Monday, August 2, 2010

الجرح الغائر



تمر اليوم الذكرى العشرين لغزو واحتلال نظام صدام حسين لدولة الكويت، عندما اجتاحت قواته بلادنا وسيطرت على أراضيها يوم الثاني من أغسطس 1990، في غضون ساعات، مدعياً أن ذلك كان تلبية لنداء، ومبرراً هذا العمل البربري تبريراً زائفاً، بأنه تحقيقاً للوحدة العربية.
وجرت محاولة شطب الكيان السياسي للدولة الكويتية، وجرت مساومة دنيئة مكشوفة، بربط الانسحاب من الكويت، بانسحاب اسرائيل من فلسطين المحتلة، في محاولة مكشوفة لكسب تعاطف الشعوب العربية، والتغطية على جريمة العصر، مما دفع عدد من الشعوب العربية إلى الخروج بمظاهرات تأييداً لاحتلال الكويت، كما وقعت عدد من الأحزاب السياسية العربية في أوهام الانتصار على الامبريالية والأنظمة الرجعية، وهو ما خلق جرحاً غائراً في نفوس الكويتيين، الذين يشهد تاريخهم، ومنذ عشرينيات القرن الماضي، على دعمهم الدائم والا محدود لقضايا الأمة العربية، واحتضناهم لولادة وتطور فصائل المقاومة الفلسطينية، وقدم لها الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري.
لقد عانى الشعب الكويتي من أعمال المحتل، من سرقة واعتقال وتعذيب وقتل، كما عانى من تخلي بعض الشعوب العربية وأحزابها السياسية عنه، فاهتزت لديه قيم العروبة والتضامن العربي، وانهارت كل أحلامه في الوحدة العربية.
لقد كان لذاك الاحتلال آثاره المدمرة على الشعبين والبلدين الكويتي والعراقي، وعلى عموم الدول العربية، وما زالت الشعوب العربية تعاني من نتائج هذا العمل المغامر، ذي الأهداف التوسعية الذي يمثل أطماع حزب البعث العربي الاشتراكي.
لقد قدم صدام حسين لإسرائيل خدمة لا تقدر بثمن، بتمزيقه الشعوب العربية، وتفتيت التضامن العربي، وقدم خدمة مجانية بخروج العراق من صفوف المقاومة ضد العدو الإسرائيلي.
لكن ولعل من إيجابيات الغزو والاحتلال، أنه كشف وبشكل لا لبس فيه، تضامن الشعب الكويتي وإرادته وقدرته على المقاومة، والتفافه حول قيادته ونظامه الشرعي، بوحدة وطنية لا مثيل لها، هذه الوحدة التي تحاول بعض الأطراف وبعد عشرين عاماً على تلك الكارثة، العمل على تفتيتها وإلغاء المكتسبات التي حققها الشعب الكويتي، على مدى قرون.

osbohatw@gmail.com

No comments: