Monday, August 23, 2010

مخترقون حتى النخاع



لم يكن مفاجئاً لي الخبر المنشور في القبس يوم السبت 21 أغسطس الجاري، عن إلقاء القبض على شبكة تخريبية، تضم أكثر من 250 عنصراً من قبل الاستخبارات البحرينية، والتي أبلغت الكويت عن وجود من 40 إلى 50 مجموعة مشابهة في الكويت، مسلحة ومدربة على العنف والتخريب، تنتمي إلى جهة عسكرية في دولة إقليمية.
ولم أستغرب دخول الصحفي الإسرائيلي الداد باك، الذي ينشر مقالاته في جريدة "يدعوت احرانوت" الإسرائيلية، إلى الأراضي الكويتية، ولن أستغرب وجود عناصر من الاستخبارات الأمريكية والبريطانية، وحتى استخبارات لدول عربية.
فنحن مخترقون حتى النخاع، ومنذ زمن بعيد، ولعل كارثة الغزو والاحتلال، بينت لنا كم نحن مخترقين ومستباحين، من قبل الاستخبارات العراقية، التي استخدمت الساحة الكويتية، للاغتيالات السياسية وأعمال التخريب، ونشر الجواسيس والعملاء، والوصول إلى الأهداف الحيوية بسهولة ويسر.
نحن مخترقون لأننا مشغولون بنهب المال العام، وتنفيع القلة على حساب الشعب، ولأننا مشغولون بإعلاء شأن الطائفة والقبيلة على حساب الوطن، والمواطنة الدستورية، ولأننا سمحنا بأن يفرقنا ويفتت شملنا، الفاسد والمتخلف واللا مسؤول، ولأننا لا نكترث لتحديث الدولة، لأننا متهافتون على جر البلد والمجتمع إلى مهاوي التخلف والانحطاط الفكري والحضاري، لأن الدستور ليس أولوية لدينا، وتراث ثقافة مجتمعنا المنفتح والمتسامح، تحول إلى ثقافة الغلو والتشدد الديني، لأن هدف الجميع، تنظيمات إسلامية سياسية، وسلطة تنفيذية هو تكميم الأفواه والتضييق على الحريات، لأن القوى الوطنية متناحرة، وبدلاً من نشر الوعي الوطني، ننشر فتاوي ليس لها علاقة بالدين الحنيف، ولأن شبابنا وشاباتنا الرائعين والمبدعين في آخر الأجندات لكل الأطراف، ولأن التقدم خطيئة.
فهل نفاجأ إن باعت لنا أمريكا "ستوك" صواريخ، لم تثبت فعاليتها، وفي كل مرة تريد التخلص من مخزون أسلحة أو حتى أدوية، تفتعل أخطاراً أو أمراضاً؟
هل نفاجأ عند اكتشاف شبكة إرهابية أو جاسوسية، ونحن نعمل ضد مصلحة وطننا وشعبنا، ونحن نرفض النصيحة والنقد والاعتراض والتنبيه لسياساتنا، من قبل أبنائنا المخلصين؟ ونسمع نصيحة ذوي المصلحة والأغراض الشخصية؟ ونحن ننسى العدو الحقيقي، ونركز على أعداء وهميين؟
نحن مخترقون حتى النخاع، وسنظل كذلك إذا لم نفهم ماذا تعني التنمية الحقيقية، وإذا لم نفهم معنى الوحدة الوطنية الحقيقية، وإذا لم نلتزم على الأقل بدستور 1962، دستور الحد الأدني، فهل سنعي الدرس؟ أم سنرفض الاستيقاظ من أوهامنا؟

osbohatw@gmail.com

No comments: