Sunday, August 22, 2010

شاعر الأرض



تمر اليوم الذكرى الثانية لوفاة الشاعر الفلسطيني المميز محمود درويش، الذي وافته المنية يوم 9 أغسطس 2008م، بعد عملية القلب المفتوح في الولايات المتحدة، دخل بعدها في غيبوبة أدت إلى وفاته.
ويعتبر درويش من أهم الشعراء الفلسطينيين والعرب في عصرنا الحديث، حيث ساهم في تحديث القصيدة وأغنى مضامينها بعمق ورصانة، وارتبط اسمه بالثورة الفلسطينية، فسمي شاعر الثورة، وشاعر الأرض المحتلة، بسبب تكريس شعره ونضاله السياسي والثوري لقضية شعبه الفلسطيني.
ولد محمود درويش عام 1941م في مدينة الجليل أو قربها، وعاش في المنافي مثل بيروت وباريس وتونس، وبعد الدراسة الثانوية انتمى إلى الحزب الشيوعي الإسرائيلي راكاح، وأعتقلته السلطات الإسرائيلية عدة مرات لنشاطه السياسي ولشعره المقاوم، وعمل في صحافة الحزب، مثل نشرة "الاتحاد" وأشرف على تحريرها، وأسس مجلة الكرمل الثقافية، كما كان رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين.
إنتمى لاحقاً لمنظمة التحرير الفلسطينية، وهو من كتب وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطيني، التي أعلنت في الجزائر، وكتب العديد من الأشعار الجميلة والخالدة، التي لن تتكرر في التاريخ، فلا أحد يستطيع تكرار التاريخ الذي يكتبه الشعراء والأدباء العظام.
والشاعر محمود درويش، ظاهرة نادرة في الشعر العربي، فهو قد جمع بين جمال الشعر وقوة المعنى، وحلاوة الإلقاء، وعمق التأثير والكاريزما، وكان شكل شعره الفني متطوراً، استطاع إلهاب مشاعر ملايين الناس في الدول العربية، وفي العالم أجمع.
ورغم شخصيته الخجولة، كان له حضوراً طاغياً على المنصة، حيث تنساب كلماته بطاقة سلسة وساحرة، ومستعصية بنفس الوقت، ولم يكن شعره منشوراً سياسياً خالياً من الجمال، لكنه كان جميلاً أولاً، وثورياً أولاً، ومثل كل المبدعين الخالدين، كانت كلماته بسيطة، لكنها عميقة التأثير.
قام صديقه الموسيقار المبدع مارسيل خليفة، بتلحين العديد من قصائده، مثل "أحن إلى خبز أمي، وقهوة أمي"، وقصيدة "بين ريتا وعيون البندقية"، وغيرها، وحفظ الناس شعره عن ظهر قلب، وحفظه التاريخ كعلامة بارزة في الشعر العربي والثوري.
ولأهميته وتقديراً له ولشعره، أعلنت السلطة الفلسطينية حداداً عليه لمدة ثلاثة أيام.
osbohatw@gmail.com

No comments: