Sunday, August 22, 2010

أوباما والإسلام



في حفل إفطار أقامه الرئيس أوباما الأسبوع الماضي في البيت الأبيض، حضره دبلوماسيون من دول إسلامية، وأعضاء الجالية الإسلامية في الولايات المتحدة، أعلن أوباما عن دعمه لبناء مسجد ومركز ثقافي إسلامي، قرب موقع هجمات 11 سبتمبر 2001.
هذا المشروع الذي عارضه المحافظون الأمريكيين، واعترض عليه 53% من سكان نيويورك، وأيده رئيس بلدية نيويورك، يلاقي جدلاً في الولايات المتحدة، مستذكراً قتل 2750 شخصاً، بجريمة إرهابية نفذها تنظيم القاعدة الإسلامي المتطرف.
ورغم أن أوباما أكد أن القاعدة ليست مرادفة للإسلام، وجعل أحد أركان سياسته الخارجية هو تحسين العلاقة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي، كما أكد خلال كلمته التي ألقاها في القاهرة عام 2009، مشدداً على أن حرب أمريكا هي مع الإرهاب.
كل ذلك جميل جداً، لكن فلنتذكر أن الإرهاب في أفغانستان، وتحديداً الفصائل الأفغانية المسلحة، تلقت مساعدة أمريكية، بل حارب بعض المرتزقة الأمريكان، مع الأفغان ضد الوجود السوفييتي، وعندما انتهى دورها في الخطط الأمريكية، انقلبت على هذه الفصائل واعتبرتها شراً يجب القضاء عليه.
وهذا بالضبط ما حصل عندما دعمت الولايات المتحدة صدام حسين، في حربه ضد إيران عندما قدمت له مساعدات استخبارية ولوجستية، وبعد تحرير الكويت، توقفت القوات الأمريكية في جنوب العراق، ولم تمض لاسقاط صدام كما نصح القادة العسكريين، وهو ما أصاب الكويتيين بالاحباط.
لكن أكبر تناقض في توجهات أوباما، هو دعمه المطلق واللا محدود لإسرائيل، وعدم اتخاذ أي إجراءات رادعة أو حتى منتقدة، للممارسات الوحشية ضد الشعب الفلسطيني المسلم، وضد عمليات التهجير والتهويد، وهو أمر لا يتفق مع الدعوة لتحسين العلاقة مع العالم الإسلامي، أو الدعوة لمحاربة الإرهاب، سواء كان إرهاب أفراد أم منظمات أم دول.
وفي الحفل ذكر أوباما أن التعديل الأول في دستور الولايات المتحدة، أكد على حرية الأديان، ولكن من الواضح أن وجود دساتير تدعو إلى حريات ومساواة، مثل حرية التعبير والرأي، وحرية الاعتقاد، لا يبدو كافياً لكي يكون رادعاً لتشريعات وممارسات ضد ما جاء في هذه الدساتير.
فالدستور الكويتي مثلاً، وهي دولة تنتهج النهج الديموقراطي منذ أكثر من 47 سنة، ينص على حرية الرأي والتعبير والاعتقاد، ولكن تشريعات أعضاء مجلس الأمة، وممارسات السلطة التنفيذية، جاء بعضها مخالفاً لما جاء بالدستور، وهذا غيض من فيض.

osbohatw@gmail.com

No comments: