Tuesday, November 20, 2007

الحجر والانفتاح..الكويت ودبي




نشرت جريدة الراي الكويتية في عددها الصادر يوم الثلاثاء 30 أكتوبر 2007 خبراً تحت عنوان "محمد بن راشد يتحدى مجتمع المعرفة العربي لترجمة ونشر ألف كتاب سنوياً", ويقول الخبر:" في بادرة تعد الأولى من نوعها عربياً, أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم, نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي, تحدياً جديداً لمؤسسات الترجمة والنشر في العالم العربي, بأن تتمكن من تحقيق طموحات مؤسسة محمد بن راشد بترجمة ونشر ألف كتاب في السنة الواحدة, ويكمل الخبر: وكان سموه أكد دعمه الكامل للمبدعين في المنطقة العربية حين قال: وأقول للمفكرين والكتاب والأدباء والباحثين والمبدعين والموهوبين, تقدموا بأفكاركم ومشاريعكم الجديدة, وستجدون منا كل الترحيب والاهتمام والدعم" (انتهى الاقتباس).
وفي خبر آخر نشر في جريدة القبس في عدد الثلاثاء 13 نوفمبر الجاري يقول:" قررت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم, إصدار مجلة شهرية متخصصة في عرض الكتب الجديدة الصادرة باللغة العربية وجميع اللغات الحية بالعالم, وتوزيعها على أوسع نطاق عربي, ويضيف الخبر: وسوف تسهم المطبوعة الجديدة في تعزيز وعي القراء في المنطقة العربية بما يقدمه الفكر العالمي من إبداعات جديدة" (انتهى الاقتباس).
هذان الخبران يقوداننا إلى المقارنة الجبرية بين ما يحدث في إمارة "دبي" وحدها, وما يحدث في دولة الكويت هذه الأيام, ففي الوقت الذي تتعسف فيه الرقابة في منع الكتب بمعرض الكويت للكتاب العربي, تبادر إمارة دبي بنشر ألف كتاب وترجمة في السنة الواحدة, وفي الوقت الذي يصادر فيه حق الأديب الكويتي في الإبداع, وتمنع أعماله الإبداعية, يدعو الشيخ محمد بن راشد الأدباء والكتاب لتقديم أعمالهم لنشرها ودعمها, وفي الوقت الذي تقدم فيه الرقابة بلدي الكويت بصورة سيئة متخلفة أمام العالم, تسير إمارة دبي باتجاه التقدم والانفتاح الفكري, وفي الوقت الذي تهان فيه الثقافة في الكويت, ويهان المبدع والمواطن ويساق المفكر إلى المحاكم, يقول الشيخ محمد بن راشد: "تقدموا بأفكاركم ومشاريعكم وستجدون منا كل الترحيب والاهتمام والدعم" (اقتباس).
كيف نفسر ذلك؟! فقبل خمسين عاماً كانت الكويت تقدم مساعدات تعليمية للإمارات, كانت تبني المدارس وتقدم مناهجها التعليمية وتوفر حتى المدرسين, وكانت تصدر الثقافة والفنون والآداب للإمارات, وتنشئ تلفزيوناتها وإذاعاتها, كانت تلعب دور الريادة, وتعي ضرورة الثقافة لبناء الدولة المدنية الحديثة, فكيف نفسر ذلك؟!
هل تراجعت الثقافة المتقدمة في الكويت؟ بالطبع لا فالثقافة لا تتراجع من الناحيتين الموضوعية والفلسفية, لأنها تراكمية بيد أنها أصبحت متوارية, وما هو سائد لا يمثل الثقافة كما عرفها الكويتيين, لم يتراجع الإنسان الكويتي ولم تتراجع أحلامه في وطن حر مستقر, ما تراجع في الكويت هو الحكومة التي تخلت عن مشروعها لبناء كويت حديثة, وانساقت وتخاذلت أمام قوى التخلف والفساد, وهابت من الإرهاب الفكري والصوت العالي.
ولا أستثني هنا نواب الحريات, الذين انتخبناهم للدفاع عن حرياتنا ونمط عيشنا الذي نريد, ولا القوى السياسية التي تسمى قوى الضغط, ألا يجدر بنا أن نسميها قوى الربت, في مقابل قوى التخلف الفاعلة القوية المتكاتفة لجر الكويت إلى الوراء.



4 comments:

فتى الجبل said...

نعم تراجعنا
نعم تخلفنا
ونعم لشخصية اسمها محمد بن راشد
وعساه ما ينسى نشر الديمقراطية الحقة في ربوع دولته

J Daily said...

تلاقي لو يوزع كتب عندنا
يحوشه المنع (:
--
--
على طاري الكتب والقرائة

رفيجي قال لي معلومه مو متاكد من صحتها
منظمة احصاء عالميه
تقول ان الفرد في فريطانيا يقرى 16 كتاب بالسنة
والشخص العربي يقرى نص صفحة بالسنه

حمد said...

اتمنى التوفيق للامارات العربية المتحدة التي شعاعها يقوى ويقوى مع مرور الوقت .

بالنسبة للقوى السياسية فألتمس لهم العذر , يكفي ان هذه القوى غير قادرة على التجمع بمقر واحد من اجل التلاقي اليومي والتحاور والتعارف .

للاسف ديوانيات صغيرة ومشتته امام مدارس احياء التراث وامام جمعية الاصلاح الاجتماعي , وامام دعم الجمعيات الخيرية والبنك الاسلامي المميز التابع لهذه القوى .

كل هذا الدعم لحلفاء السلطة , ومع ذلك وان كنا قلة الا اننا موجودين ومستمرين وسنستقطب العقلاء .

شكرا لك استاذي الكريم

وليد الرجيب said...

خيار الديموقراطية سيكون خيارا صعبا على الإمارات, بسبب من التكوين التاريخي للمنطقة هناك وللشخصية الإماراتية, ولا أظن سيكون ذلك في وقت قريب يافتي الجب, فتكوين الشخصية البحرينية والكويتية ونضالاتهم التاريخية لعبت دور في أوضاعهم السياسية, ومع ذلك مازلنا نعاني بعد تجربة طويلة فما بالك بالإمارات


يعقووبوو
الإحصائيات مخجلة بالنسبة للقراءة أو انتاج الكتب مو بس بالنسبة للعالم ولكن لدول غير عربية مثل تركيا
لكن كانت القراءة في الكويت عادة اجتماعية راسخة وارجو أن تكون قد قرأت احدى مقالاتي السابقة هول هذه العادة

حمد

لا يكفي أن يحمل الإنسان فكرا مستنيرا أو تقدميا, لكن النضال من أجل التغيير ونشر الوعي الوطني يتطلب عملاً جماعيا دؤوبا وليس نخبويا, يتطلب حيوية مثل حيوية الشباب هذه الأيام وانفتاحا وتقبلا للآخر
لن تأتي الفرصة إلى القوى الوطنية كمنحة كما حصل في البداية مع الأخوان المسلمين ولكن يجب العمل من أجلها كي تصبح قوى فاعلة
مع تحياتي لجديتك