طاقات يمكن أن توظف لصالح أوطانهم، لصالح قضايا الديموقراطية والعدالة والحرية والخبز.
هم لا يرون المشهد الكبير الدولي والعربي والوطني، كل ما يرونه هو النظرة الضيقة الأنانية، والتنافس غير المشروع أو الضار بين الفصائل والمجاميع الوطنية، بل يصل الأمر إلى تخوين بعضها.
وصل التشرذم والتفتت في الوطن العربي، وفي كل دولة من دوله، إلى درجة جعلت الحركات الوطنية والاجتماعية هشة بلا برامج على أرض الواقع، بل تعمق بشكل خطر جداً، الفرز الطائفي والقبلي والفئوي، ووصلت هذه العدوى إلى القوى الوطنية، لتقدم خدمة مجانية، لكل من يريد ضرب الوحدة الوطنية، وإضعاف قواه الحية في بلدانها.
من خلال متابعاتي لبعض المدونات الشبابية الكويتية، وجدت إن النفس الذي كان سائداً بين صفوف الحركة الوطنية في الماضي، بدأ بالانتقال إلى صفوف الشباب، وهم الفئة التي يعول عليها في الاصلاح وخدمة مجتمعها، وسادت مماحكات ليست في مصلحة العمل الوطني ولا في مصلحة الكويت، التي تعيش ضمن محيط قلاقل وأخطار اقليمية، وضمن تراجع في مشروعها التحديثي المدني والحضاري.
الشباب الذين استطاعوا بوحدتهم، رغم اختلاف أطيافهم، احداث تغيير سياسي أساسي في الكويت، تمثل في تغيير الدوائر الانتخابية، عادوا اليوم ليزيدوا تشرذم وضعف الحركة الوطنية، واستعداء بعضهم لبعض، على أمور ثانوية وليس على قضايا وطنية، مثل قضايا التنمية والحياة المعاشية للكويتيين.
إن الجانب الأكثر وعياً بين هذه التجمعات الشبابية، هو الذي ينتبه لمحاولات جر الأرجل إلى معارك تافهة ودونكيشوتية، هو الذي يسعى بكل جهده إلى لم الشمل للعائلة الوطنية، وعزل المؤججين لنار الخلاف، فالوضع لا يحتمل، والأفضلية للحكمة والحوار والوحدة الوطنية.

osbohatw@gmail.com

No comments: